المزيد
كيف يقرأ الغرب معادلة الجيش والإخوان في مصر .. !

التاريخ : 24-08-2013 |  الوقت : 02:12:29

وكالة كل العرب الاخبارية : من خلال متابعة وتحليل ما يجري على الساحة المصرية وربط ذلك مع التحركات ألغربية نجد أن أمريكا والغرب عامة , هُمْ على صلة مباشرة وقريبة بمصر وكذلك النفوذ والتأثير فيها من خلال «القوتين ألصديقتين فيها وهُما الجيش المصري والإخوان المسلمون «. هذا منذ ما بعد عهد عبد الناصر . إن خروج الجيش المصري على المستوى الوطني عن حدود الدور المتوقع منه غربيا او المسموح به, قد غيًر من الضمان الذي كان أكيدا وذلك في أحدى كفتي المعادلة . فلقد ظهر عامل آخر له قوته الساحقة وهو « ألشعب» وإرادته وصوته , فكيف إذا اقترن أيضا باصطفاف الجيش مع الشعب . لقد أخذت مصر بالتطورات الاخيرة هذه وبنتيجة الاخوان منحى جديدا مربكا للغرب حاول مواكبته وعدم ابدأ رأي صريح او ناقد او معارض ما دام انه يحدث بصفة جماهيرية طاغية الغلبة عدديا على الطرف الآخر وهم «الإخوان».
يقول معظم المحللين ان خطابات وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي كان فيها شيء من الحميمية للشعب ( حسب الوصف الغربي) حيث كان يطلب السيسي من الجماهير ان يخرجوا للتأييد والتفويض لمعالجة الارهاب والمعتصمين , وهذا قد يقود لتأسيس نمط زعامة شعبية على المثال الناصري الذي خسر الغرب من خلال هذه الاساليب . 
السؤال المطروح لماذا تصطف مؤسسات اعلامية غربية عملاقة مثل ال سي.أن.ان , وال بي . بي . سي مع معسكر الاخوان في رابعة العدوية....؟.هل لأن خطاب هذا المعسكر الذي ينفي وجود الارادة الشعبية المصرية التي تجسدت في احداث 30 حزيران الماضي هو خطاب يروق للغرب ويريد إعطاءه صدى اعلاميا مؤثرا, وكذلك الخطاب القائم على وصف التغيير الذي حدث في مصر على أنه انقلاب عسكري ودموي . يُعلنها الاخوان حربا باسم الديمقراطية الغربية ضد الجيش المصري وهذه الحرب هي جزء من رسالة الربيع العربي ضد الجيوش العربية وموقعها في الامن القومي العربي , ولا يريد الغرب ولا حتى الاخوان ان يكون هناك حضور مستقل للشعوب في صناعة التغيير السياسي والتأثير فيه كما حصل في ال30 من حزيران الماضي .
لقد استنجد الاخوان بالغرب قائلين إنهم ضحايا الانقلاب على الديمقراطية وشهدائها وذلك في نداءات العديد من زعمائها كان آخرهم البلتاجي , وقد جاءت النجدة للإخوان من خلال زيارة العديد من الزعماء الغربيين لمصر مثل اشتون وعضو الكونغرس الامريكي المعروف بصفقاته مع الاخوان جون ماكين الذي قال (إن قيام السلطات المصرية والجيش بسجن قادة الاخوان يحمل الكثير من المخاطرة ).
لقد كان الموقف الغربي من التغيير السياسي في مصر مرتبكا وغامضا , حيث اصبح الباحث والمحلل في حيرة وغير قادر على تشخيص ما يدور هل هو ثورة ام انقلاب ....؟ ام كان الغرب يبحث عن الفرصة والوقت المناسب لحشر الحكومة المصرية في زاوية الاتهام بالانقلاب ومحاولة معاقبتها جراء هذا الزعم وشل حركتها في الصراع الدائر مع الاخوان على الارض . 
لقد اكتسب الاخوان بفضل الدعم الغربي ارضية سياسية واسعة فيما اصبحت الحكومة المصرية في وضع صعب على المستوى الدولي , لكن القرار الجريء الذي اتخذته القيادة السياسية المصرية بفض الاعتصامات في رابعة العدوية قطع الطريق امام المتربصين بمصر وأمنها القومي وأكد على الدور الوطني للقوات المسلحة في الحفاظ على سيادة ألدولة, فالجيش المصري عندما يخرج الى الشارع فهو الوحيد القادر على إنهاء الانقسام والتمزق الداخلي ,وهو القادر على إنتاج الواقع المصري إذا ما استمر التجاذب المؤدي الى الصدام فهو صمام الامان لكنه لا يحكم مصر بالقوة.
Dr. saleh1-1@hotmail.com



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك