المزيد
الكرسي

التاريخ : 29-09-2013 |  الوقت : 09:10:08

وكالة كل العرب الاخبارية : 

في الكافتيريا، ناول أحدهم القلم والورقة لزميله، وقال: اكتب فأنت أكبرنا سناً وأقدمنا درجة، وافق الآخر فحنى ذراعه بزاوية 90، وبدأ الكتابة: سيدي مدير عا... قاطعه زميله وقال: استبدل كلمة سيدي بكلمة سعادة.. سيدي توحي بالاسترحام وهذه الأيام الرحمة نادرة، لكن كلمة سعادة تعطي الشخص المخاطَب شيئاً من الرفعة والتبجيل، وهما وافران ومرغوبان هذه الأيام، هز الآخر رأسه موافقاً، ثم عاد وكتب: «سعادة مدير عام مؤسستنا الأكرم، تحية طيبة وبعد، نحن مجموعة من الموظفين المنتدبين من مديرية... إلى دائرة... نعاني منذ انتدابنا من شح الكراسي، حيث ننجز أعمالنا وقوفاً طوال ساعات العمل والعمل الإضافي، لذا يرجى التكرم بالإيعاز لصرف كراسي لنا في أقرب وقت ممكن، ودمتم أهلاً لمد يد العون والمساعدة.. وتفضلوا بقبول فائق الاحترام».

(مشهد 2)

بعد ستة أشهر

في الكافتيريا، ناول الآخر الورقة والقلم لزميله الأول وقال: اكتب، فأنت أصغرنا سناً وأقلنا رتبة، وافق الآخر، وحنى ذراعه بزاوية 45 وبدأ بالكتابة: عطوفة مدير عا... قاطعة زميلة وقال: استبدل كلمة سعادة بكلمة معالي،هم يعشقون سذاجتنا بالخطابات ويضحكون عليها كثيراً ويتفاءلون بها غالباً، ربما من باب التفاؤل يلبي طلبنا القديم، تعمّد وأخطئ.. فهز الأول رأسه وكتب: «معالي مدير عام مؤسستنا الأكرم، تحية طيبة وبعد، إشارة إلى كتاب زميلنا المرحوم أبومحمد 6/أ/20012 نحن مجموعة من الموظفين المنتدبين من مديرية... إلي دائرة... نعاني منذ انتدابنا من شح الكراسي، حيث ننجز أعمالنا وقوفاً طوال ساعات العمل والعمل الإضافي، لذا يرجى التكرم بالإيعاز لصرف كراسي لنا في أقرب وقت ممكن،ودمتم أهلاً لمد يد العون والمساعدة.. وتفضلوا بقبول فائق الاحترام».

كتب على جميع الخطابات المرسلة من الموظفين الصغار كلمة «يحفظ»، وبعد أقل من شهر اشترى المدير العام كرسياً لمكتبه بـ2500 دولار.

(المشهد 3)

في الكافتيريا، ناول الأول الورقة والقلم للثاني وقال: اكتب فأنت أجرأنا وأقربنا إلى التقاعد، وافق الآخر فحنى ذراعه بزاوية 30 وبدأ بالكتابة: «حبيب قلبي مدير عام مؤسستنا، تحية طيبة وبعد، إشارة إلى كتابَي زميلينا المرحومين أبومحمد وأبوالعبد 6-12-أ/20012، نحن مجموعة من الموظفين المنتدبين من مديرية ... إلى دائرة... لم نعد نعاني من شح الكراسي فقد تدبرنا أمورنا، من كراتين البيض الفارغة ومواسير الحدادة و«الطشتات» المكسورة وحبال التربيط، وها نحن نجلس على ما صنعت أيدينا ونكتب لكم ممتنّين لما صنعت أيديكم، كل ما أردناه هو أن نتقدم لسعادتكم بالتهنئة والتبريك بمناسبة شرائكم كرسياً بـ2500 دولار، سائلين - لا حاسدين لا سمح الله - سعادتكم ممّ يتكوّن هذا الكرسي الثمين يا ترى؟.. هنا قاطعة الزميل الأول وقال: لحظة، مم يتكون الكرسي؟ هنا يفيد السخرية والتهكم على قرار الشراء، أنا أفضل أن تسأله: ترى مم تتكون (...) الثمينة حتى استحقت هذا الكرسي؟ لما يفيد الرفعة والتبجيل وهذان وافران ومرغوبان هذه الأيام، هز الثاني رأسه موافقاً ثم شرع بإقفال النص حسب الأصول الإدارية.. آملين لها مزيداً من التكوّر والرفعة والغلظة أيضاً.

* معظم ما جاء في السيناريو حقيقة.

ahmedalzoubi@hotmail.com



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك