خاص وكالة كل العرب..امريكا تفاوض روسيا على حل سياسي لإنتقال السلطة في سوريا
![]() كانت وكالة كل العرب الاخبارية قد إنفردت قبل اسبوعين وعند الاعلان الامريكي لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا بعد موافقة الكونغرس الامريكي، بتقرير يؤكد مضمونه بأن الولايات المتحدة لا يمكن أن تقوم بضربه عسكرية لسوريا بدون أن يكون هناك تفاهمات او مفاوضات مع الاطراف الدولية المعارضة سيما مع الجانب الروسي وبالفعل فقد جرت خلال الأيام الماضية العديد من اللقاءات العلنية والسرية وعلى مستويات عليا سياسية وعسكرية واستخباراتية بين الجانبين الامريكي من جهة والجانب الروسي من جهة أخرى، تمخضت التفاهمات الى وضع بديلاً للضربة العسكرية الامريكية بإقتراح من الجانب الروسي بوضع السلاح الكيماوي السوري تحت العهدة الدولية ، وهو الأمر الذي سيقود لنزعها من الجانب السوري والتخلص منها تحت الإشراف الدولي. وفي الحقيقة وحسب ما تؤكده مصادر وكالة كل العرب الاخبارية كان الجانب الامريكي وحده وعلى مستوى الرئاسة تحديدا ينتظر مثل هذه المبادرة الروسية لتلقفها بعد عدم التأييد الذي وجدته الرئاسة الامريكية من الحلفاء الاوروبيين والمعارضة الداخلية -ان صح التعبير- لدى الرأي العام الامريكي والكونغرس والمؤسسات الامنية والسياسية المعنية ( وفي الاذهان ما حصل بالموجبات الباطلة سيما زيف امتلاك النظام العراقي اسلحة الدمار الشامل التي ادت للتدخل الامريكي في الحالة العراقية) وما رافق ذلك من اصوات معارضة نتيجة عدم جدوى هذه الضربة بل كان الأهم هو الدخول بحسابات ونتائج لا يمكن قياسها وتحديدها جراء ردة الفعل المحتملة التي قد يقوم بها الجانب السوري وحزب الله وايران وبدعم روسي والتي قد تضع الامن الاسرائيلي تحت الخطر الحقيقي وتأزيم الموقف وتصعيده لاندلاع حرب اقليمية ودولية من الصعب اطفاؤها والتحكم بها، هذا الوضع الصعب دفع الرئيس الامريكي للطلب من الكونغرس الامريكي بتأجيل التصويت على الضربة العسكرية لحين الانتهاء من التفاهمات والمفاوضات غير المعلنة مع الجانب الروسي تحديدا والتي تمخضت عن اول تفاهم معلن فيما يتعلق بتجريد سوريا من السلاح الكيماوي.
فماذا يعني هذا التفاهم وما هي تداعياته ؟ بالنسبة للنظام السوري والاطراف الاقليمية المؤيده له يعتبر انتصاراً كونه تم ابطال مفعول الاعلان الامريكي بضربة عسكرية على سوريا لا يُعرف ما هي نتائجها كونها مرتبطة بمحدودية او قوة الضربة، لكنها بالنسبة لهذه الاطراف ستصب بالمجمل في اطار اضعاف النظام السوري وقوته لصالح قوات الجيش الحر على الارض والمعارضة السورية في الاطار السياسي والتفاوضي ، هذه الاخيرة التي شعرت بخيبة امل كبيرة وبشكل ممثال مع الاطراف المؤيدة للمعارضة السورية بما فيها تركيا والسعودية وقطر حيث ايقنت الاطراف المعارضة والاقليمية ايضا عدم الرهان على الموقف الامريكي ووجدت ان الامريكان لا يبحثون عن انتصار المعارضة وايجاد حل للمجازر وتدهور الاوضاع وآلة الدمار التي ترتكب بحق السوريين اكثر من بحثهم وتركيزهم على تجنيب اسرائيل الخطر والتهديدات المتعلقة بأمنها. وبالنسبة للروس فقد وجدوا ولاول مرة منذ عقود ان صوتهم وارادتهم قد علت الارادة الامريكية وهم اصحاب المبادرة الآن وان النظام العالمي لا تحكمه قوة دولية واحدة بل القطبية الثنائية هي التي تتحكم بمجريات الامور وتدلي بدلوها في مناطق النفوذ والمصالح. وبالنسبة للجانب الامريكي فهو انتصاراً خفياً ، يمكن ملاحظته من خلال زيارة وزير الخارجية الامريكية كيري بداية الإسبوع الجاري الى اسرائيل وتفهم الجانب الاسرائيلي على أعلى المستويات الامنية والسياسية للخطوة والقرارات الامريكية وهي تصب في نزع المخالب والتهديدات السورية بامتلاكها للاسلحة الكيماوية الخطيرة والفتاكة وهو السلاح الوحيد الذي تمتلكه سوريا لتهديد امن اسرائيل بشكل فعلي، الامر الذي عبّر اكثر من مسؤول اسرائيلي سياسي وامني عن رضاه لهذه الخطوة الامريكية، وهو حل ناجع يجنب القوات الامريكية المدعومة من حلفائها دخول عسكري بري لحماية الاسلحة الكيماوية خوفاً من استخدامها من قبل النظام السوري او وقوعها بايدي اطراف متشدده قد تستخدمها لاحقا ضد اسرائيل. الا ان الانتصار الامريكي الاسرائيلي الخفي هذا مرهون بمدى تقيد النظام السوري باعلانه عن كافة اسلحته الكيماوية والبيولوجية ومواقعها وخلال تواجد المفتشين الدوليين في سوريا خلال الاسابيع القادمة تمهيدا للتخلص منها، ومن هنا اعلن الرئيس اوباما ووزير خارجيته كيري بان الضربة ما زالت قائمة في حال لم يتم التزام النظام السوري بتسليم كافة اسلحته الكيماوية، وفي الحقيقة فان هذا السيناريو تحديداً تم التوافق بشأنه وكافة مراحله وخطواته مع روسيا التي تعهدت بتحقيق الهدف المنشود والمرغوب من قبل امريكا ومن خلفها اسرائيل باخضاع كافة هذه الاسلحة للاشراف الدولي تمهيدا لنزعها من الجانب السوري. وحيث تؤكد مصادر وكالة كل العرب الاخبارية ان المفاوضات تجري حالياً للوصول لصيغة شاملة يتمخض عنها حلا لما يجري في سوريا، حيث يركز الجانب الامريكي على عقد صفقة من نوع تنحي الرئيس بشار الاسد وانتقال سلمي للسلطة من خلال عقد مؤتمر قد يكون مؤتمر جنيف 2 لجمع أطراف مقبولة لدى الجانب الامريكي والروسي من النظام والمعارضة السورية معاً ، كما ترتكز المفاوضات والتفاهمات حول المراحل المتقدمة والمتعلقة بآلية التخلص من الجماعات الدينية المتشددة بما فيها القاعدة وامتدادها كجبهة النصرة واحرار الشام الموجودة بقوة على الساحة السورية وبالتالي فان الايام القادمة ستشهد شد وجذب بين الجانبين الامريكي والروسي وربما تصعيد سياسي ودبلوماسي بهدف وضع الخطوط العريضة للمفاوضات والاتفاق على بنودها النهائية وبمعرفة وموافقة اسرائيل حليفة امريكا الرئيسية بالمنطقة. فبعد سيناريو التخلص من الاسلحة الكيماوية سيفرض الامريكان والروس سيناريو الحل السلمي الانتقالي على كافة الاطراف( النظام والمعارضة السورية) بما يلبي مصالح ونفوذ القوتين الدوليتين وامن اسرائيل. في ظل هذه الاوضاع واجواء التفاهمات والمفاوضات الامريكية الروسية حول الملف السوري والنظر الى مصالح الحلفاء الاقليميين الرئيسيين ، من خلال مراعاة الجانب الامريكي لامن ومصالح اسرائيل في المنطقة في اي سيناريو يبحث حول الوضع النهائي في الشأن السوري فإن الروس تحدثوا ايضاً عن مصالح ونفوذ ايران بالمنطقة (الحليف الاستراتيجي الاقليمي لسوريا) وتبنى الروس دفع التقارب الامريكي الايراني لحل القضايا الشائكة المتعلقة بالبرنامج النووي الايراني ، وهذا ما يفسر الغزل الامريكي الايراني على مدار الايام الماضية، والاعلان عن بعض الخطوات الايجابية ومبادرات حسن النية من الجانب الايراني تتعلق بوقف البرنامج النووي الايراني في بعض المحطات مقابل رفع العقوبات الدولية وستحدد التطورات على هذا الملف المهم على ضوء هذه التفاهمات الدولية التي مهدت لعقد لقاء مرتقب قد يجمع الرئيسين الامريكي والايراني خلال الايام القادمة، وبالمحصلة فان وقف البرنامج النووي الايراني هو هدف منشود واستراتيجي لدى اسرائيل لا يمكن فصله عن كافة سيناريوهات والحلول في المنطقة. وامام هذه السيناريوهات فإن التوقعات لدى عدد من الخبراء العسكريين والمطلعين السياسيين تفيد بأن الجانب السوري لن يتقيد بتسليم كافة اسلحته الكيماوية وسيعمل على اخفاء جزء مهم منها كما سيعمل على تهريب جزء اخر الى حزب الله ، مع ان بعض التقارير السابقة قد اكدت بان النظام السوري قد هرّب بالفعل جزء مهم من اسلحته الكيماوية لحوزة حزب الله ، فحسب الخبراء فانه بدون هذه الخطوة ستكون الهزيمة للنظام السوري باسرع وقت وسيكون جيشه بلا مخالب وردع وقد حكم على نفسه بالنهاية التي سيكون لا إرادة له فيها، وبالتالي عند عدم الالتزام السوري بتسليم كافة اسلحته الكيماوية سيكون مفعول السيناريو الاول المتعلق بالتخلص بالكامل من الاسلحة الكيماوية قد ابطل ولم تتقيد به دمشق وحلفائها في المنطقة ويبطل تلقائيا مفعول السيناريو الثاني المتعلق بالحل السياسي المفروض دوليا بناءا على التفاهمات الامريكية الروسية ، وسيكون سيناريو الضربة العسكرية الامريكية وبتأييد دولي واممي حاضراً بقوة . لقد اتضحت معالم الاطراف الحقيقية ذات الكلمة الفيصل في الازمة السورية وهي برأي وكالة كل العرب امريكا التي تنظر بعيون ومصالح وأمن اسرائيل في المنطقة، والقوة المضادة الثانية روسيا التي تراعي نفوذ ومصالح ايران ايضاً، اما الاطراف الدولية والاقليمية الاخرى فقد ايقنت بانها تقوم بادوار مكملة ثانوية في المسألة السورية، وربما هذا ما ازعج فرنسا التي حاولت تدارك الامر مع بعض الاطراف الاقليمية المعنية باجتماع باريس الذي اعلن عن دعمه وتأييده للمعارضة السورية والتحرك لاحقا الى مجلس الامن لاستخدام الفصل السابع الذي يجيز الاستخدام العسكري في سوريا، لكن الامور بالنسبة لهذه الاطراف الدولية والاقليمية حقيقة كالطيور التي تغرد خارج سرب الارادة الامريكية والروسية.
كتب خاص لوكالة كل العرب الاخبارية يوسف ابوالشيح الزعبي
وكالة كل العرب الاخبارية ![]() تعليقات القراء
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد
|
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
تابعونا على الفيس بوك
|