وكالة كل العرب الاخبارية : مرة ثانية، تؤكد السينما العربية حضورها على قدم المساواة مع السينما العالمية في الدورة السابعة لمهرجان أبوظبي، الذي ينطلق غدا ويستمر حتى الثاني من الشهر المقبل؛ إذ يُشارك عدد قياسي من الأفلام القادمة من العالم العربي في مسابقات المهرجان المختلفة، وستحتفي أبوظبي بالعرض السينمائي العالمي الأول للكثير منها.
كما أفرد المهرجان برنامجاً خاصاً لعرض تسعة أفلام تحتفي بمجموعة مميزة من السينمائيين العرب عبر سلة عروض لباكورة أعمالهم السينمائية التي قدّمت في ذلك الوقت مؤشراً لأعمالهم المستقبلية.
وفي معرض تعليقه على هذه المشاركة، يقول علي الجابري، مدير مهرجان أبوظبي السينمائي "يجتهد مهرجان أبوظبي السينمائي في استضافة السينما العربية ويوفر لها فرصة التنافس على قدم وساق مع النتاجات السينمائية العالمية. ولهذا السبب تُعرض النتاجات السينمائية العربية جنباً إلى جنب مع النتاجات العالمية في المسابقات الرئيسية".
وأضاف الجابري: "فضلاً عن استقبال النتاجات السينمائية العربية المميزة إلى الإمارات العربية المتحدة، فإن مهمتنا تكمن بإطلاع العالم على أفضل تلك النتاجات. كذلك، يمكننا القول إن هذا العام، وللمرة الثانية، هو الأفضل لجهة الحضور القوي للفيلم الوثائقي".
وتابع "بفضل الدعم المالي لمؤسسات التمويل في المنطقة مثل "سند"، والمشاريع ذات الميزانيات المعقولة والتخطيط الزمني الدقيق استطاعت السينما الجديدة تطوير لغتها السينمائية في المنطقة. ويمكن القول إن مهرجان أبوظبي السينمائي ليس مجرد مكان لمشاهدة الأفلام، إنما هو مقر لانطلاق شارة البدء في الإنتاج".
بالإمكان متابعة النتاجات السينمائية العربية في عروضها السينمائية العالمية الأولى في عروض السينما العالمية؛ ومنها الفيلم الإماراتي الذي طال انتظاره "جن" للمخرج الأميركي توب هوبر، صاحب "مذبحة تكساس" (1974)، عبر إعادة اكتشافه أخيراً على الشاشة؛ إذ يفتخر مهرجان أبوظبي السينمائي باستضافة العرض العالمي الأول لهذا الفيلم، وهو من إنتاج شركة "إيمج نيشن" التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها.
وينتظر المهرجان بالكثير من الحماسة عودة الممثلة هيام عباس بصحبة آخر أعمالها السينمائية عبر فيلم "سلام بعد الزواج" لغازي وبندر البعليوي في عرضه السينمائي العالمي الأول، حيث ستكلل أيضاً بجائزة "اللؤلؤة السوداء" للإنجاز الفني عن مجمل أعمالها الاستثنائية.
وتشمل مسابقة الأفلام الوثائقية أربعة أشرطة، جميعها في عرضها السينمائي العالمي الأول، وهي: "بلح تعلق تحت قلعة حلب" للمخرج اللبناني محمد سويد، و"قيادة في القاهرة" للمخرج المصري شريف القشطة، و"جَمل البروّطة" للمخرج التونسي حمزة عوني، و"همس المدن" للمخرج العراقي قاسم عبد.
وفي مسابقة "آفاق جديدة"، تشارك المصرية أيتن أمين في باكورتها "فيللا 69" المدعوم من صندوق "سند" في عرضه السينمائي العالمي الأول. فيما تشمل النتاجات السينمائية العربية ضمن هذه المسابقة فيلم "زر افاضة" للمخرج الفلسطيني راني مصالحة الذي شهد عرضه العالمي الأول في مهرجان تورينتو السينمائي الأخير، ومثله، وفي عرضه الثاني، تحضر الدراما السوداء في "بستاردو" للمخرج التونسي نجيب بلقاضي في مهرجان أبوظبي السينمائي، بعد إطلاق عرضه العالمي في مهرجان تورينتو السينمائي.
وسيحضر فيلم المخرج الكردي العراقي هشام زمان "قبل سقوط الثلج"؛ حيث يحل ضيفاً للمرة الثانية على المهرجان. وكما أيتن أمين، فقد سبق لهشام زمان أن شارك "مسابقة الأفلام القصيرة" لمهرجانها السينمائي وفاز بجائزة اللؤلؤة السوداء العام 2007.
أما في "مسابقة الأفلام الروائية الطويلة" فتضمن البرنامج أربعة أفلام بين خمسة عشر فيلماً، وهي فيلم هينر سليم "بلادي الحلوة.. بلادي الحادة" المدعوم من صندوق "سند"، وكان قد شارك في "نظرة ما" في مهرجان كان السينمائي الأخير، وفيلم "فرش وغطا" للمخرج المصري أحمد عبدالله، الذي دشن عرضه العالمي الأول في مهرجان تورينتو الشهر الماضي، ويحضر العراقي محمد جبارة الدراجي، الفائز بجائزة مجلة فرايتي المخصصة لصناع الفيلم في الشرق الأوسط، وبمعيته جديده "تحت رمال بابل" حيث سيدشن عرضه العالمي الأول في أبوظبي.
إلى ذلك، ستكون مسابقة "الأفلام الروائية" على موعد مع عمل الجزائري مرزاق علواش "السطوح"، الفيلم العربي الوحيد المشارك في المسابقة الدولية لمهرجان فينيسيا لهذا العام، وسيكلل مرزاق علواش هذا العام بجائزة مجلة فرايتي المكرّسة لمخرجي الشرق الأوسط، فقد حاز علواش على تقدير دولي عال على مدى عقود، واعتُبر من أهم المخرجين الجزائريين. وبعيداً عن فيلمه "السطوح"، سيعرض المهرجان أيضاً باكورته "عمر قتلته الرجولة" (1974). وكجزء من برنامج خاص يحتفي بـ"مختارات من الأعمال الروائية الأولى لمخرجين عرب"، وفيها ستحضر تسعة أعمال للمبدعين العرب. وستتضمن قائمة الأفلام المعروضة "عرق البلح" للراحل رضوان الكاشف، و"الرحلة الكبرى" لإسماعيل فروخي، و"حلفاوين: عصفور السطح" لفريد بوغدير، و"بيروت الغربية" لزياد دويري، و"صمت القصور" لمفيدة تلاتلي.