عرابو الانحطاط في وطن العبور
![]() وكالة كل العرب الاخبارية : كم يحزنني عمق مأساتك ، فالمدية في خاصرتك من أقرب أبنائك ، يا وطناً يلهث راكضاً من أبنائه ، خائفاً محطماً مكسور الجناح . لم يهناْ يوما منذ سنون ،يلملم بعناء مسبحته ذات العقد المقطوع ، حزين أنت ،ومخذولون نحن فقرائك . يا وطناً يتسابق قاتليك على ختم أنفاسك ،تم إختراق نسلك بهجائن ليس لها قلوب ،تعيث بك فساداً ،وتعبث في ساكينيك ،وأحبائك ،سكارى نحن ،متوهون ،نبحث عن هويتنا المفقودة من شتى الأصول والمنابت ، يا وطنا كالقط يعشق خانقيه ، يا وجعاً أسلم رقابنا لقاتلينا . من هم الذين وراء تدني أركانك وهشاشتها ، من المستفيد من رمادية سمائنا ،وأرضنا ،وعيشنا ،وحتى أجيالنا القادمة ،وطفولتنا الحالمة، ومستقبلنا المجهول ، أشبعت الكلاب وجوعت الأسود ،مشرعيك ممن لفظتهم ملاهي الأيام ، رهنوك وباعونا نحن أحبائك . اقدر حزنك فأنا منك وهناك الكثيرون ممن يتألمون لحالك ولكن ، تم تكبيلنا ، ولعلهم لم ولن يستطيعو تدجيننا نحن محبيك . تلمست وجعك وآهاتك وحزنك من بعض ساكينيك ،ومشرعيك ،ومسؤوليك ،ونخبتك ، التي ما أخترتها ولم يكن لنا شرف أختيارها ،ونتهامس نحن محبيك على وجل عن حالك وحالنا ،ولكن بحياء كحياء العذارى ، متى تلفظهم ، متى يستيقظ المارد الذي يسكن أحشاءك ، متى سنفخر بك ، يا وطناً يعشق قاتليه ، وشواذه ،وبائعيه، وراهنيه، ومقامريه ،وغربائه . سبقى نحبك ونفتديك بأجيالنا . سندخل صلب المأساة ، مشرعينا،و مسؤولينا،ومنفذي القرار ، ومالكي رقابنا ، وضيوفنا ، والغرباء ، والأيدي الخفية ، وعملاء الموساد،والسي آي أيه ،والكي جي بي ، وال أم أي سكس ، وجميع مراقبينا باجهزتهم وتكنولوجيتهم ، كفى ... اعبثوا ولكن دعونا نعيش لا تقتلوا فينا أجيالنا وأحلامنا وتاريخنا المتواضع ، نعلم أننا وطن ترانزيت ولكن حتى في المطارات هناك تعظيم لمسافر العبور ، دعونا نعشقكم بسوءاتكم فلا ضير ، ولكن نحتاج الحد الأدنى من الكرامة وبقايا الشرف ولقمة العيش بدون أن نصبح قوادين . ونسائنا تأكل بثدييها طلبا للعيش . من لم يستطع أن يستقرء كلماتي ،فليمتطي حصانا من خشب وسيفاً من خشب أيضاً ودرعاً من خشب ، وليسمي نفسه الدون كيشوت ، وليسحج ويرقص كما يشاء ، فالون الرمادي جميل والأوطان ليست بساكينيها ولكن بتاريخها الحديث. وليس بإرث مؤسسيها ومروجيها ومنتدبيها وراهينيها . أنا أكثر حزناً منك يا وطني ولكن ... ليس بيدي حيلة ، فقد جردوني من أسلحتي ، وقتلوا أبتسامتي التي تغذيك ليقتلوك ...!!!
حسين المعايطة سكرتير تحرير وكالة كل العرب الأخبارية Maaitah1967@yahoo.com تعليقات القراء
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد
|
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
تابعونا على الفيس بوك
|