مزاح.. ورماح الحساب الختامي
وكالة كل العرب الاخبارية : عادة ما يطلب صاحب الشركة من المحاسب أن يقوم بإعداد الحسابات الختامية في يوم 31-12، وذلك ليعرف وضع الشركة المالي مع نهاية العام، كمْ على الشركة من الديون؟ وكم لها؟ كم تبلغ قيمة الموجودات؟ كم بلغت قيمة الإنفاق؟ ما الرصيد؟ بكمْ تقدر قيمة البضاعة في المستودعات؟ وما قيمة الالتزامات الدورية؟ كم عدد الحسابات المعلّقة؟ وكم وصلت مبالغ الديون المعدومة؟ وبناء على تقرير الأرباح والخسائر الذي يعدّه المحاسب، يحدد صاحب الشركة مسارها، إما بالتوسّع أو بضبط النفقات!
أمضيت هذا الصباح وقتاً طويلاً أبحث عن فكرة جديدة للمقال.. وفجأة اكتشفت مدى «سذاجتي» و«غفلتي»، فاليوم قد يكون الأخير من شهر رمضان، فقد انقضى كله بأيامه ولياليه، بجوعه وعطشه، بقيامه وصيامه، بتسابيحه وتراويحه، ومازلت أفكر ماذا أكتب، وعن ماذا اكتب وكيف أكتب، ويلي! كيف لم أفكّر لحظة واحدة بماذا قدّمت في رمضان؟ وكم أنجزت من عباداتي؟ ثم أين هي «جردة حساباتي»؟!
صدقوني الإنسان عبارة عن شركة، فيها خليط من الخير والشر، الهمة والكسل، والضمير هو «المحاسب»، الذي يعدّ لك حساباتك التقريبية والمتوقّعة، لتعرف أين وصل وضعك «الإيماني».. لذا اليوم الأخير من رمضان يشبه تماماً يوم 31- 12 عند الشركات التجارية، إذ من الجميل أن يقوم الضمير «المحاسب» بحصر كم عليك من ديون «الذنوب» وقروض «الخطايا»، وكم لك من «حسنات» في رصيدك، وكم تملك من موجودات «الخير والطاعة»، وكم تملك من فضائل في مستودعات الطيبة؟ وبناء على تقرير الأرباح والخسائر الذي يمليه الضمير عليك، تستطيع أن تحدد مسارك في الأيام المقبلة، إما تتوسع في الطاعة أو تقوم بترشيد «الهفوات»، هذا إذا كان «المحاسب» صادقاً ومُعْتمداً وعنده ضمير أصلاً.. أما إذا كان مزوراً ومنافقاً فلا قيمة له ولا لحساباته!
أرأيتم كم هو قريب وجه الشبه بين الحسابات الختامية في الشركات التجارية، وبين الحسابات الختامية في «الأنفس البشرية»، مع فرق واحد في الشركات، هو أن الدائنين لا يشطبون ديونهم، ولا يجدولونها إلا بفائدة أكبر، لكن في النفس البشرية عندما يكون الدائن هو الله فإنه يقلب خسائرك أرباحاً، ويشطب ديونك كلها كلها، فقط بجملة واحدة، كأن تقول ): لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ( أو أن تقول ): أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم!(
***
رح اختم خلاص حاس حالي قلبت مطوّع..
كل عام وأنتم بخير!