المزيد
نحبهم لأنهم يستحقون الحب

التاريخ : 10-09-2013 |  الوقت : 12:29:16

وكالة كل العرب الاخبارية : عندما تكبو مصر، تتداعى سائر شعوب الأمة بالسهر، لأن مصر الجواد والمراد، والمداد، والسداد، فإذا غشيتها غاشية، كسفت الشمس وخسف القمر في سماوات الأمة، ولا يمكن لكائن من كان أن يستثني مصر من جدول أعمال الفكر العربي والنهوض.لذلك، فإن مصر الكبيرة، بثقافتها الواسعة، بتاريخها المتسع بحضارتها، لا يمكن في أي مرحلة من مراحل التاريخ أن تسجن في قفص الفكر الواحد، والتنظيم الواحد، فهي الأكبر وهي الأجدر، وهي الأقدر على تجاوز التزمت بأجنحة حريتها المفطورة عليها، وهي البلد العربي الذي لم يشهد على مدى القرون فرقاً أو مزقاً، أو خرقاً، أو طرقاً تتشعب به نحو غايات التفتيت، والتشتيت. مصر دائماً للمصريين، ودائماً السند والعضد لعروبتها وإسلامها، أما أن يقع البعض في شرك الأوهام، والأحلام الكابوسية، ويريدون أن يخضعوا العقل المصري، لغاية حزبية، تمنع عنه الماء والهواء، وتحول هذا البلد الاستثنائي إلى ساحة لحروب همجية، غوغائية، ويقولون للآخرين نحن وما بعدنا الطوفان، مستفيدين بذلك من الصرعة العالمية الجديدة، وما أنتجته «الثارات العربية» من عواهن وشواحن، أكلت الأخضر ولم تعتق اليابس.

مصر، لا يمكن أن تكون نسخة مكبرة من ليبيا أو الصومال، لأن النيل الذي غسل ثوب تاريخها ولون حضارتها بلون الصفاء والبهاء والسخاء، ستبقى سخية في عطائها بهية في أنوارها صفية في علاقاتها مع الآخرين، بدون براجماتية ولا عشوائية. مصر هي هكذا دوماً الشراع المغروز، والذراع الممدودة، قدمت الأمثلة والنماذج على مدى التاريخ في التفاني والعطاء، أما أن يدخل حزب من الباب الخلفي، ويريد أن يلبس مصر، ثوباً غير ثوبها، فذلك هو المستحيل.

مصر، وخلال الأحداث الراهنة، أثبتت بجدارة أنها قادرة بحكمة قادتها ومثقفيها على تجاوز المرحلة، وعلى كشف الأكاذيب والنفاق العقائدي. مصر قادرة على تبوؤ الدور الريادي في قيادة الثقافة العربية، ووضعها في مكانها الصحيح في زمانها المناسب، أما المغالطون والمهاترون فسوف تفشل جل مشاريعهم الوهمية، وسوف تذهب جفاء كالزبد، وسوف يذهبون هم كما تذهب الموجات الطائشة متكسرة عند السواحل الصارمة، لذلك فلا تخاف على مصر ولا تخشى على منجزها الحضاري، لأن مصر راسخة في قلوب الملايين ولأن حضارتها، أرفع بكثير من قامات الذين يريدون النيل منها. مصر هي الاستثناء في مواجهة الحيل الدفاعية والخدع البصرية، وسرديات ما قبل سطوع الشمس وبزوغ القمر.

مصر يحبها الجميع لأنها تستحق الحب رغم أنف الكارهين والمجبولين على الحقد والسوداوية.



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك