المزيد
مزاح‭.. ‬ورماح الحساب‭ ‬ الختامي

التاريخ : 10-08-2013 |  الوقت : 12:30:25

وكالة كل العرب الاخبارية : عادة‭ ‬ما‭ ‬يطلب‭ ‬صاحب‭ ‬الشركة‭ ‬من‭ ‬المحاسب‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بإعداد‭ ‬الحسابات‭ ‬الختامية‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬31‭-‬12،‭ ‬وذلك‭ ‬ليعرف‭ ‬وضع‭ ‬الشركة‭ ‬المالي‭ ‬مع‭ ‬نهاية‭ ‬العام،‭ ‬كمْ‭ ‬على‭ ‬الشركة‭ ‬من‭ ‬الديون؟‭ ‬وكم‭ ‬لها؟‭ ‬كم‭ ‬تبلغ‭ ‬قيمة‭ ‬الموجودات؟‭ ‬كم‭ ‬بلغت‭ ‬قيمة‭ ‬الإنفاق؟‭ ‬ما‭ ‬الرصيد؟‭ ‬بكمْ‭ ‬تقدر‭ ‬قيمة‭ ‬البضاعة‭ ‬في‭ ‬المستودعات؟‭ ‬وما‭ ‬قيمة‭ ‬الالتزامات‭ ‬الدورية؟‭ ‬كم‭ ‬عدد‭ ‬الحسابات‭ ‬المعلّقة؟‭ ‬وكم‭ ‬وصلت‭ ‬مبالغ‭ ‬الديون‭ ‬المعدومة؟‭ ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬تقرير‭ ‬الأرباح‭ ‬والخسائر‭ ‬الذي‭ ‬يعدّه‭ ‬المحاسب،‭ ‬يحدد‭ ‬صاحب‭ ‬الشركة‭ ‬مسارها،‭ ‬إما‭ ‬بالتوسّع‭ ‬أو‭ ‬بضبط‭ ‬النفقات‭!‬
أمضيت‭ ‬هذا‭ ‬الصباح‭ ‬وقتاً‭ ‬طويلاً‭ ‬أبحث‭ ‬عن‭ ‬فكرة‭ ‬جديدة‭ ‬للمقال‭.. ‬وفجأة‭ ‬اكتشفت‭ ‬مدى‭ ‬‮«‬سذاجتي‮»‬‭ ‬و‮«‬غفلتي‮»‬،‭ ‬فاليوم‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬فقد‭ ‬انقضى‭ ‬كله‭ ‬بأيامه‭ ‬ولياليه،‭ ‬بجوعه‭ ‬وعطشه،‭ ‬بقيامه‭ ‬وصيامه،‭ ‬بتسابيحه‭ ‬وتراويحه،‭ ‬ومازلت‭ ‬أفكر‭ ‬ماذا‭ ‬أكتب،‭ ‬وعن‭ ‬ماذا‭ ‬اكتب‭ ‬وكيف‭ ‬أكتب،‭ ‬ويلي‭! ‬كيف‭ ‬لم‭ ‬أفكّر‭ ‬لحظة‭ ‬واحدة‭ ‬بماذا‭ ‬قدّمت‭ ‬في‭ ‬رمضان؟‭ ‬وكم‭ ‬أنجزت‭ ‬من‭ ‬عباداتي؟‭ ‬ثم‭ ‬أين‭ ‬هي‭ ‬‮«‬جردة‭ ‬حساباتي‮»‬؟‭!‬
صدقوني‭ ‬الإنسان‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬شركة،‭ ‬فيها‭ ‬خليط‭ ‬من‭ ‬الخير‭ ‬والشر،‭ ‬الهمة‭ ‬والكسل،‭ ‬والضمير‭ ‬هو‭ ‬‮«‬المحاسب‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬يعدّ‭ ‬لك‭ ‬حساباتك‭ ‬التقريبية‭ ‬والمتوقّعة،‭ ‬لتعرف‭ ‬أين‭ ‬وصل‭ ‬وضعك‭ ‬‮«‬الإيماني‮»‬‭.. ‬لذا‭ ‬اليوم‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬رمضان‭ ‬يشبه‭ ‬تماماً‭ ‬يوم‭ ‬31‭- ‬12‭ ‬عند‭ ‬الشركات‭ ‬التجارية،‭ ‬إذ‭ ‬من‭ ‬الجميل‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬الضمير‭ ‬‮«‬المحاسب‮»‬‭ ‬بحصر‭ ‬كم‭ ‬عليك‭ ‬من‭ ‬ديون‭ ‬‮«‬الذنوب‮»‬‭ ‬وقروض‭ ‬‮«‬الخطايا‮»‬،‭ ‬وكم‭ ‬لك‭ ‬من‭ ‬‮«‬حسنات‮»‬‭ ‬في‭ ‬رصيدك،‭ ‬وكم‭ ‬تملك‭ ‬من‭ ‬موجودات‭ ‬‮«‬الخير‭ ‬والطاعة‮»‬،‭ ‬وكم‭ ‬تملك‭ ‬من‭ ‬فضائل‭ ‬في‭ ‬مستودعات‭ ‬الطيبة؟‭ ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬تقرير‭ ‬الأرباح‭ ‬والخسائر‭ ‬الذي‭ ‬يمليه‭ ‬الضمير‭ ‬عليك،‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تحدد‭ ‬مسارك‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬المقبلة،‭ ‬إما‭ ‬تتوسع‭ ‬في‭ ‬الطاعة‭ ‬أو‭ ‬تقوم‭ ‬بترشيد‭ ‬‮«‬الهفوات‮»‬،‭ ‬هذا‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬‮«‬المحاسب‮»‬‭ ‬صادقاً‭ ‬ومُعْتمداً‭ ‬وعنده‭ ‬ضمير‭ ‬أصلاً‭.. ‬أما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬مزوراً‭ ‬ومنافقاً‭ ‬فلا‭ ‬قيمة‭ ‬له‭ ‬ولا‭ ‬لحساباته‭!‬
أرأيتم‭ ‬كم‭ ‬هو‭ ‬قريب‭ ‬وجه‭ ‬الشبه‭ ‬بين‭ ‬الحسابات‭ ‬الختامية‭ ‬في‭ ‬الشركات‭ ‬التجارية،‭ ‬وبين‭ ‬الحسابات‭ ‬الختامية‭ ‬في‭ ‬‮«‬الأنفس‭ ‬البشرية‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬فرق‭ ‬واحد‭ ‬في‭ ‬الشركات،‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الدائنين‭ ‬لا‭ ‬يشطبون‭ ‬ديونهم،‭ ‬ولا‭ ‬يجدولونها‭ ‬إلا‭ ‬بفائدة‭ ‬أكبر،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬النفس‭ ‬البشرية‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬الدائن‭ ‬هو‭ ‬الله‭ ‬فإنه‭ ‬يقلب‭ ‬خسائرك‭ ‬أرباحاً،‭ ‬ويشطب‭ ‬ديونك‭ ‬كلها‭ ‬كلها،‭ ‬فقط‭ ‬بجملة‭ ‬واحدة،‭ ‬كأن‭ ‬تقول‭ ): ‬لا‭ ‬إله‭ ‬إلا‭ ‬أنت‭ ‬سبحانك‭ ‬إني‭ ‬كنت‭ ‬من‭ ‬الظالمين‭ (‬‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تقول‭ ): ‬أستغفر‭ ‬الله‭ ‬العظيم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ذنب‭ ‬عظيم‭!(‬
***
رح‭ ‬اختم‭ ‬خلاص‭ ‬حاس‭ ‬حالي‭ ‬قلبت‭ ‬مطوّع‭..‬
كل‭ ‬عام‭ ‬وأنتم‭ ‬بخير‭! ‬



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك