وكالة كل العرب الاخبارية
يقضي الستيني أبوعماد معظم نهاره مع زوجتيه وأولاده الأربعة داخل غرفة اسمنتية؛ هي ما استطاع أن يمتلكه في الحياه بمساعدة المحسنين، بعد أن تخلص من الخيمة التي كان يقطنها في السابق. ورغم الأجواء الرمضانية الحارة خلال ساعات النهار، إلا أن عائلة ابو عماد تبقى مرابطة تحت مروحة سقف تدفع إليهم بعض الهواء الساخن، لكنه يقول" الرمد ولا العمى"، مبينا أن الغرفة تبقى ملاذهم الوحيد فهي بالنسبة للعائلة غرفة نوم وغرفة جلوس ومضافة.
يتقاضى أبو عماد مبلغ 52 دينارا شهريا من صندوق المعونة الوطنية، فهو مريض وعاجز ولا يستطيع أن يعمل، إذ يعاني من مرض السكري الذي حرمه من المقدرة على العمل، فلا ينتظر سوى صدقات المحسنين وأهل الخير ليكمل متطلبات العيش في حياته، وإعالة عائلته، خاصة أن التزاماتهم زادت الآن مع وصول التيار الكهربائي إلى منطقتهم وشراء المياه من الصهاريج للشرب والغسيل.
ويبين أبوعماد أنه قام ببناء خيمة من البلاستيك ألصقها بالغرفة لتصبح مطبخا للأسرة، تضع فيه الأدوات المستخدمة في الطعام، إلا أنه بحسب زوجته الأولى "ينقلب خلال ساعات ما بعد الصباح حتى ساعات الليل الى فرن حراري، حتى أنني أقوم أثناء اعداد الطعام بوضعه على النار ولا أعود إليه، إلا بعد أن أشم رائحة احتراقه لعدم قدرتي على البقاء في الداخل مع أنني مرغمة على صنع الطعام لزوجي وأولادي"، بحسب قول الزوجة.
لعل أكثر ما يقلق أبوعماد وزوجتيه أن ابنهم البالغ من العمر 28 عاما عاطل عن العمل، وما يزال ينتظر أن تأتيه فرصة العمل لكي يتمكن من تأسيس أسرة جديدة.