المزيد
سعد صايل (أبو الوليد) ما زلت تؤرقهم

التاريخ : 27-09-2013 |  الوقت : 12:34:10

 

 

لروح المناضل الشهيد سعد صايل ( أبو الوليد ) أستشهد في البقاع بتاريخ 27/9/1982م  

تعجز الكلمات بجميع خيالاتها وخيلائها عن سطر حروفك ، وتنحني جميع التعابير المنمقة بحياء عند الحديث عن شموخك وعظمتك ، اليوم هو ذاك اليوم بحزنه ومرارته ولوعته ،وما بينهما من شهور وسنون عجاف أثقلتها  تغريبتك ، برجولتك ونقائك ، سنون مريرة توالت بانتكاسات وهزائم وتناقضات مست جوهر النضال والمقاومة .

منذ رحيلك ، طمرنا خنادقنا ،وأتلفنا بنادقنا ، وتجرعنا الويل والمهانة ، كنت رجلا بين الرجال الرجال ،وتميزت عن الكثيرين بوطنيتك وشجاعتك ،لو كنت اليوم لحاربك الأشباه ،وتمرد كل المخصيين ،ولكن هامتك العالية ستخيف القزم المتربع فيهم .

رحلت بأيدي الغدر التي تخافك وتتوجل منك لأنك عريتها وكشفت زيفها وخيانتها ، كنت هاجساً لجميع المتخاذلين وكابوساً على عروشهم كنت رقما صعبا ً أثقل ظهورهم وأرق رؤوسهم ،قتلوك خوفا منك وبصمت لئلا يواجهوا شرر عينيك ورهبة رجولتك .

امتطيت صهوة جوادك الذي استمد أصالته منك وجبت الميادين تقاتل . ما انفك سيفك ولا حرابك عن ترهيب أعدائك ، أرقت مضاجعهم لهذا قاتلوك وكادو لك خيفة ،وتمكنوا من جسدك الطاهر . أما روحك فما زالت لليوم هاجساً يجوب أفكارهم وعقولهم ،تخيفهم كأنما أنت بشخصك وحضورك .

واحد وثلاثون عاماً على رحيلك القصري بأيدي مشبوهة أبت إلا أن تغتال الكرامة والرجولة والوطنية الحقة ، واحد وثلاثون خريفاً أزهرت رغماً شرراً من الورود ، حتى سنابل القمح أنبتت رصاصاً ، ولون سمائنا أصبح قاتماً كلون قطرات دمك التي طهرت به البقاع  .

 لليوم برحيلك يبكي جبل النار . . وما نفكت عكا وخليل الرحمن والقدس تنوح ،والكرمل منتشية غائبةً لا تدري واقعها ، منذ رحيلك حتى بيروت أبت أن تشرب كأساً ،ودمشق تكابد قاتليك وقاتلها، حتى عمان عشيقتك الأولى رغم خيانتها لك ، أمست راهبةً برحيلك .

روحك ما زالت باقية خالدةً ،عطشى لدماء المهزومون . تٍنهش ماضيهم وتقوض حاضرهم ، حقاً كم أنت مخيف ، ما زلت تروعهم لليوم ،وغداً وللأخر نبض فيهم .

طوبا... لأزلية روحك ، ولذكراك التي تحيي فينا عشقنا للأوطان وقضايانا ومصائرنا ، ومصائر حتى دود الأرض .

أقتبست من العظيمة فيروز ،من واحتها ما يليق بروحك الطاهرة هذه الكلمات ، علها تبهج روحك .

أقول لجارتي الا جئتي نسهر
فعندي تين ولوز وسكر
نغني فأنت وحيدة وإن
الغناء يخلي إنتظاركِ أقصر
عندي بيت و أرضٌ صغيرة
فأنا الأن يسكنني الأمان
لا أبيع أرضي بذهب الأرض
تراب بلادي تراب الجنان
وفيه ينام الزمان
أقول لبيتنا إذا صرت وحدي
وهبت ليال بثلج و برد
ليالي وبيتي نار ويمضي
الشتاء رفيقاُ كغابة ورد .

تراب بلادي ...تراب الجنان . وفيه نمت أنت أبا الوليد ،فكل البقاع فلسطين وكل الرجال الرجال أنت .

طوبا لروحك ،والمجد للشهداء ، والخزي لمن يتاجر بالقضية ،وبمصير أهل البلاد ،وأهل الشتات .

فلتتمجد أرواح كل الرجال كمثلك .

 

حسين المعايطة

سكرتير تحرير وكالة كل العرب الأخبارية

Maaitah1967@yahoo.com



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك