ألقت احداث الربيع العربي بظلالها على المنطقة العربية بشكل كبير  

حيث طال الربيع العربي معظم الدول العربية كمصر وتونس وليبيا وسوريا واليمن .. وتعتبر الاردن منطقة استراتيجية متوسطة بين هذه الدول ،مما حتم عليها التأثر بشكل أو بآخر بأحداث الربيع العربي 

 تأثرت  الاردن بشكل واضح خاصة بثورتي سوريا ومصر . حيث ساهمت الأحداث في سوريا منذ بداية الثورة في شق صفوف الحراك في الاردن 

وبخاصة الحراك النقابي الذي تأثر بشكل كبير وضاعت جهوده بين التيارات السياسية في الساحة السورية 

ومن ناحية أخرى تأثرت الأردن بشكل واضح بتهجير عدد كبير من الاخوة السوريين الى الأردن .. فنحن ندرك الوضع الاقتصادي المتردي في الاردن وجاءت هجرة  السوريين لتشكل ضغطا اضافيا على الموارد في الاردن 

 

 ونرى أن اندماج السوريين في المناطق المأهولة في الاردن ساهم بزيادة مستوى البطالة في البلاد .. وذلك لأن الوافد السوري على استعداد ان يعمل بنصف أجر 

المواطن الأردني

ولن نغفل هنا أن سوريا كانت من المصدرين الأساسيين للكثير من المواد الغذائية في الاردن ولكن بعد هذه الاحداث تأثرت الاردن بشكل واضح من انقطاع هذه الصادرات لأنها بدأت باستيرا د هذه المواد من مصادر أخرى بجودة اقل واسعار اكبر 

كل هذه الأمور أثرت بشكل واضح على المواطن الأردني .. فبدأ بالتحليل والنقاش والترقب وانقسم الشارع الاردني بين مؤيد ومعارض للثورة السورية 

وبالانتقال لأحداث مصر الأخيرة حيث عمقت هذه الأحداث من جراح النقابات وعملت على شق الصفوف بشكل كبير بعد ان وصلت حالة الاستقطاب الى ذروتها في مصر 

حيث نرى بالفعل أن التيارات في الاردن انقسمت الى جزأين أساسيين يمثلان التيار الاسلامي وبعض المستقلين من المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي في حين تؤيد تيارات قومية ويسارية وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي

ومع ارتفاع وتيرة الخلاف في مصر ترتفع بالمقابل وتيرة الخلافات في الأردن وذلك لتشابه المواقف والمذاهب والتيارات السياسية خاصة مع تأجج حوادث العنف والقتل في مصر 

قد يتساءل البعض عن سبب اندماج الأردن باحداث مصر الأخيرة على وجه الخصوص وقد يكون السبب أن عزل الرئيس مرسي كان ضربة قسمت ظهر التيارات الاسلامية في الأردن مما   

   حدا بهم لتنظيم الاعتصامات قبالة السفارة المصرية اتهمت فيها (الجماعة) القائد العام للقوات المسلحة المصرية عبد الفتاح السياسي بالخيانة، مع تشبيهه بالرئيس السوري بشار الاسد، فيما حمل ناشطون لافتات عليها صور الرئيس المخلوع مرسي، وعبارة "كلنا مرسي"

ويستغل الاخوان في الأردن الاحداث التي مرت بها مصر ويدقوا لأجلها ناقوس الخطر حيث ينادوا بتغيير النظام الحالي في الأردن ولكن لا يستطيع احد انكار أن سقوط مرسي كان ضربة قسمت ظهر جماعة الاخوان المسلمين وأضعفت موقفهم كثيرا أينما كانوا 

نعود مرة أخرى للشعب الأردني وسبب تأثره باحداث الدول المجاورة .. ولا يخطر ببالي هنا الا ما كتبه بعض الاخوة تعليقا على زيارة للرئيس الامريكي أوباما للأردن وحده دون باقي الدول العربيه قالوا ان السبب في اختصاره للزياره هو ان كل العرب متواجدين في الاردن ولهذا السبب لم يكن هناك اي داعي لزيارة كل الدول العربيه كون شعوبها او ممثلين كثر عنهم متواجدين في الاردن ,

 والحمد لله وبالرغم من كل ما نعانيه من ضيق ومشاكل اقتصاديه ومشاكل امنيه واجتماعيه جراء تواجدهم لدينا نفتخر بان اردننا هو البلد المضياف وهو البلد المستجار به لكل من قست عليه بلاده او نظامها . 

لهذا كان من الطبيعي ان تجد المواطن الاردني قد اصبح محللاً سياسيا واقتصاديا لكل ما يحدث حوله .. فاندماجه الكبير بالمهجرين قسرا من بلادهم ابتداءا بمصر مرورا بليبيا واليمن وانتهاءا بسوريا 

وتأثره المباشر برزقه وحريته حدا به للتعمق الذي قد يعتقده البعض غير مبرر بالاحداث السياسية 

وفي ختام الحديث لا بد من القول ان المواطن الاردني الذي حتى هذه اللحظة حفظ الوطن من تبعات الربيع العربي على الرغم من محاولات بالخفاء لزج الاردن بقلب الربيع  الدامي لم يلتفت للأوضاع الخارجية وتصبح أساس حديثه الا لأنه تاثر بها 

بشكل مباشر سواء كان سياسيا لوجود احزاب سياسية داخلية تؤثر بشكل او بآخر بآراء الناس او اقتصادية لزيادة الحمل على الاقتصاد الداخلي لزيادة عدد المهجرين 

وحتى نفسيا لفظاعة المشاهد التي ادمنها المواطن على شاشات التلفزة الصغيرة