المزيد
توقيت وشدة الضربة الامريكية لسوريا سيعتمد على التفاهمات الامريكية مع روسيا والصين وايران

التاريخ : 03-09-2013 |  الوقت : 10:09:28

خاص بتحليل وكالة كل العرب الاخبارية

اعلن الرئيس الامريكي عن ضربة ستوجه لسوريا " ربما تكون غدا او بعد اسبوع او بعد شهر "، لكن بعد ان يحصل على تفويض من الكونغرس الامريكي، وهذا مؤشر قوي على ان الضربة الامريكية حاصلة بدون تفويض اممي او الرجوع لمجلس الامن، رغم معارضة روسيا والصين، وتردد بعض الدول الاوروبية المهمة وعدم موافقة مجلس النواب البريطاني الى الان . وهذا مؤشر على ان الضربة حاصلة لا محالة لكنها مسألة وقت،

فلماذا هذا الاعلان والتوجه من قبل الولايات المتحدة في التعامل مع الضربة؟

إن الولايات المتحدة تنتظر نتائج تقرير المفتشين الأممي ، وهي بذلك تريد ان تعطي شرعية وسبب وجيه لتوجيه هذه الضربة وجعل المسألة ليس فقط اتهام وافتراء امريكي على النظام السوري ( وفي الذهن لا تريد تكرار فقدان المصداقية الذي انعكس نتيجة الحالة العراقية من تضليل امريكي بريطاني لوجود اسلحة دمار شامل لدى نظام صدام حسين)، بل ان الولايات المتحدة متأكدة حسب ما اعلن الرئيس الامريكي بان النظام السوري هو من استخدم السلاح الكيماوي ضد شعبه وقد دخل الرئيس والاجهزة الامريكية بتفاصيل البراهين والاثباتات وهي مقتنعة لكن بانتظار التقرير النهائي للمفتشين.

* لماذا تهتم الولايات المتحدة بنتائج تقرير المفتشين؟

   الولايات المتحدة متأكدت بأن نتائج تقرير المفتشين سيدين النظام السوري ، وبالتالي ستتوجه الولايات المتحدة لروسيا والصين عبر قنواتها الثنائية السياسية والاستخباراتية بشرعية تقرير المفتشين لاقناعها بان النظام السوري هو من ارتكب هذه المجازر جراء استخدام السلاح الكيماوي .

وقد تعاملت الولايات المتحدة خلال الفترة الماضية مع القوى الدولية ضمن سياسة تعدد الاقطاب الدولية التي تهيمن على صنع القرار العالمي في المسألة السورية وكانت في مواجهة روسيا والصين ، وهذا برود ورجوع للخلف من قبل الادارة الامريكية على اعتبار انه من المفروض اننا نعيش ضمن سياسة القطب الاوحد الذي تهيمن فيه الولايات المتحدة على السياسة العالمية لكن ازاء التصلب والتعنت في المواقف الروسية وبدرجة اقل الصينية( بهدف الحفاظ على مصالحها) فان الولايات المتحدة لا بد من استلام زمام المبادرة وادارة السياسة العالمية  من خلال اللجوء  للشرعية الدولية واعطاء مبررات لفرض سياستها ولجم  الروس والصينيين ( وهذا يدعونا لعدم النظر فيما اذا كانت الولايات المتحدة واسرائيل وحلفائها في الخارج والداخل السوري هم من دبروا  بالفعل هذا الهجوم الكيماوي ام النظام السوري) فالمهم هو نتائج التقرير الاممي وكيفية مخرجاته لتستخدمة  الولايات المتحدة في المرحلة المقبلة.

* اضافة لهيبة ومكانة الولايات المتحدة العالمية ، فان هناك سببا اخر استراتيجيا لا يقل اهمية عن السبب الاول الذي جعل الولايات المتحدة تعوم نوعية الضربة وشدتها كذلك توقيتها ، الا هو طبيعة التفاهمات الامريكية التي ستحدث خلال الفترة القادمة مع الاقطاب العالمية المعارضة وايضا المؤيدة .فطبيعة وشدة الضربة التي ستشنها الولايات المتحدة على المواقع الحيوية والاستراتيجية العسكرية والسياسية السورية ستحدد  بناءا على طبيعة هذه التفاهمات .

 

* لماذا تريد الولايات المتحدة هذه التفاهمات مع الاطراف المعارضة للضربة؟

* اذا كانت هناك تفاهمات واسعة مع الروس والصين بعد تداول نتائج التقرير الاممي حول الضربة الموجهة لسوريا ، ستكون الضربة شديدة وموجعة بحيث لا تسطيع سوريا النظام من الرد ، واذا ردت سيكون الرد ضعيف ، اما اذا لم تستطيع الولايات المتحدة ان تحصل على هذه التفاهمات وواجهت بدلا من ذلك استمراية في معارضة روسيا والصين فان الضربة ستكون بسيطة محدوده لحفظ ماء الوجه . لكن حسب المراقبين والمحللين العسكريين فانه من المرجح بان الولايات المتحدة ستحصل على تفاهمات واسعة مع الروس والصين وبمخرج يحفظ مكانة ومصالح روسيا والصين في سوريا وحلفيتها ايران.

 

* اين تكمن المشكلة والمعظلة في حال حصلة الولايات المتحدة على تفاهمات واسعة من الروس والصين ؟

ان المعظلة تكمن فقط بكيفية الحفاظ على امن اسرائيل ، فالحالة السورية تختلف تماما عن  الحالة العراقية ، فسوريا دولة جارة مطلة على اسرائيل بحدود متشابكة مشتركة، كذلك وجود حزب الله على الحدود الاسرائيلية وبما يمتلكه من صواريخ عددا ونوعا وخبره قتالية في حرب العصابات والحروب غير التقليديه تدعمها دول اقليمية قوية وهي ايران والنظام  العراقي المالكي التي لن تسكت على مثل هذه الضربة القوية او هذه التفاهمات لتي قد تغير موازين القوى بشكل كبير لصالح الجيش الحر والمعارضة السورية  ، وبالتالي تهديد وجود النظام السوري وحزب الله ومصالح ايران ونفوذها بسوريا والمنطقة .

 

فردة الفعل السورية وحزب الله وايران غير المعلومة والتي من الصعب  قياسها هي ما جعلت الولايات تعوم ايضا من طبيعة الضربة وشدتها وتوقيتها ، بانتظار الحصول على تفاهمات  مهمة ودراسة كافة الخيارات والبدائل التي تحافظ من خلالها الولايات المتحدة على امن اسرائيل وحلفائها في منطقة الشرق الاوسط.

 

* منطقيا وحسب اراء عدد من المحللين فان  اي ضربة قوية على سوريا مها كانت شدتها ، ستكون وبالاً على اسرائيل من حيث ردة الفعل السورية وحزب الله على اقل تقدير ، ولاحقا قد تدخل ايران بناءا على معيطات الضربة واستمرايتها ، لذلك فان تركيز ردة  الفعل السورية وحزب الله ستكون على اسرائيل وليس  البوارج  والقواعد الامريكية والغربية التي تطلق من خلالها الصواريخ والقذائف ، وكما يؤكد  المحللين والمختصين بان لدى سوريا وحزب الله ومن  خلفها ايران القدرة والقوة العسكرية بتقويض امن اسرائيل مهما فعلت واحتاطت اسرائيل من دفاعات جوية وقبه وقائية حديدية لمواجهة خطر تداعيات الحرب من صواريخ  واستخدام الاسلحة العسكرية التقليدية وغير التقليدية الاخرى، وبالمحصلة ستكون   حربا اقليمية شديدة قد تطال دول المنطقة ولا تحمد عقباها من دمار وقتل .

ومن هنا ستعمل امريكا على الضغط على ايران ربما عبر روسيا والصين بان لا تكون طرفا في هذا النزاع في حال وجهة ضربة شديدة لسوريا مقابل تفاهمات اخرى مع ايران ومن خلفها حزب الله حتى تبقي على  وقع الضربة وشدتها ، مما يمكن  اسرائيل لدرجة ما بالتصدي لردة الفعل السورية بعد تحييد ايران وحزب الله. ومن ثم العمل على شل قوة سوريا العسكرية وسيطرة القوى المعارضة الداخلية على اهم المراكز والمرافق الحيوية وبهدف السيطرة على الاسحلة  الكيماوية والصواريخ المقلقة بمساعدة قوات من الولايات المتحدة وقوى غربية وصديقة  بالمنطقة.

 

* بدون هذه التفاهمات مع روسيا والصين دوليا واقليميا مع ايران سنرجع الى المربع الاول وستكون الضربة بسيطة خلال الايام القادمة لحفظ ماء الوجه ، وتبقى الامور على ما هي عليه من  استنزاف  القوى بين جيش  النظام السوري والجيش الحر والتنظمات الاسلامية المسلحة التي تساندها.

اما في يتعلق بالحرب البرية فهي مستحيلة في الوقت الحالي خاصة من الجبهات الجنوبية لسوري في الاردن واسرائيل وذلك لقرب التجمعات السكانية سواء في الاردن واسرائيل من  الحدود السورية ،  ففي الاردن مثلا يقطن اكثر من 2 مليون نسمة في محافظتي اربد والمفرق على طول الشريط الحدودي السوري ، فمثلا يقطن نحو 200 الف مواطن اردني في لواء الرمثا على بعد اقل من 10 كلم متر من اماكن الصراع المحتدم بين قوات النظام السوري والجيش الحر في محافظة درعا مما يعرضهم لخطر كبير وحقيقي في حال اندلعت مثل هذه الحرب  البرية في هذا الوقت تحديدا.

    كما ان الحكومة الاردنية لم  تقوم الى الان بتهيئة السكان في المناطق  الشمالية لمثل هذه الحرب حتى على اقل  تقدير بمواجهة اي ردة فعل من سوريا تجاه الاردن، من خلال التوعية والارشادات او توزيع الكمامات او التدريب على الاخلاء والاسعافات وما الى ذلك كما فعلت اسرائيل، وقد صرح  فقط  امس رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور بان الاردن يعيش حياة طبيعية ولا داعي للقلق ولن يكون اي عمل عسكري عبر الحدود الاردنية تجاه سوريا ، لكن الجيش الاردني والسلطات الاردنية محتاطه لأي تداعيات قادمة من الحرب السورية. فالاجواء لا تشير بان اي عمل عسكري بري سيجري خلال  الايام  القليلة القادمة.

 

 

وكالة كل العرب الاخبارية



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك