المزيد
خبراء عرب يطالبون بدور إعلامي فاعل في معالجة ظاهرة "الإسلاموفوبيا"

التاريخ : 16-05-2013 |  الوقت : 12:59:49

دبي، الإمارات العربية المتحدة 15مايو 2013: طالب مثقفون وأكاديميون وسائل الإعلام العربية والإسلامية المختلفة بضرورة لعب دور فاعل في معالجة ظاهرة "عُقدة التخوّف من الإسلام" أو ما يعرف بـ "الإسلاموفوبيا" المتنامية في الغرب، وتصحيح الصورة الغير حقيقية عن الإسلام التي تروج لها الآلة الإعلامية الغربية.

وأكد المشاركون في الجلسة الصباحية الثانية لثاني أيام المنتدى الإعلام العربي في دبي وعقدت تحت عنوان "صناعة الإسلاموفوبيا: هل يُصحح الإعلام إدراك العرب والغرب؟" على أهمية أن يتوازى ذلك مع فهم الظاهرة بأبعادها المختلفة لمعالجتها بالعقل والحكمة والوصول إلى الحلول الصحيحة لها، لأنها ظاهرة متشابكة تساهم في صنعها السلوكيات الفردية الخاطئة لبعض الأفراد والتي تخالف التقاليد الإسلامية والتي ترسخ الصورة السلبية للمسلمين عند الغرب.

شارك في الجلسة التي أدارها الإعلامي عبد الله المديفر، من قناة روتانا خليجية، المدير العام لشركة أصيلا للإنتاج الإعلامي السعودي، كل من عبد العزيز التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، ورشيد الخيون، الباحث المتخصص في التراث والفلسفة الإسلامية، وسعيد اللاوندي، الكاتب والخبير في العلاقات الدولية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، وناثان لين، رئيس تحرير “أسلان ميديا”، الباحث في جامعة جورج تاون، الولايات المتحدة الأمريكية.

وتناولت الجلسة بالتحليل ظاهرة "الإسلاموفوبيا" والعوامل التي أفرزتها ومكونات وأدوات صناعتها، والأهداف الكامنة ورائها، وأثارت النقاش حول السبل والوسائل الكفيلة بمواجهتها بوصفها تزييفاً للتاريخ والحقيقة من جهة، ولكونها تحريضاً صريحاً ضد العرب والمسلمين وعاملاً هدّاماً من عوامل إثارة الفتنة والفُرقة بين الأمم والشعوب. 

واعتبر عبد العزيز التويجري أن ظاهرة الإسلاموفوبيا والتي تعد أحد أهم موضوعات الساعة، ليست بجديدة على المشهد بل بالعودة للتاريخ نجد أن الحث على كراهية الإسلام والتخويف منه ظاهرة قديمة في الفكر الغربي منذ الإمبراطورية الرومانية التي أوجست خيفة من الدين الإسلامي الذي يستهوي العقول والقلوب مما استدعى تكوين جبهة تخوف منه.

وأوضح أن الإسلاموفوبيا ربما تكون حديثة في المعنى لكنها قديمة في المضمون، لافتا إلى أن هذا المصطلح الذي ظهر في عام 1987 بات يشكل تحديا كبيراً، لأنه روّج لخوف يترتب عليه خلق الكراهية تجاه معظم أو كل المسلمين.

وأشار التوجري إلى عدة اعتبارات يجب النظر إليها في الحديث عن الظاهرة أبرزها قيام المروجون لها باستدعاء رواسب الماضي لتقويض الانتشار الواسع للإسلام واحباط التقدم والتنمية التي تشهدها الدول الإسلامية، مؤكدا أن هذا الوضع ليس من تداعيات أحداث 11 سبتمبر كما يدّعى البعض، لكنها البركان الذي يحرك الكوامن في النفوس، مشيرا الى أن كراهية المسلمين قديمة، رسختها ملحمة " رونالد" التي تدرس في الجماعات والتي تعتبر من اهم مرتكزات الغرب لتكوين هذه الرؤية عن الإسلام والمسلمين ويبنى عليها الغربيون تصوراتهم عن الإسلام.

وتطّرق التويجري للحديث عن مرحلة الدراسات الاستشراقية التي ساهم بعضها في تشويه التاريخ الإسلامي وقلب الحقائق، رغم وجود عدد من المستشرقين المنصفون، لافتاً كذلك إلى أن الإسلاموفوبيا كظاهرة تخالف الميثاق الدولي والعهد الخاص بالحقوق المدينة والسياسية التي تحظر أي دعوة تحرض على التمييز والعداوة والعنف، لهذا تدخل الإسلاموفوبيا في هذا الاطار، مشيرا إلى أنها ظاهرة ضد حركة التاريخ والقانون الدولي وإرادة حكماء العالم، وتقوّض جهود الحوار بين الثقافات.

وأكد التويجري أن هناك بعض العوامل الأخرى الداخلية في المجتمعات الإسلامية والسلوكيات التي لا تتفق مع تقاليد الإسلامي، التي تغذي هذه الظاهرة حيث يتلقى الطرف الأخرى أن الإسلام يتعارض مع الحضارات الأخرى.

وقال أنه يمكن  التعامل مع هذه الظاهرة بحكمة لتقديم تصور سليم العمل على تصحيح المواقف التي نراها في المجتمعات الغربية عن الإسلام والمسلمين، بمساعدة التجمعات المسلمة في هذه البلدان بتقديم الصورة الصحيحة عن الدين، مطالباً أن يعمل الإعلام في المجتمعات العربية وفي الغرب كذلك على نقل الحقائق وعدم اغفالها، مؤكدا أنه ليس من الصواب أن نحكم على الغرب أنه كله شر أو وضعه في سله واحدة، مشددا على أهمية أن يكون الإعلام الغربي منصفاً، كما أن علينا أن نقبل النقد لأننا لا نخلو من العيوب.

بدوره اتفق ناثان لين مع التويجري في الكراهية المسبقة عند بعض الغرب للمسلمين، مشيرا إلى أن هذه الكراهية التي تولدت عن الخوف تشكّل "صناعة" وليست ظاهرة وأنها منتج دام لسنوات يصنع ويباع من قبل الآلات الإعلامية في الغرب، مشيرا في هذا الإطار إلى أحدث عمليات تفجير شهدتها بوسطن في الولايات المتحدة وكيف ساهمت بعض وسائل الإعلام  في الاشارة بأصبع الإتهامات لأشخاص من ملامح شرق أوسطية من خلال استقدام خبراء ومحللين يكررون الكلام ذاته، الأمر الذي يعكس رغبة هذه القنوات الاعلامية في تحقيق اعلى نسبة مشاهدة وتحقيق عائد اكبر من الاعلانات.

وأكد لين أن معظم ما نراه في الغرب من شعور معاد للإسلام والكراهية التي يبدها البعض ربما لا يكون مغرضا في جوهرة بقدر ما هو نتاج جهل لحقيقة هذا الدين.

من جهته أشار رشيد الخيون إلى الاستخدام السيكولوجي لمصطلح "الوفوبيا" أو "العقدة" وربطة بالإسلام اذ يرمز عند اطباء النفس إلى الخوف والرهاب والفزع، متسائلا هل الإسلاموفوبيا صناعة إعلامية أم لها أصل حقيقي؟ وقال يجب ألا نوجّه الشك فقط للطرف الأخر بدون أن نلتفت إلى أنفسنا وما لدينا، مشيرا إلى  ضرورة صياغة العلاقة مع الغرب في إطار الذي نريد أن يراه الغرب فينا كما يفعل الغرب معنا.

واوضح أن السلوكيات هي التي تصنع "الفوبيا" من الإسلام سواء كانت في الداخل والخارج، مشيرا إلى هذه الظاهرة يمكن معالجتها عبر الحوار بين الأديان وإبراز أن المسلم ذاته متضرر مما يحدث من عنف.

إلى ذلك أكد سعيد اللاوندي، أن الإسلاموفوبيا هي ظاهرة حديثة  فمن خلال إقامته في فرنسا على مدار 20 عاماً خلال الفترة من عام 1980 وحتى عام 2000، لم يلحظ تنامي هذه الظاهرة حيث لم يُسأل أبدا طوال هذه الفترة عن هويته وجنسيته وديانته، لكنه بعدما غادر فرنسا وعاد إليها في زيارة في السنوات الأخيرة تم سؤاله أكثر من مرة نتيجة تفشى ظاهرة الإسلاموفوبيا مؤخراً.

وتطرق اللاوندي إلى الانعكاسات التي تخلفها الظاهرة على حياة 26 مليون مسلم يعيشون في دول الإتحاد الأوربي والذي يشكلون بعددهم هذا شبه دولة داخل أوربا، فضلا عن دخول نحو 63 أوربيا للاسلام يوميا وفقا لاحصاءات مكتب الهجرة في فيينا.

 

وقال أن الإسلاموفوبيا بدأت تزداد في المجتمعات الغربية بدعم آلة الإعلام الغربية التي تربط بين كل حدث إرهابي وبين المسلمين، الأمر الذي انعكس على التعامل الرسمي الغربي مع كل مسلم يأتي من الشرق الأوسط أو يحمل  أحد الأسماء الشهيرة في الإسلام، على إنه إرهابي حتي يثبت العكس .

-       انتهى -



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك