رمضان رواشده يبدع :ابتهالات عاشق
التاريخ : 01-08-2013 |
الوقت : 05:02:23
وكالة كل العرب الاخبارية
رمضان الرواشدة
هتف بي قائلاً:
أنا الرائي والمرئي
أنا الباب والبوّابْ
وأنا كلما طرقتُ باباً،
وجدتُ ألف علامة استفهام
وكلما سألتُ سؤالاً
وجدتُ ألف جواب بأنه لا جواب للسؤال!
وكلما رأيتُك في ذاتي
رأيتُ ذاتي فيك!
وكلما رأيتُ ذاتي فيك
ذبتُ فلم أعثر عليّ
وتهتُ فلم أجدني
أنت مسراي
ومبتغاي
ومُناي
أن أمتّع ناظريّ فيك
وأن أهيم بك
لأنك
وَضِيٌّ كسيف البرق
أهيمُ إن هممتُ أن أهمّ
لكنني وجدتُ غير ما وجدت
وسرتُ فما مشيت
ومشيتُ فلم أخْطُ
وخطوتُ فلم أزل أحبو
وتهتُ فلم أجدني
فجدّ من عندك
أو فابعث نيازك حبك رسولاً
أتعبتني فلم أجد معنى التعب
ووجدت المعنى فلم أعثر على أحد
وكنت سراباً
فصرت ماءً
فأصبحت غيمة
ونجمة
لمعت في سماء عتيقة
وما من يوم إلاّ أراك رؤية المتأمل
وأسمع صوتك
وضحكك
ورنات الغيب من عندك
أنت الآن تسبح في المدى
وأنا الآن أسبح معك
وملتُ عليك لكي أصحبك
ورأيتك..
كلما اقتربتُ منك ابتعدتُ
وكلما هفوتُ إليك اختفيتُ
وكلما احتضنتُ هواءك
حطّمتني عواصفك
ورياحك
وبعثرتني أشلاءً فما عدتُ كما كنت
الليل والنهار تعاقبا عليّ
وأنا مدميّ القدمين
مجرح اليدين
بلا لون أو طعم أو صوت أو وجه
ألف أُلفةٍ لا يمكن أن تأخذني منك
ولا يمكن أن تأخذك مني
ولقد هدّني الشوق والحنين
وأصبحتُ وأمسيت
أبحث عني فيك
وابحث عنك فيّ
فما وجدتُ إلاّ أنت!
***
مثلما يحنُّ الحرف للمعنى
ومثلما يحنُّ المشتاق للحبيب ليبثه الشكوى
وجدتُ صحرائي في صحاريكْ
ومحرابي في روابيك
ومقامي في غياهبك
وروحي معلّقة فوق الفوق
والأبواب مغلقة فأيّ الأبواب أطرق
وأيّ الأبواب أجد
لا الباب بابي
ولا المحراب محرابي
ولا المقام مقامي
فهيئ لي من عندك سندا
وأنا المُغنّي
غنّيت وصرخت وبحّ الصوت مني
هجوت وشكوت ومدحت المدح وغبت فيّ
فما شكواي إلاّ التماس عاشقٍ
وما حنيني إلا انحباس المطر
جفّت عروقي.
وجفّ نبضي مني
فأغثني
وطوّقني بأهداب الرياح
واجعل بساتين فرحك
تُخمّر خمري لكي أصحو منك
أين من عينيّ هدبٌ مهدبةُ
وكفلٌ مصنوع من خيوط السماء
أين الغناء وأين الطرب
أين المغني وأين المُغنَّى..
وأين الأعواد من ضرب الوتر
يا من فؤادي من ذوب حبه انفطر.
أنت زمان المكان ومكان الزمان
فكيف أبحث في الزمن عنك
وأنت المخفيّ الأعظم
الشوق الأكبر
المغيث المدبرّ
المؤّثر بعطاء الشوق
والمعلم للمتعلم
ضُمّني إلى ملكوتك
واصفح عني واعفُ
تعلمتُ حتى لم أتعلم
وقرأتُ حتى جهلتُ
ولكني اطلعتُ عليكْ
فما شوق إلى الصحو
ولكن إلى الصحو أشوقُ
وما شوق إلى البحث عنك
ولكن عن نفسي أبحثُ
طرقتُ الباب مرات فكان رجع الصدى
لا من رأى
ولا مِنْ مرتجى
وأنت الرجاء
وأنت الباب
وأنت البهاء
والمقتدى
والمفتدى
فديتُكَ نفسي كلما كلّمتُكَ أجبتَ
وكلّما كلّمتني أجبتُ
فمَن يجيب الجواب؛ أنت أم أنا.
أنا أكلّمك من وراء الأسوار
وأنت تراني بلا أسوار، فأنا لك
والأسوار لك، والجواب لك.
الخمر تسْكر صاحبها
وخمري بلا سكْر
الخمر تعشق عاشقها
وخمري لا تعشق احداً.
فإذا كنت إناءً فبما فيه حفلت
فالإناء والماء والشراب
كُلهُّا متشابهة
والشُّبهاتْ
حامت فوق رأسي حتى صُلبت
فأينك:
أيني:
أينُنا؟
***
إن أكن قطرةً فالماء سرّي
وإنْ أكن حرفاً فالقلم سحري
وإن أكن سراً من الأسرار
فكيف أخبّئ عنك المعاني؟
الماءُ منك قد انهمر
والصبح فيك قد تجلّى وانفطر
والغدُ اشتياقٌ.
والأمسُ ضياعٌ
وأنا أركض بعيداً بعيداً إلى اللانهاية
في قعر ظلمة الماضي
وكلما أوغلت رأيتُني مسرعاً في مكاني!
إذا الأيام اشتكت فبأيّ كلام أردّ
وإذا البحار اشتكت، فبأيّ سفن أرتادُ
وإذا سرت نحوك نحوي أرتدّ
ولا أُرَدُّ
وأرَدِّدُ غنائي
وأنت تجعلني بعيداً كالقريب
أو قريباً بعيداً
أو بعيداً إلى اللاتوازن
فكُن اتزاني
فبهاؤك تجلٍّ
وتجلّيْكَ بهاءُ
وأنت توغل في القديم والحديث والآتي
أسْكَرني الليل بخمر الأرقّ
وهدّني الشوق بحُمَّى السهادْ
فلا ميعاد
ولا بعادْ
ولا ابتعاد
عنك وعني
فأنا منك
وأنت مني.. سماؤك سمائي
وصَلاتي في المحراب أقرب إلى البكاء
وبكائي مُرٌّ
وسخريتي جدية
وجدّي سخريةْ
والصبح أقبل
والمساء إلى افتراق.
والليلُ أقبل
والنجوم بلا عناق.
وانعتاقي في عناقي في عنق زجاجةٍ في البحر مرميّهّ.
والشوقُ منك بلا اشتياق.
فبأيّ آلاء العناق
تشتاق
وبأيّ آلاء الداء والدواء.
اكتواء
أم نحرُ هديٍ في الانتهاءْ
يدي مكبّلةٌ
وقلبي بلا انعتاق.
يدي مغلولة
وَغِليّ معتّقٌ
والعتق منك
وأنت المنعتق
والبحر أنت وأنا الماء والقطر السابحُ بلا اهتداءْ
هَدّني التعب
وهدهدتني جنّيةُ الانطواء.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق