تمنّى الأسير الأردني المضرب عن الطعام عبدالله البرغوثي "أن يرزقه الله الشهادة"، فيما أكد المحامي محمد الشايب أن حالة البرغوثي الصحية تتدهور بشكل خطير.
وقال إن البرغوثي يدخل في غيبوبة لأكثر من 17 ساعة يوميا، ولا يعي ما حوله، ولا يستطيع النطق أو الحديث إلا بحروف وكلمات متقطعة ومشتتة"، إضافة الى حصول تفجر في شرايين يديه، وشلل بيده اليمنى.
وأضاف الشايب الذي زار البرغوثي أول من أمس "إن يدي البرغوثي منتفختان بشكل كبير ولونهما أزرق، وتبدو عليهما آثار تفجر الشرايين والأوردة بشكل واضح للعيان".
ولفت إلى أنه لم يستطع أخذ أي إفادة منه لعدم إعطائه أي جملة مفيدة، بسبب حالة عدم التركيز التي تنتابه في الفترة القصيرة التي يستفيق فيها من الغيبوبة.
وأكد أن السجانين والأطباء لم يتمكنوا من إعطائه حقنة الجلوكوز وأوقفوها عنه بسبب تفجر شرايين يديه، ولذلك يقومون بوضع قرص بديل، مستغربا "من طريقة هذا المستشفى الذي لا يعطي خليطاً من الأدوية كغيره من المستشفيات".
وقال البرغوثي في رسالة مسربة منه "جسدي بدأ بالدخول في إغماءات متقطعة قد يكون المؤشر لدخول في الغيبوبة التي أدعو الله ألا أستيقظ منها حيا، لعل شهادتي تكون شرارة غضب لقوى المقاومة لكي تفعل المستحيل من أجل تحرير الأسرى والمعتقلين".
ويرقد الأسير البرغوثي في مستشفى العفولة جنوب مدينة الناصرة وسط حراسة مشددة، ويخوض إضراباً عن الطعام منذ 78 يوماً، دخل فيه مرحلة "الإضراب الإيرلندي" بامتناعه عن الملح والماء والجلوكوز.
وأفاد المحامي الشايب أن هذه المرحلة تعني أن البرغوثي يدخل بعد ستة أيام منها في غيبوبة وموت سريري، مؤكداً وجود حالة من التخوف داخل إدارة السجون وعلى المستوى السياسي على حياته، وقال "هناك قلق شديد على فقدان البرغوثي حياته حتى وسط المستوطنين، لأنهم يعلمون جيداً حجم هذا الشخص والعواقب التي من الممكن أن تحدث في حال فقد حياته".
ونوه إلى أن البرغوثي تلقى عدة عروض منها زيارة أهله والاتصال بهم لمدة ساعتين في الشهر مقابل فك إضرابه، إلا أنه رفض ذلك لأن هذا ليس سقف مطالبه في إضرابه، وإنما يريد العودة إلى الأردن.
ودين البرغوثي وهو خبير متفجرات في الجناح العسكري لحركة حماس "كتائب القسام" بأشد حكم صدر عن محكمة إسرائيلية بالسجن 67 مؤبدًا، ومحروم منذ 13 عامًا من رؤية والديه، ومنذ ستة أعوام لم ير زوجته وأولاده، ومكث بالعزل الانفرادي ثماني سنوات.
وكان البرغوثي دخل الضفة الغربية العام 1999 قادمًا من الأردن بهدف زيارة أقاربه في بيت ريما بمنطقة رام الله، وما لبث أن التحق بصفوف المقاومة حتى اعتقل في 5 آذار (مارس) 2003.
إلى ذلك، أفادت محامية وزارة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين حنان الخطيب أنها تفاجأت خلال زيارتها لعيادة سجن الرملة للالتقاء بسبعة أسرى مضربين، بتعليمات جديدة توصي بعدم إعطاء المحامين إذنا بالزيارة والجهة المخولة بإعطاء هذا الإذن هو مدير المنطقة في مصلحة السجون.
وقالت إن هذه الإجراءات تعتبر خطيرة وتعسفية وغير قانونية وتأتي في سياق عزل المضربين عن العام وضمن سياسة الضغط على المضربين لوقف إضرابهم.
ويقبع في مستشفى عيادة الرملة سبعة أسرى مضربين عن الطعام هم: علاء حماد، محمد الريماوي، منير مرعي، حمزة عثمان، أيمن طبيش، عادل حريبات، وحسام مطر.
وحذر وزير الأسرى الفلسطينيين عيسى قراقع من خطورة حالتهم.