اعتاد أبو نضال، قبيل موعد الإفطار في كل يوم، على الذهاب إلى أحد المطاعم الشعبية القريبة من منزله لشراء طبق الحمص، وعند وصوله إلى المطعم يقوم العامل بملء الصحن بالحمص والقليل من الفول بدينار أو دينار ونصف، بناء على طلب ابونضال اليومي.
ويشتري أبو نضال إلى جانب صحن الحمص، عددا من أقراص "الفلافل المحشي "والذي يشتهيه في رمضان، سيما أن رائحته تملأ المطعم ما يثير شهيته للفلافل، بحسب ما يقول.
يأتي ذلك في وقت يشير فيه أصحاب مطاعم شعبية إلى ارتفاع مؤشر الطلب على الحمص والفلافل والفول (أحيانا) لوجبتي الفطور والسحور.
ويحتل الحمص مكانة مرموقة على موائد الأردنيين، كما يحتلها على موائد جميع بلاد حوض البحر الأبيض المتوسط كطبق شعبي شائع، فهو يؤكل مطبوخا ومسلوقا ومسحوقا، ورغم صعوبة هضمه إلا أنه يمد الجسم بمواد ذات قيمة غذائية عالية.
ولا تخلو "سفرة "أم محمد من صحن الحمص باللحمة "المفرومة"، والذي يطلبه أبناءها في وجبة الفطور الرمضاني.
كذلك اعتادت عائلة، أم صدام، على الإفطار بحضور طبق الحمص أو الفتة بالمكسرات.
ويقول أحد العاملين في مطعم شعبي، محمد جابر، إن عشرات الطوابير تصطف في الساعات الأخيرة، التي تسبق الإفطار لشراء الحمص بالدرجة الأولى و"الفتة" بالدرحة الثانية.
بدوره، يؤكد نقيب أصحاب المطاعم والحلويات، عمر العواد، إرتفاع الطلب على المطاعم الشعبية خلال رمضان؛ إذ يزيد الطلب على الحمص والفول خلال وجبة الفطور والسحور.
وقال العواد "إن أسعار المطاعم الشعبية لم ترتفع عن أسعار العام الماضي، بل على العكس قام اصحاب المطاعم بعمل عرض وتخفيضات على الأسعار لتشجيع الحركة الشرائية".
ويبرر العواد إرتفاع اسعار مطاعم شعبية على أخرى إلى إختلاف اجرة المحال من منطقة لأخرى، فأجرة مطعم في الرصيفة يختلف عن أجرة مطعم في الصويفية على سبيل المثال.
ويلفت العواد إلى أن نقابة المطاعم والحلويات أصدرت قائمة أسعار أكثر شمولا من حيث الاصناف والأسعار بعد ان استكملت جميع الاطر الرسمية والقانونية.
وأوضح أن القائمة السعرية التي صدرت سابقا لم تكن منظمة وحرمت الكثير من المطاعم من الاعفاء الضريبي الممنوح للمطاعم الشعبية.
ودعا العواد جميع المطاعم الشعبية للمبادرة بالحصول على القائمة الموحدة خلال المهلة التي حددت في منتصف الشهر الحالي، تجنبا للمخالفات والغرامات وإخضاعهم مجددا لضريبة المبيعات.
وأشار إلى أن النقابة ستمنح القائمة لجميع المطاعم التي ترغب بالحصول عليها دون استثناء.
وبحسب العواد، فإنه يوجد ما لايقل عن 14 ألف مطعم شعبي منتشرة في أنحاء المملكة.
وبموجب توجيهات دائرة ضريبة الدخل والمبيعات، سيصار الى إخضاع كل المطاعم لضريبة المبيعات ممن لم يحصلوا على القائمة الموحدة، والتي تحدد الأصناف المباعة والسقوف السعرية المتاحة لهذه المطاعم.
وأثبت الباحثون أن الحمص يحتوي على بروتين عالي الجودة بالمقارنة مع اللحوم، إضافة إلى مواد أخرى مضادة للأكسدة تساعد في منع الإصابة بأمراض القلب والسرطان.