وطن يذكر أمجاده ويستلهم من ماضيه العريق دروساً وعبراً لمستقبل يشرق بالأمل والحياة.. يُلملم من حروف تاريخهِ سطوراً لكتاب مِداده يمازج دم شهدائه.. نسيج من هذا وذاك.. من شفق يرسل خيوط الحياة ليسري في كائنه البشري روح الانتماء لوطن يستحق التضحيات.. يا أجمل وطن وأغلى أهل.
أردنٌ شق طريقه بشموخ وعز وكبرياء.. محصناً بوحدته وتماسكه وبنهجِ اختاره لنفسه إلا وأن يكون دائماً تحت الشمس.. كما هي قيمته العالمية الخلّاقة بحلته المطرزة بأجمل أزياء العروبة.. ينساب كما الهواء العليل الى قلوب محبة وعاشقة وليظل بإنسانيته وشفافية مقصده وقدرة أبنائه من نشامى ونشميات الوطن على أن يكون شامخاً على الدوام كجبال "أم دامي" في رم حيث تعانق قمتها السماء.
بلد التسامح هذا الذي بورك أهله بعلاقات نسيجه الوطني الاخاذ.. يشكل هذا التسامح فيه من شخصية الإنسان في هذا الجزء من العالم مكامن قوة وهيبة وعنفوان.. روح عالية خلاّقة مؤثرة.. أرض الاجداد التي تحتضن ألوان الرمال في سهول وصحارى ووديان, تنادي الابناء أن لا شيء يستحق الحياة بعد الوطن.. الوطن أولاً وثانياً وثالثاً وكل شيء..
ومن مدن الأردن , مدن الجمال والشيح والدحنون تغرد البلابل بأن الوطن هو المهم والاهم.. سفرٌ جميل لبيارق عشق فصولها لا تنتهي على أرض طالما كانت الام الحنون لرتل من عظماء قد أنجبتهم هذه الأرض المباركة من رحم المعاناة والصبر.. أبناءٌ بررة صاغوا بفكرهم ملحمة الوفاء وجدلية العلاقة بين الأرض والإنسان.. ففضلوا الكفاح وبناء الدولة الحديثة وأملهم أن يعيشوا مكافحين لا حالمين .. مقاومين لا مستسلمين .. منتمين لوطن كبير هو الأردن بكامل جغرافيته.. فنالوا ما تمنوا.. إنهم عشيرة كبيرة غير مجزءة أو منقوصة.. عشيرة أردنية يصعب على العدو اختراقها ولاتعيش إلا فوق القمم , محلقة كالنسور الجارحة.. معطاءه في وعيها وزمانها.. النسور الأردنية في عيد إستقلالها لا تحلق إلا عالياً .. لا تحلق الا عالياً.. نعم لا تحلق الا عاليآ.
حمى الله الأردن وهو ينتقل بأبنائه وينقل أبنائه به الى الغد القادم بالخير والعطاء لإفاق النماء والسلام والى محيط الأمن والامان والاستقرار .
حفظ الله هذا الوطن الغالي وحفظ قيادته وحفظ شعبه، وكل عام وانتم بخير في عيد استقلال الاردن المجيد.
* سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في الأردن
سفير غير مقيم بفلسطين
