المزيد
المدجّجون

التاريخ : 04-09-2013 |  الوقت : 03:14:52

وكالة كل العرب الاخبارية : بعد شهرين من السكينة العائلية، والصحو المتأخر المغمّس بالنوم الهادىء، رجعنا إلى ذات الكركبة المدرسية الصباحية ؛ الشعور المنكوشة، والخشوم المنفوشة، والأمزجة المقلوبة..والبحث المضني عن فردة الجوارب تحت وسادتي،وعن الكتاب العربي في الثلاجة، وعن المصروف في جميع مواقعي الحساسة..حيث يقوم المفتّشون «الدوريون» بنبش حافظاتي وجيوبي ومخابئي السرية بحثاً عن «تكملة المصروف»..
أما الحمامات فهذه حكاية بحدّ ذاتها مما تشهده من تسابق وازدحام ومحاولات اقتحام صباحية فاشلة..مما اضطرني إلى شراء «ماكنة اليكترونية» لتنظيم الدور ..كل من أراد أن يدخل الحمام ما عليه سوى ان يقطع ورقة وينتظر دوره حتى يطلبه جهاز المناداة الآلي ذاكراً الرقم والحمام الشاغر كالتالي : الرقم ستمائة وخمسة وعشرون حمام رقم ثلاثة..وبعد ثوان..ٍ ستمائة وستة وعشرون حمام رقم واحد...وهكذا..
صباح أمس راقبت ابني الأصغر وهو يحضّر حقيبته، 10دفاتر 32 صفحة، 7 دفاتر 64، 12 كتاباً، دزينة أقلام، 3 برايات، و4 محايات، علبة الوان، علبة عصير، سندويشتان، وقارورة ماء، وحبة بسكويت..سألته: أنت متأكد انك ذاهب للمدرسة.. نظر إلي بحنق ووجهه يقطر غضبا..وما أن سمع زامور باص مرّ بالصدفة من باب البيت حتى اختبأ في الخزانة...لتبدأ جولة جديدة من جولات الترهيب والترغيب، والاغراءات، وبعد أن أحسست بالفشل، قمت باستخدام العقوبات الاقتصادية، وعندما لم يُجدِ معه «الحصار الاقتصادي»، وجهّت إليه بعض الضربات العقابية المحدودة ...ثم تذكّرت بعد أكثر من نصف ساعة ..من محاولات إقناعه بضرورة اللحاق بالباص.. ان الولد أصلا يدرس في مدرسة حكومية ...وان الباص الذي زمّر يخص أبناء الجيران وليس أولادي..
لا أبالغ ان قلت ان الساعة الممتدة ما بين السادسة والنصف والسابعة والنصف صباحاً هي بروفة مصغّرة لقيام الساعة..فما ان يقترب موعد الجرس ويدنو وقت الطابور الصباحي، حتى يدب الهلع في قلوب العائلة، المرضعة ترمي جانباً ما أرضعت، ويغرس الولد «الغرّ» سندويشته في الكنباية، بينما يمشي الأكبر وكعب رجله ما زال خارج «البوط».
***
أخيراً، يا ريت بعد كل هذا التعب الدراسي وهذا القلق اليومي يأتينا في نهاية السنة..و»كتابه بيمينه»!!..



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك