ان المحافظة على الاستقلال يستوجب لحمة وطنية ووعيا شاملا للمتغيرات التي تعصف بالمنطقة ولا ينجو من اثارها إلا من قدم المصلحة العامة للوطن والشعب على المصالح الشخصية .
ان الاردنيين يعيشون اياما مباركة لمناسبة وطنية صنعتها ارادة الشعب الأبي وقيادته الهاشمية الملهمة، فالاستقلال مصدرعز وفخار لكل اردني وعربي سعى لتحقيق الانتصاراتوالبطولات لوطنه وامته لتسجل بحروف من ذهب على صحائف الوطن الخالدة .

اننا نتناول في هذه المناسبة من عبق التاريخ سيرة وعطرا من صفحاته التي تقف خلالها الكلمات عاجزة امام عظمة الانجاز ، فالقيادة الهاشمية جعلت من الاردن واحة امن وسلام واستقرار وحققت للشعب فرص التميز والابداع والمشاركة بصنع القرار وفتح ابواب المساهمة في مسيرة التنمية والاستفادة من مكاسبها .
و الاردنيين تعلموا من المعاني السامية التي يحملها الاستقلال ان المشاكل والصعاب لا تؤثر على المسيرة وان ضعف الامكانات وقلة الموارد لا تعد حاجزا امام التقدم والتطور وان المحن تصنع الرجال وان العزائم القوية والارادة الصلبة تبني الاوطان وان الاختلاف في الرأي وليس الخلاف ضرورة للمحافظة على الانجازات والمكتسبات الوطنية بأسلوب ديمقراطي يحفظ الاستقلال الذي يشكل عماده الرئيس الحرية في اتخاذ القرار بجميع مستوياته دون ضغوط او تدخلات من اية جهة كانت .

فالاستقلال صنعه رجال امنوا بربهم وتراب وطنهم وصنعوا للمواطن الاردني مستقبلا مليئا بالانجازات والمكتسبات التي جعلت منه محط انظار العالم اجمع .

فالسياسة الاردنية كانت في مقدمة الركب العربي وكانت مبادرة ولها اوضاعها التي تعتز بها من خلال تسمية الجيش الاردني بالجيش العربي , واطلقت اكثر من شرارة لبدء تاريخ جديد على مستوى المنطقة بهدف التطور والتقدم . فالتحديات الكثيره التي واجهت الدولة الاردنيه تحتاج الى اعادة تمكين سيادة القانون واعادة هيبة الدوله وفرض النظام .

فالسياسة الاردنية مبنية على الواقعية والاحترام المتبادل مع الآخر ، حيث تمت انجازات الوطن من خلال سواعد ابنائه ، رغم كل المتغيرات التي تحد من الانجازات والتي تحتاج الى تعاون مميز بين مختلف اطراف الدولة الاردنية .

ان ما حققه شعبنا الاردني على مدى اكثر من 60 عاما من النضال الدؤوب للحفاظ على استقلاله الوطني وتعزيز هذا الاستقلال يجري التفريط به الآن غلى ايدي حفنة من رجال البزنس الديجيتال والليبراليين الجدد المستهترين الذين لا يمتون للوطن واستقلاله بأية صلة... ولن يستطيع شعبنا الوقوف في وجه ما يتربص به من مخاطر على استقلاله الوطني الا برص صفوفه في جبهة وطنية عريضة. فعلى أعضاء مجلس النواب القيام بدورهم التشريعي والرقابي على الصورة التي ينبغي لها ان تكون لقطع الطريق على كل من تسول له نفسه (من الداخل كان او من الخارج) من النيل من استقلال بلادنا والتفريط بمقومات اقتصادنا الوطني في سبيل رفعة الأردن وتقدمه وازدهاره وسعادة شعبه... عاش بلدنا الاردن.. وعاش شعبنا الاردني القابض على جمر المعاناة... وعاش عيد الاستقلال... ومزيدا من النضال من اجل وطن حر وشعب سعيد...

سالم بن علي البلوي