وكالة كل العرب الاخبارية
تبدو هجمات 11 سبتمبر وكأنها هدية من السماء لصالح عمليات التجسس التي تقوم بها الولايات المتحدة، فقد أصبحت الوكالات الاتحادية الأمريكية مثل وكالة الأمن القومي وغيرها، تنطلق بعمليات التجسس على الاتصالات والإنترنت والهواتف من منطلق مكافحة ألإرهاب وبصلاحيات واسعة تتذرع بها بموجب قانون باتريوت. لكن المعروف أن الولايات المتحدة لم تتوقف عن التجسس على كل دول العالم منذ عقود، إلا أن الوثائق المسربة أكدت كل تلك الشكوك والتي كانت تستبعد أحيانا تحت تسمية نظريات المؤامرة.
فما سر هوس الولايات المتحدة بالتجسس على الجميع بما فيهم رؤساء الدول والشركات التجارية مثل شركة نفط برازيلية ووزرات مكسيكية بل حتى الحلفاء الأوروبيين؟
تتحول المعرفة الناتجة عن التجسس على القادة والرؤوساء والحكومات، إلى سلاح مذهل في كل المجالات الاقتصادية، من التجسس الصناعي وحتى التجاري والمالي، وتتاح لشركات أمريكية مثل شركات الدفاع الأمريكية وغيرها معلومات استخباراتية للفوز في الصفقات التي تسعى بعض الدول لإبرامها بحيث تضغط الولايات المتحدة على الدول التي تسعى لصفقات من دول أخرى غيرها، لتضمن فوزها بهذه العقود. أول دليل على ذلك ظهر عند الكشف على تجسس وكالة الأمن القومي على شركة نفط برازيلية – بترو ناس، وشركات في كل من فرنسا والمكسيك والصين وحول العالم. يؤيد كاتب الغارديان شيموس ملن هذه الخلاصة ونشرها على تويتر قائلا إن هدف التجسس، لدى إدارة خاصة ضمن وكالة الأمن القومي كشفتها الوثائق المسربة من قبل إدوارد سنودن باسم"Tailored Access Operations" (TAO)، عمليات الدخول المخصصة لاستهداف أنظمة إلكترونية صعبة كتلك التي تعود للرؤساء والقادة والحكومات، هو تعزيز النفوذ الاقتصادي ويتم كل ذلك بذريعة الأمن ومكافحة الإرهاب. وسمحت معلومات تسربت في 260 وثيقة سرية أنها سمحت للساسة الأمريكيين التخطيط لإجراء مفاوضات ناجحة أثمرت عن استثمارات دولية حققت نجاحات هائلة بحسب الوثائق وفقا لتقرير صحيفة دير شبيجل.
ورغم أن هذه العمليات كانت تجري بإشراف فرع وكالة الأمن القومي في سان أنطونيو بولاية تكساس، إلا أن وحدات التنصت في السفارات الأمريكية في مكسيكو ستيتي والعاصمة البرازيلية، لعبتا دورا كبيرا فيها. ويمتلك فريق التجسس وسائل عديدة فضلا عن معدات تقنية عليا تسمح باعتراض كل أشكال الاتصالات الإلكترونية مثل الأحاديث الهاتفية ورسائل النص من شبكات الجوال المكسيكية فضلا عن قواعد عمليات تتنصت على اتصالات الأقمار الاصطناعية في البرازيل.