سعد صايل (أبو الوليد) ما زلت تؤرقهم
![]()
لروح المناضل الشهيد سعد صايل ( أبو الوليد ) أستشهد في البقاع بتاريخ 27/9/1982م تعجز الكلمات بجميع خيالاتها وخيلائها عن سطر حروفك ، وتنحني جميع التعابير المنمقة بحياء عند الحديث عن شموخك وعظمتك ، اليوم هو ذاك اليوم بحزنه ومرارته ولوعته ،وما بينهما من شهور وسنون عجاف أثقلتها تغريبتك ، برجولتك ونقائك ، سنون مريرة توالت بانتكاسات وهزائم وتناقضات مست جوهر النضال والمقاومة . منذ رحيلك ، طمرنا خنادقنا ،وأتلفنا بنادقنا ، وتجرعنا الويل والمهانة ، كنت رجلا بين الرجال الرجال ،وتميزت عن الكثيرين بوطنيتك وشجاعتك ،لو كنت اليوم لحاربك الأشباه ،وتمرد كل المخصيين ،ولكن هامتك العالية ستخيف القزم المتربع فيهم . رحلت بأيدي الغدر التي تخافك وتتوجل منك لأنك عريتها وكشفت زيفها وخيانتها ، كنت هاجساً لجميع المتخاذلين وكابوساً على عروشهم كنت رقما صعبا ً أثقل ظهورهم وأرق رؤوسهم ،قتلوك خوفا منك وبصمت لئلا يواجهوا شرر عينيك ورهبة رجولتك . امتطيت صهوة جوادك الذي استمد أصالته منك وجبت الميادين تقاتل . ما انفك سيفك ولا حرابك عن ترهيب أعدائك ، أرقت مضاجعهم لهذا قاتلوك وكادو لك خيفة ،وتمكنوا من جسدك الطاهر . أما روحك فما زالت لليوم هاجساً يجوب أفكارهم وعقولهم ،تخيفهم كأنما أنت بشخصك وحضورك . واحد وثلاثون عاماً على رحيلك القصري بأيدي مشبوهة أبت إلا أن تغتال الكرامة والرجولة والوطنية الحقة ، واحد وثلاثون خريفاً أزهرت رغماً شرراً من الورود ، حتى سنابل القمح أنبتت رصاصاً ، ولون سمائنا أصبح قاتماً كلون قطرات دمك التي طهرت به البقاع . لليوم برحيلك يبكي جبل النار . . وما نفكت عكا وخليل الرحمن والقدس تنوح ،والكرمل منتشية غائبةً لا تدري واقعها ، منذ رحيلك حتى بيروت أبت أن تشرب كأساً ،ودمشق تكابد قاتليك وقاتلها، حتى عمان عشيقتك الأولى رغم خيانتها لك ، أمست راهبةً برحيلك . روحك ما زالت باقية خالدةً ،عطشى لدماء المهزومون . تٍنهش ماضيهم وتقوض حاضرهم ، حقاً كم أنت مخيف ، ما زلت تروعهم لليوم ،وغداً وللأخر نبض فيهم . طوبا... لأزلية روحك ، ولذكراك التي تحيي فينا عشقنا للأوطان وقضايانا ومصائرنا ، ومصائر حتى دود الأرض . أقتبست من العظيمة فيروز ،من واحتها ما يليق بروحك الطاهرة هذه الكلمات ، علها تبهج روحك . أقول لجارتي الا جئتي نسهر تراب بلادي ...تراب الجنان . وفيه نمت أنت أبا الوليد ،فكل البقاع فلسطين وكل الرجال الرجال أنت . طوبا لروحك ،والمجد للشهداء ، والخزي لمن يتاجر بالقضية ،وبمصير أهل البلاد ،وأهل الشتات . فلتتمجد أرواح كل الرجال كمثلك .
حسين المعايطة سكرتير تحرير وكالة كل العرب الأخبارية Maaitah1967@yahoo.com تعليقات القراء
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد
|
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
تابعونا على الفيس بوك
|