وكالة كل العرب الاخبارية
قالت القاصة سامية العطعوط إن كتابها (عالميدان رايح جاي)، الصادر حديثا عن (الدار العربية للعلوم «ناشرون»)، هو رواية مصوّرة، مؤكدة إنها الأولى في الأردن التي تتخذ من اللوحات والكوميكس ركناً أساسياً ومهماً فيها.
وأضافت العطعوط إن أجواء الرواية تتناول ما حدث في ميادين العواصم العربية خلال العامين المنصرمين، أي خلال ثورات الربيع العربي، خاصة في تونس ومصر، مؤكدة أن الرواية قد استشرفتْ ما يحدث فيهما الآن، من خلال بطل الرواية (كي ديه).
وحول سبب اختيارها للعنوان قالت العطوط: جاء العنوان (عالميدان رايح جاي) لأن الحركات الشعبية ستظل مستمرة، ويظل المواطن العربي (رايح جاي عالميادين) حتى يتحقق الحدّ الأدنى من مطالبه.
ووفق العطوط تقدم الرواية، انطلاقاً من وقائع معينة عاشتها بلدان الربيع العربي، صورة شاملة لما يحدث وما نزال نشهده على أكثر من صعيد، بأسلوب الفن الروائي ومن خلال «الغرافيتي» الذي برز كأحد الأدوات الأساسية في مواجهة الطغاة والأنظمة، في محاولة من الكاتبة لنقل الملامح الأساسية لتجارب الغرافيتي وخاصة في الدول التي تعيش حالة التعتيم الإعلامي، مثل سوريا والبحرين وغيرها من الدول.
وأضافت العطعوط إنه وبمعزل عن النوع الأدبي، يعكس الخطاب السردي تأثراً واضحاً في تصوير الواقع الذي أدّى إلى الثورات، وحمل معاناة وآلام وأحلام الشارع العربي، والموقف منها، ومقدرة تقنية وفنية، وقدرة على الرصد والوصف والتصوير، وما يصحّ على الرواية يصحّ في الحياة.».
وقالت العطوط: «لقد شكّل كتاب (عالميدان رايح جاي) تجربةً ابتدائية مهمة وتحدياً كبيراً بالنسبة لي، خاصة وأنه لا توجد تجارب سابقة أستطيع الإفادة منها في هذا المجال، كما شكّل نقطة فارقة وربما تحوّلاً لديّ في الكتابة السردية. والمشروع كان مكلفاً على الصعيد المادي والنفسي. وقد استطعتُ أن أحصل على دعمٍ من خلال (الصندوق العربي للثقافة والفنون) لإصداره، ولولا هذا الدعم ما كنت أنجزت الكتاب، علماً بأنني حاولت الحصول على دعمٍ لمشاريع مشابهة (هنا)، ولم أتمكن من ذلك».
وبشأن التحدي الذي واجهها لفتت العطعوط النظر إلى أنه «كان يتمثل في إنجاز المشروع خلال عامٍ، مع ما يتطلبه ذلك من إيجاد فنانين للتعاون معهم، ولم يكن هذا سهل أبداً، وقد أخذت مني المسألة الأخيرة شهوراً من البحث والقلق والتوتّر، كنت خلالها أكتب النصّ وأطوّر عليه وعلى فكرة الكتاب وأبحث عن فنان أو فنانة، إلى أن وُفّقتُ بالفنانة الشابة ساندرا الدجاني، حيث عملنا سوياً على اللوحات والكوميكس»، وأضافت: «الكتاب يمثّل تجربةً فريدة بالنسبة لي، قد أعمل على تطويرها لاحقاً».
وتمنت العطعوط أن يحقق (عالميدان رايح جاي) انتشاراً وتجديداً في الكتابات السردية التي تزاوج ما بين النصّ والصورة، وأن يفتح آفاقاً جديدة، بحيث تكون اللوحات جزءاً أصيلاً من النصّ وركناً أساسياً فيه.
في الرواية ترافق الكاتبة «العطعوط» صديقيها (كي ديه) وسعيد في رحلة إلى البلدان التي اشتعلت فيها الانتفاضات والثورات، ترقب (كي ديه) يحمل كاميرته الديجيتال متجولاً، مصوراً الساحات والشوارع والناس كفنان. أما حلمه فبدأ بالتقاط صورة له مع البوعزيزي البطل، معزّياً النفس بأنها فرصته الذهبية للشهرة، ولكن الواقع كان أبعد مما يطمح إليه هذا الشاب وصديقه وكل أبناء جيله.
وفي تقديم دار النشر للرواية، كُتب: «تشكِّل الثورات العربية بصخبها وضجيجها العالم المرجعي الذي تنتمي إليه رواية (عالميدان رايح جاي) للروائية الأردنية «سامية العطعوط» فالعلاقة الملتبسة بين الوطن بما هو فكرة هلامية غير محققة في الواقع العربي، والمواطن بما هو مشروع يتلمّس سبل الانتقال من أنظمة ديكتاتورية فاسدة إلى أنظمة تعددية مدنية هو المجال الذي تتمحور حوله الأحداث والوقائع الحقيقية والمتخيلة، فجاء كتاباً – كما تقول مؤلفته – «لا يشبه القصص القصيرة أو الروايات أو الحكايا وهذا الكتاب الذي قد لا يشبه شيئاً ملموساً، لكنه يشبه الربيع العربي بتشظيه وتناقضاته ومآسيه».