أطفال الزعتري .. أين يصب مستقبلهم ؟؟
![]() وكالة كل العرب الاخبارية
لبنى مساعدة انتهى العيد بكل ما حمل معه من الفرح ،، حمل حقائبه ولوّح لنا مودعا باكيا محتفظا بقلبه كل ما رآه من أوجاع وآلام مرّ العيد وكأنه سراب .. فرح به من فرح .. ولعب الاطفال هنا وهناك وتذوقوا كعك العيد وفرحه ولكن غاب عنا 90الف طفل في مخيم الزعتري يعيشون بين مطرقه الموت وسندان الحرمان.. أطفال لاذنب لهم بأجندة خارجية وتخطيط من طوائف مختلفة سواء كان اخوان أم مسيحيون أم معارض للنظام ام موالي أطفال حرموا التعليم والصحة والغذاء والفرح الطبيعي والنمو بجو صحي وظروف طبيعية .. أطفال حلموا بمدرسة وسبورة ومعلمة تعلمهم كيف يمسحوا الظلام وينيروا الشمس ان ترى طفلا لم يتجاوز الثانية عشر .. البراءة مقتولة بوجهه الصغير يقترب منك ويهمس لك (أبي قتل في سوريا وانا مجبر أن اصرف على امي واخوتي) تتوغل اكثر في داخل المخيم ولا شيء يشي بالأمل .. أطفال في كل مكان ، يدفعون عجلات اليد ويحملون صناديق من الورق المقوى على اكتافهم الغضة ترى ابتسامتهم على شفاههم .. وتخترقك نظرة عتاب بعيونهم .. يتساءلون ما ذنبنا لتنتهك طفولتنا هكذا ؟؟ أطفال غطى الغبار أجسادهم، اعتلت وجوههم ابتسامات مسروقة من واقع أليم... دموع مختبأة خلف عيون برئية لم تحلم بأن يكون مصير طفولتها أرجوحة من خيطان ووسادة بالية... اطفال اعتادوا العيش في الخيم، وأقصى طموحهم سقف حقيقي يأويهم في الشتاء المقبل.. أطفال أرادوا فقط الظهور في صورة فوتوغرافية متخيلا بأنه بهذا قد وصل الى الشهرة.. أطفال اختبؤوا ولم يجيبوا عن أي سؤال... غالبية من لمسوا قلبي كانوا من الأطفال... تسعون ألف طفل في مخيم صحراوي تحرق شمسه وجهك ، ويقرص البرد أطرافك ليلا ، تسعون الف طفل معظمهم أيتام .. معظمهم محكومون بخلع رداء الطفولة ولبس رداء المسؤولية ما ذنبهم اذا انتهكت أرضهم وقصفت بيوتهم ؟؟ الأهم هنا ألا نغفل نقطة هامة جدا وهي محاولات كبيرة من قبل المهجرين للهروب من مخيماتهم حيث لا امان ولا باب يقفل على العائلة .. حيث كثرت حالات اغتصاب النساء و تجنيد الصبية في هذه المخيمات للقتال مع المجموعات الإرهابية المسلحة، في تأكيد جديد على الأوضاع الإنسانية الصعبة للمهجرين السوريين، وحقيقة المخيمات المقامة في عدد من الدول المجاورة، والتي تهدف لاستغلالهم والمتاجرة بهم سياسياً حيث وجد ان هناك شكوكاً في أن صبية في الخامسة عشرة أو السادسة عشرة من العمر عادة ما يؤخذون ليقاتلوا برفقة عم أو خال أو أخ أكبر أو قريب آخر، إنها جريمة حرب، وإن تجنيد الأطفال لم يكن يمثل مشكلة كبيرة من قبل لأن قوات المعارضة لم تكن تمتلك أسلحة أو ذخيرة كافية . أما الآن فقد زاد التمويل وكثرت الأسلحة وزاد التنازع بين الأطراف اللاانسانية والخاسر الوحيد هم الأطفال بكل بساطة فالى متى سيعاني الأطفال ويكونوا من ضحايا سوء التنظيم والاجندات الخارجية .. أليس الأطفال هم بناة المستقبل وعندما تتحدث عن طفولة مشردة تفتقر الى أبسط وسائل النمو الصحيح العقلي والنفسي قبل الجسدي كيف سنتوقع المستقبل الذي سيبنيه هؤلاء الأطفال رجال المستقبل ؟؟ وما ذنبهم ليكونوا نتاج خطط ومؤامرات قبيحة ؟؟ وما ذنب أطفال الزعتري ليغادروا شام الجمال ويعيشوا في خيمة وسط الصحراء ؟؟ ما ذنبهم ليحرموا العلم والدين والفرح والعيد ؟؟ ما ذنبهم ليكبروا وهم لا يحملون الا الذكريات المصبوغة بلون الدم ؟؟ قبل العيد قابلت سيدة سورية في احد المحال تبتاع القليل من مستلزمات كعك العيد .. تحدثنا قليلا وقبل أن تغادرني قالت : ما ذنب اطفالي الذين حرموا فرحة العيد .. أاحرمهم أيضا فرح طعم كعك العيد !!!! ![]() ![]() تعليقات القراء
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد
|
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
تابعونا على الفيس بوك
|