محاضرة تفكك رموز معرض «رد الشرق» في الشارقة
وكالة كل العرب الاخبارية
استمع المعنيون بالشأن الفني أول أمس في «مؤسسة بارجيل للفنون» بمركز مرايا في قناة القصباء، إلى محاضرة قدمها الدكتور باتريك ماثيو كاين المدرس في كليات التقنية العليا في الشارقة، عن «ديناميكية الفن العربي الحديث وجمالياته» والتي تمحورت حول لوحات معرض «رُدَّ الشرق» من مقتنيات الشيخ سلطان بن سعود القاسمي مؤسس بارجيل، والذي يضم لوحات لرواد فن الحداثة في العالم العربي خلال مرحلة نهضة الثقافة العربية بين الخمسينات والسبعينات. رموز ودلالات تناول كاين في محاضرته محورين، الأول الواقع والبيئة الاجتماعية منذ بدايات رواد الفن الحديث العرب، الذي كان مقتصراً على نخبة المجتمع وحتى المرحلة التي تلت استقلال البلدان العربية من الاحتلال الفرنسي والبريطاني في مصر وسوريا ولبنان والعراق، أما المحور الثاني فشمل دراسة تحليلية موجزة بناها على دلالات موضوع ورموز عدد من لوحات المعرض الذي يستمر حتى 22 نوفمبر من العام الجاري. النخبة والمجتمع يشير كاين إلى أن الفن المصري كان مقتصراً في بداية القرن العشرين على أبناء نخبة المجتمع من الأثرياء المثقفين، حيث كان أبناؤهم يدرسون الفنون في جامعات الغرب ليعودوا ويقدموا أعمالهم ضمن إطار صالونات المثقفين التي كانت تقتصر على هذه الطبقة دون سواها والتي استمرت حتى نهاية الحرب العالمية الثانية. وأوضح أن الفن في تلك المرحلة كان مقتصراً على مدارس الفن في الغرب ومعزولاً في قصور العائلات الثرية. ويبيّن أن المرحلة الذهبية لرواد فن الحداثة العرب، بدأت مع مراحل استقلال البلدان العربية وتبنيها للأفكار القومية العروبية حيث أرسلت الحكومات العربية شبابها من الشعب في بعثات دراسية إلى الغرب ومن ضمنها الفنون الجميلة ولاحقاً تأسيس جامعات وكليات محلية للفنون. ردم الفجوة تابع كاين الذي صدر له كتاب بعنوان «توجهات الفن الحديث في مصر» في بداية العام الجاري، سرده لتلك المرحلة قائلاً، «أدرك الفنانون من الجيل الثالث في بداية الأربعينات، حجم الهوة الفاصلة بين مجتمع فن النخبة والشعب، وبدأوا يطرحون العديد من التساؤلات حول الفن ودوره ورسالته، وتمثلت قناعتهم الجديدة في ربط الفن بانفعالات النفس الداخلية والتحولات الدرامية التي تزعزع العالم من حولهم، ولم يكن أمامهم سوى تكوين جماعات فنية مستقلة تحتوي رؤاهم. وهي المرحلة الذهبية التي ارتبط فيها الفن بالأدب والثقافة، ومن أبرز الفنانين في تلك المرحلة رمسيس يونان ولاحقا عبدالهادي الجزار وسمير رافع وجمال السجيني وغيرهم ممن تطورت رؤاهم ومهاراتهم ليجدوا أسلوبهم الفني من وحي بيئتهم وتراثهم وتاريخهم، مع حرصهم على تلاحم فنهم بطبقات المجتمع الشعبية، وطعموا تيارات الرمزية والتكعيبية والتجريدية بتراب ألوانهم وشمس أرضهم. بحارة الكويت
يتجلى في لوحة الفنان الكويتي عبدالله القصار «1931 2003» التي رسمها عام 1964 التي جسد فيها حياة الصيادين الكويتيين وصلابتهم في صراعهم مع البحر وبناء المراكب، والتي رسمها بأسلوب واقعي تعبيري متمكن، أسوان 1964
طرح كاين مثالاً عن أبعاد اللوحة الفكرية والفلسفية من خلال لوحة «أسوان» للمصري راغب عياد «1892 1982»التي رسمها عام 1964، وجسد فيها الجهد البشري الهائل لإشادة السد العالي الذي كان رمزاً وطنياً والتضحيات الذي قدمتها اليد البشرية العاملة، وتجلى هذا البعد من عمق وضخامة بعد السد الذي رسمه عياد مقابل الحجم الضئيل للكائن البشري، كذلك الخطوط الحادة الصريحة المشتركة بين قسوة الصخر وبين حركة أجساد العاملين، مع التقشف اللوني للتركيز على محور اللوحة. تعليقات القراء
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد
|
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
تابعونا على الفيس بوك
|