وكالة كل العرب الاخبارية : لا شيء يقهرني و»يبطّ كبدي» أكثر من المسجات العشوائية التي تصلني على هاتفي والتي تطلب مني الاشتراك بنكات المتزوجين، ومعرفة حظّي، وتنزيل أغنية محمد حماقي، وكيف أهتم بأناقتي ..سوى تلك المبادرات التي تصلني كل يوم من خلال أصوات رفيعة جداً «أرفع من الخيط» تعرضها فتيات صغيرات وشباب متحمّسون..
* ألو: فلان الفلاني..
* نعم أنا هو..
* إحنا مجموعة شباب أطلقنا مبادرة «ارمي سيجارتك»..
* أهلاً وسهلاً..
*وحابين نعرّف الناس بمبادرتنا..
* طيب ممتاز..الله يعطيكوا العافية..
فــ»حابين تكون حضرتك معنا»..
* إن شاء الله...وين..؟؟
*رح ننطلق من شارع الوكالات لعند « كرموشتي كافيه»... (وعندما تذهب إلى هناك...لا تجد احداً من الحضور سوى من اتصل بك هاتفيا وفي اغلب الأحيان لا تجده أيضا...)
***
*الو: فلان الفلاني..
*نعم ..
*عن جد أنت فلان الفلاني ؟؟؟
*»و شرفي ما بزلّ أنا هو!!!..
*»واااااااو..
* واوي اللي يوكلك...احكي!..
* إحنا مجموعة شباب أطلقنا مبادرة «قصّر شواربك»!!..
أهلا وسهلا..شو المطلوب !!
«حابين تكون معنا»..بحملة «قصر شواربك..والبس جواربك» الوطنية...
حاضر متى..
بكرة من قدام مدينة الحسين الرياضية..ولغاية وسط البلد...(نفس القصة)..
خذوا بعض أسماء هذه المبادرات « احمل كيسك»..»بدناش تموت»..»يقصف عمرك»..»مشّط شعرك»..»فكّ كشرتك»...»أشرق بطنك»..»حط حزامك»..»رجلي بكيسك»..هذه للحث على ضغط الزبالة في الأكياس.»... «فرشي أسنانك»...»عرّض أكتافك»..»البس برجلك»..»بكفي خلفه»..»بكفي برادة»..الخ...المشكلة كل المبادرات موجهة للشعب وللناس العاديين... ولا مبادرة موجهة.. مثل «خف علينا»..»بيكفي»..»حلل قرشك».. ..او ما شابهها.. من جانب آخر، لا أحد يختلف ان الحماسة والرغبة في العمل العام شيء جيّد لا بل ورائع..لكن المشكلة في مدى الاستمرارية او نضوج الفكرة، غالباً ما تبدأ الفكرة بين مجموعة شباب يجلسون في «كوفي شوب» فيطلقون مبادرة أثناء نفس معسل التفاحتين..ثم يبدأون بالدعوة اليها عن جنب وطرف .وعند وقت التنفيذ يكون قد داهمهم الملل أو الإحباط..
أكاد أجزم أن لدينا ألاف المبادرات التي اطلقناها وتركناها تذوب بفعل الزمن..لو فُعلّت عَشْر مبادرات جادة ومدروسة جيداً واستمرّت لجيلين فقط .. لصارت عمان أجمل من نيويورك..والرمثا أكثر تنظيماً من سنغافورة...
قال وااااااااااااااو قال..