من إغتال ماجد أبو شرار.... ورفاقه ؟
![]() وكالة كل العرب الاخبارية : في التاسع من تشرين ثاني سنة 1981 استشهد القائد ماجد أبو شرار، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ، وأمين سر مجلسها الثوري ، ومسؤول الإعلام المركزي الفلسطيني ، حيث طالته يد الغدر والخيانة ، اليد التي ما زالت تصول وتجول ، تصفي وتغتال أشراف الرجال والكوادر التي وهبت حياتها للنضال ، وهي تحلم بيوم التحرير الوطني لأطهر بقاع الأرض فلسطين التي انتزعت من قلوبنا لأقذر الأجناس وأحطها . وسرعان ما تناقلت الوسائل الاعلامية خبراستشهاد المناضل ابوشرار ، وبالتأكيد تم إلقاء هذه الجريمة النكراء على الكيان الصهيوني المحتل على ايدي عملاء له في بيروت ، وتم تقبل التعازي بالفقيد تحت شعارات الشجب والتنديد والاستنكار . وهكذا تم التعامل مع الموقف بأن الموساد هي من إغتالت ماجد أبو شرار وقبله غسان كنفاني بتفجير سيارته ببيروت عام 1972 وبعده ابو إياد وأبو جهاد والكثير الكثير من رموز الثورة الفلسطينية ، ولم تكن الاغتيالات فقط في حركة فتح بل طالت أيضاً مناضلين من حماس والجهاد الاسلامي والجبهتين الشعبية والديموقراطية لتحرير فلسطين والغريب أن بعض التنظيمات الفلسطينية لم يغتال أي من كوادرها ورموزها . والسؤال الذي يؤرق الكثيرين لماذا استطاعت يد الغدر على عظمتها وقوتها أن تطال أشخاص ولم تطال أخرين ؟ وكيف ترى الجهة التي نفذت الاغتيالات أولوية التصفية هل هي حسب دور الشخص أم خطورته أم تأثيره ؟ هناك أسئلة كثيرة محيرة بحق، حول سلسلة الاغتيالات والتصفيات عبر تاريخ الصراع العربي الفلسطيني مع الكيان الصهيوني الغاشم وكلها تحتاج إلى أجوبة مقنعة وللأسف لم تستطيع وثائق ويكيلكس الاجابة عن هذه الاسئلة المحيرة ولغاية اليوم ما زالت إسرائيل والعالم الامبريالي متحفظ على الوثائق الخاصة بهذه الاغتيالات . وهذا يقود إلى فرضية أن التخطيط للإغتيال كان إسرائيلياً بجدارة ، ولكن هناك أيدي خفية من داخل هذه التنظيمات سهلت عمليات التصفية والاغتيال وزودت الموساد بالمعلومات المهمة حول الاشخاص وتحركاتهم . ولن نبريء بعض الأنظمة العربية التي لعبت الدور الكبير في هذه التصفيات فالتعاون الأمني بين الموساد وبعض الآنظمة العربية ربيبة أمريكا ومشروعها الأمريصهيوني قدمت كل التسهيلات للموساد ليصولوا ويجولوا في البلدان العربية ويغتالوا من يشاءوا في اي زمان ومكان كما حصل في تونس الخضراء سنة 1988 وتصفية الشهيد ابو جهاد ، والغريب أن معظم عمليات الأغتيال نجا منفذوها ولم يتم القبض عليهم . سواء كانت على الأراضي العربية أو الأروبية أو في بقعة في العالم وهذا أيضا يقودنا إلى ان يد إسرائيل فوق الجميع . والغريب أيضاً ... أن فترة السبعينات كانت هي الأعنف على حركات التحرر العربي والفلسطيني ،فبين الأعوام 1972 – 1979 تم تصفية العشرات من كوادر ومناضلين حركة المقاومة الفلسطينية بدءاً من : وائل زعيتر في 16 / 10 / 1972 وكان ممثل لمنظمة التحرير في العاصمة الايطالية روما حيث تم إغتياله على باب شقته في روما . وفي 8 / 12 / 1972 تم إغتيال محمود همشري وهو أيضاً ممثلاً لمنظمة التحرير في باريس . وفي 24 / 1 / 1973 تم إغتيال حسين البشير وهو ممثل لحركة فتح في قبرص وقتل بتفجير قنبلة في غرفته بالفندق بالعاصمة نيقوسيا . وفي 6/ 4/ 1973 تم إغتيال الدكتور باسل الكبيسي وهو بروفسور في الجامعة الامريكية في بيروت وقتل في باريس . وفي 9 / 4 / 1973 وفي ما سمي بعملية ( ربيع الشباب ) تم إغتيال ثلاثة من أبطال الثورة الفلسطينية المجيدة وهم : محمد يوسف النجار وكان موظفاً رسمياً في منظمة التحرير الفلسطينية وأحد قادة العمليات في منظمة أيلول الأسود ، وكمال عدوان ، وكمال ناصر المتحدث الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية وقتها . وتوالت الاغتيالات خلال العام 1973 لتطال ايضاً : زيد مقصي ممثل فتح في قبرص ، ومحمد أبو دية أحد قادة منظمة أيلول الأسود ،وفي 28 / 3 / 1978 أعلن عن وفاة وديع حداد وهو من مؤسسي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والرجل الأخطرعلى إسرائيل حيث اشيع وقتها انه توفي بسرطان الدم ولكن إسرائيل بعد 28 عام إعترفت بإغتياله بالسم عن طريق عميل عراقي .وتوالت الاغتيالات طيلة فترة السبعينات إلى أن وصلت لإغتيال علي حسن سلامة في 22 / 1 / 1979 بتفجيرسيارته في بيروت . أما في فترة الثمانينات فقد تقلصت عمليات التصفية والاغتيال لتطال بعض الكوادر الفلسطينية وأبرزهم الشهيد ماجد ابو شرار وبعده مارشال بيروت الشهيد البطل سعد صايل ( أبو الوليد ) حيث أغتيل مساء يوم 27 / 9 / 1982وهو قادم من البقاع على أيدي مجهولة يرجح بأنها تابعة للنظام السوري . وكأن يد الغدر قد صفت آخر القادة المناضلين وهذا إعتقاد خاطئ فالثورة الفلسطينة ولادة وستنجب الكثيرين من القادة والابطال رغم تغير طبيعة المرحلة وطبيعة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي عبر السنوات . وقبل ان تنتهي حقبة الثمانينات رغم التغير المتبادل في بعض أشكال الصراع وتعاظم الدور السياسي والدبلوماسي لمنظمة التحرير الفلسطينية ، تم إغتيال القائد الشهيد أبو جهاد في تونس . وقبل وداع العام 1988 تم إعلان دولة فلسطين على الأراضي الفلسطينية وعاصمتها القدس ، من قبل الشهيد ياسر عرفات في 15 / 11 / 1988 خلال اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني التاسع عشر الذي أقيم في الجزائر ، ولكن لم يتم الاعتراف بهذه الدولة من قبل الأمم المتحدة . وهكذا نجد أن شكل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي تطور من الناحية السياسية وتقلصت العمليات النوعية التي أوجعت الكيان الصهيوني وألمته عبر الستينات والسبعينات ، كعملية ميونخ على سبيل السرد ، إلا القليل من العمليات من بعض الفصائل والتي كان تأثيرها الإعلامي أقوى من تأثيرها النوعي والعسكري . وأستمر الصراع في فترة التسعينيات على شكله ووتيرته نفسها إلا أن برز دور التنظيمات والفصائل الإسلامية بدءاً من الجهاد الاسلامي التي تأسست في حقبة السبعينات ولكن كان دورها عملياتي أكثر من الدورالسياسي . وبرزت كشوكة في خاصرة الكيان الصهيوني من خلال عملياتها النوعية والتكتيكية عمليات كبيرة من اشهرها عملية بيت ليد وديزنقوف وكفار داروم ونتساريم وشرق جباليا وموراج وقادت الحالة العسكرية في حركة الجهاد الإسلامي بعد ذلك حيث قامت بعدة عمليات من خلال جناحها العسكري سرايا القدس . وزاد دورها إعلامياً بعد أن إعتبرتها الولايات المتحدة الامريكية على قائمة التنظيمات الارهابية . وفي 26 / 10 / 1995 تم اغتيال فتحي الشقاقي رئيس حركة الجهاد الاسلامي حيث تم اغتياله في مالطا بإطلاق النار عليه أمام الفندق الذي يسكنه هناك ، وفي أقل من ثلاثة شهور أي في 6 / 1 / 1996 تم إغتيال يحيى عياش وهو من قادة حركة حماس في غزة حيث قتل بتفجير هاتفه المحمول . ومن هنا نرى أن عمليات الاغتيال أصبحت تستهدف قادة المقاومة من الداخل الفلسطيني وذلك مع الألفية الثانية من القرن ، وكأن مناضلوا الخارج والشتات لم يعودوا يشكلوا خطراً على اسرائيل ، فمعظم من تم تصفيتهم على غالبيتهم من داخل الأراضي الفلسطينية ، ففي 22 / 11 / 2000 تم إغتيال جمال عبد الرازق من حركة فتح هو وثلاثة من رفاقه في غزة ، وفي 3 / 1 / 2001 تم إغتيال أحد قادة قوات ال 17 في مخيم جباليا وهو مسعود عياد عن طريق صواريخ اطلقت من مروحيات إسرائيلية على سيارته ، وفي 31 / 7 / 2001 تم إغتيال جمال منصور وهو من قادة حماس في الضفة الغربية وذلك باطلاق صاروخ من مروحية على مكتبه ، وفي 20 / 8 / من العام نفسه تم إغتيال عماد أبو سنينة في الخليل بإطلاق النار عليه ، وفي 27 / 8 / 2001 تم إستهداف أبو علي مصطفى الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقصف مكتبه بصاروخ إسرائيلي في رام الله ، وتبعهم العديد من الشهداء من أمثال : رائد الكرمي وصلاح شحادة وأولاده التسعة وزوجته وإبراهيم المقادمة مع ثلاثة من رفاقه وصولا إلى الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس حيث طالته يد الغدر في 22 / 3 / 2004 من خلال طائرة اباتشي ، وبعد ثلاثة اسابيع اي في 17 / 4 / 2004 تم إغتيال عبد العزيز الرنتيسي هو وابنه بقصفه بصاروخ من مروحية اسرائيلية ، وهكذا توالت الاغتيالات الغادرة لتنال المئات من قادة وكوادر حركات التحرير والمقاومة الفلسطينية ، وتعد هذه الاغتيالات الاكثر عبر التاريخ الانساني من حيث استهداف قادة وكوادر لشعب أبا أن يستكين وأختار طريق المقاومة لعشرات السنين وسيبقى ينجب قادة وكوادر وصولا لتحرير كامل التراب الفلسطيني . ونختم بإغتيال القائد الشهيد ياسر عرفات ففي 11 / 11 / 2004 تم إغتياله بالسم وما زالت القضية غامضة من حيث تورط الاسرائيلين وغيرهم بقتله وكيفية ذلك ، ولعل الأيام القادمة ستبين حقيقة كل ما هو مخفي ومستور عن جميع هذه التصفيات النكراء بحق شعب أبا إلا العزة والكرامة مطالباً بحقه في العيش على أرضه وتحرير كامل التراب الفلسطيني . وهناك الكثيرين ممن تمت تصفيتهم على أيدي الموساد لم نستطع ذكرهم وعذراّ لأرواحهم الطاهرة ، وكذلك لم يتم التطرق للمذابح الجماعية والتهجير والتنكيل ،لأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يحتاج إلى مجلدات لتبيان جميع أوجه وجوانب الصراع . ولعل الاحداث المريرة عبر تاريخ الصراع العربي الفلسطيني مع سرطان المنطقه الكيان الصهيوني ، تقودنا لعدة تساؤلات أهمها ، بما أن إسرائيل دولة قوية ومتمكنة ولها جهاز إستخباراتي من أقوى الأجهزة في العالم وتملك من الاسلحة ما مكنها من الوصول لمعظم القادة والكوادر الفلسطينية، لماذا لم نسمع عن زعيم عربي تم إغتياله من قبل إسرائيل هل لانها لم تستطيع ذلك ،؟ أم أنهم حلفاء لها من وراء الكواليس والأروقة؟ لعل الأجوبة مخيفة وعقلنا الباطن مدرك لها .... ولكن هكذا أنسب الأن ، والتاريخ سيقول كلمته يوماً وينكشف الكثير الكثير !!!!. *********** حسين المعايطة سكرتير تحرير وكالة كل العرب الاخبارية Zaid-5431@hotmail.com تعليقات القراء
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد
|
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
تابعونا على الفيس بوك
|