المزيد
أم قيس: تاريخ عريق على مر السنين وثروة سياحية

التاريخ : 31-10-2013 |  الوقت : 11:11:29

وكالة كل العرب الاخبارية :  كانت أم قيس تعرف في قديم الزمان باسم غادارا، وهي تقع على نتوء عريض يرتفع 378 متراً فوق سطح البحر. وهي إحدى المدن اليونانية- الرومانية العشر.
وفي الأزقة القديمة، كانت غادارا تقع في موقع استراتيجي ويمر بها عدد من الطرق التجارية التي كانت تربط سورية وفلسطين، وقد باركها الله بأرض خصبة ومياه الأمطار الوفيرة.
ازدهرت هذه المدينة من الناحية الفكرية وأصبحت مدينة مميزة لجوها العالمي. وقد اجتذبت الكتاب والفنانين والفلاسفة والشعراء، مثل شاعر الهجاء مينيبوس الذي عاش في النصف الثاني من القرن الثالث قبل الميلاد، والشاعر الساخر ميلاغروس الذي عاش ما بين 110-40 قبل الميلاد، والخطيب الفصيح  ثيودوروس  الذي عاش ما بين 14-37 بعد الميلاد. كانت غادارا قد احتلت في أوائل القرن السابع قبل الميلاد. وقد وصف المؤرخ اليوناني بوليبيوس المنطقة انها تقع تحت حكم بطليموس  في ذلك الوقت. وحكمها  انطونيوس الثالث  في عام 218 قبل الميلاد، وقد سمى المدينة ( انتيوخيا  وسيلوسيا.
 وفي عام 63 قبل الميلاد، قام بومباي بتحرير غادارا وضمها الى المجموعة الرومانية المسماة بالمدن العشر. وبعد ذلك، تحسن وضع غادارا بسرعة وأصبح البناء فيها قائماً على قدم وساق. 
وخلال السنوات الأولى من الحكم الروماني، كان النبطيون ، وعاصمتهم البتراء، يسيطرون على طرق التجارة حتى دمشق في الشمال. غير ان مارك انتوني لم يكن راضياً عن هذا الوضع الذي كان ينافس الرومان. ولذلك فقد أرسل الملك هيرودوس العظيم على رأس جيش ليقاتل النبطيين. وفي النهاية  تنازل النبطيون عن طرقهم التجارية في الشمال سنة 31 قبل الميلاد. وتقديراً لجهود هيرودوس العظيم، فقد قامت روما بمنحه مدينة غادارا. وقد وصلت المدينة قمة ازدهارها في القرن الثاني بعد الميلاد وانتشرت الشوارع المبلطة والهياكل والمسارح والحمامات فيها. وقد شبه ميلاغروس غادارا بأثينا، وهي شهادة تثبت أن المدنية أصبحت مركزاً للثقافة الهيلينية في الشرق الأدنى القديم. وقد انتشرت المسيحية ببطء بين أهالي غادارا. و ابتداء من القرن الرابع الميلادي، أصبح أسقف غادارا يحضر المجامع الكنسية في نيقيا وخلدونية وإفسس. 
ورغم حضور الأسقف للمجامع الكنسية، إلا أن غادارا لم تعد مناراً للعلم وبدأت المدينة تتراجع خلال القرن السادس الميلادي.
وفي عام 636 وقعت الحرب بين البيزنطيين والعرب المسلمين، وكانت هذه الحرب حاسمة، ولم تكن الحرب بعيده عن غادارا. غير أن الحرب لم تترك اي اثر للتدمير الواسع في المدينة.
وماتزال جاذبية ام قيس تتألق اليوم. فما يزال قسم كبير من المسرح الروماني الغربي قائماً حتى يومنا رغم الاضطرابات التي حدثت في المدينة على مدى التاريخ. والممرات المقنطرة وصفوف المقاعد شاهدة للعيان، وهي مبنية من حجر البازلت القاسي. ويوجد في المسرح صف من المقاعد المحفورة للشخصيات المهمة بالقرب من الأوركسترا. ويوجد في الوسط تمثال رخامي كبير لا رأس له، وهو يعود الى تايخي، وهو معروض الآن لمشاهدته في المتحف المحلي. وفي الجهة المقابلة للمسرح، يقع الشارع المبلط والذي يرجح أنه كان المركز التجاري للمدينة، وبالقرب من مسرح البازلت الأسود توجد الشرفة التي يوجد فيها الساحة والكنيسة والكنيسة الرئيسية. وفي غربي الشرفة، وعلى امتداد الشارع الشرقي الغربي يقع ديكومانوس، وبقايا النيمغايوم، ومجمع حمامات ونصب تذكاري روماني جرت المحافظة عليه بعناية فائقة. وعلى بعد عدة مئات من الأمتار، يستطيع المرء أن يشاهد بقايا ما كان في أحد الأزمان ميداناً لسباق الخيل. 
المسرح
 يوجد مسرحان في غادارا، وهناك مسرح ثالث كان يوجد في الحمة المشهورة بمياهها المعدنية. وهناك بقايا المسرح الشمالي، وهو أكبر المسارح، ويمكن مشاهدته على رأس التلة بجانب المتحف. والمسرح الغربي الذي حوفظ عليه بعناية فائقة هو المشهد المميز لغادارا. وقد بني المسرح من حجر البازالت الأسود. ويعود تاريخ هذا المسرح الى القرنين الأول والثاني بعد الميلاد. وباستطاعة المرء أن يتمتع بمنظر في غاية الروعة عند الغروب من الصفوف العليا لمقاعد المسرح. 
الدكاكين المقنطرة
إن الشرفة مدعومة بأبنية مقنطرة كانت تستعمل كدكاكين خلال الأزمنة الرومانية. وكانت هذه الدكاكين أقل انخفاضا بقليل من مستوى الشرفة. وكانت الطريق معبدة، وكان في المنطقة أيضا رصيف للمشاة. 
مجمع الحمامات الرومانية
يمكن مشاهدة آثار مجمع حمامات يعود الى القرن الرابع الميلادي بالاتجاه شرقاً على طريق ترابية صغيرة تبعد بحوالي 100 متر من تقاطع الشوارع المبلطة. وتستطيع أيضا الوصول الى الأجزاء السفلية للحمامات بسلوك طريق ترابية مقابلة للمسرح الغربي. وهي حمامات رومانية تقليدية. وفيها غرف تحتوي على الماء الساخن والدافئ والبارد، وكذلك غرفة لتغيير الملابس. ويبدو أن هذه الغرفة قد توقف استعمالها في اوائل القرن السابع الميلادي. 
القبور
وعلى بعد حوالي 500 متر من الحمامات الرومانية تستطيع أن تجد نصباً تذكارياً رومانياً تحت الارض، وقد تمت المحافظة عليه بعناية فائقة وهو النصب التذكاري الغربي. ويقع خلف النصب التذكاري الصهريج المصنوع من حجر البازلت الأسود ( صهريج الماء السفلي). وهناك الدرجات التي تؤدي الى القاعة الأمامية وهي شرفة النصب التذكاري نفسه. وقد تم مؤخراً اكتشاف كنيسة كبيرة لها خمس ممرات فوق النصب التذكاري. وتستطيع أيضا أن تشاهد القبور المحفورة من الصخور وهي منتشرة حول ضواحي غادارا، مثل قبر جيرماني وقبر موديستوس وقبر تشيرياس. 
بوابة طبريا/ البوابة الغربية
على بعد 800 متر من النقطة التي يتقاطع فيها الشارعان الرئيسيان المبلطان، أو 200 متر من النصب التذكاري، تستطيع أن تجد آثار البوابة الغربية للمدينة، وهي عبارة عن أساسات البوابة. ويحيط بالبوابة أبراج دائرية تنتشر حول ديكومانوس. وعلى بعـد 400 متر من البوابة الغربية توجد بقايا بوابة على شكل قوس ثلاثي الأضلاع، وهي تمثل توسع حدود المدينة في النصف الأخير من القرن الثاني الميلادي. 
الشرفة
ويلي المسرح الغربي شرفة معبدة ومبلطة، وتشمل بعض الأبنية المتبقية على الشرفة على القاعة المركزية المبلطة والتي كانت تستخدم كساحة للكنيسة، وبناء ثماني الشكل كبير الحجم تابع للكنيسة المركزية، وبناء ناتئ نصف دائري وهو بقايا الكنيسة ذات الثلاثة ممرات الواقعة بين الكنيسة المركزية والمسرح الروماني الغربي. وإلى الغرب هناك أبنية مقنطرة تدعم الشرفة. 
الكنيسة المركزية
تقع الكنيسة على الشرفة، وهي تعود الى العهد البيزنطي، وهناك ساحة عامه حول الكنيسة. وهناك ايضاً مثمن مركزي من الأعمدة، التي اخذت من احد المعابد الواقعه قبل الكنيسة، وهذه الأعمدة تدعم سقف الكنيسة المركزية. 
اماكن المعيشة
هناك اكروبولوس كلاسيكي يقع شرق المسرح الغربي، وهو مغطى اليوم ببيت ملكاوي وبقايا القرية العثمانية المبنية من الحجر والمأخوذ بشكل اساسي من الأبنية القديمة. وقد تم إعادة ترميم أحد الأبنية الرئيسية وتحويله الى متحف، بينما أعيد بناء مبنى آخر لاستعماله كاستراحة. 
متحف أم قيس
يقع متحف ام قيس في بيت الروسان، وكان يستعمل في الأصل كمنزل للحاكم العثماني. ويعرض في هذا المتحف من ضمن الأشياء الأخرى التماثيل والفسيفساء والعملات المعدنية، وهي من ضمن الاكتشافات الأثرية التي تم العثور عليها.



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك