المشاجرات الجامعية ...قد تطيح بمستقبل التعليم العالي ؟
![]() بقلم الدكتور سمير حمدان لم يعد خافياً على أحد حجم الألم الذي ينتاب كل أردني وأردنية ممن كان لهم شرف الجلوس على مقاعد جامعاتها قبل هذه الموجة الهمجية المريضة من التشبيح التي غزتها في ليلة غاب عنها القمر . فالمسألة لم تعد تقبل التفسير السائد بأن ما يجري في الجامعات مشكلات محدودة ولا قيمة لها . ولكن المتابع للظاهرة يجد أنها خرجت عن المألوف وانفلتت من عقالها دون أن يتمكن العقال من التصدي لها . فالرصاص وجد له مكاناً في بعض الجامعات وفي بعضها الأخر تسللت الشباري والقناوي لقاعات الدرس وساحات الجامعات دون رادع. وأمام هذا الوضع المشين الذي ننفرد به على مستوى الإقليم لا يجوز للأكاديميين الأردنيين وضع رؤسهم في الرمال كما تفعل الزرافة مطبقين المثل القائل " مدام راس بخير أنا بخير " . لقد كتب الكثيرون عن الموضوع وأجريت دراسات ممولة من صندوق البحث العلمي وعقدت المؤتمرات وتنادت بعض الجامعات لتوقيع مدونات سلوك شكلية وكاذبة، ولكن مع كل علاج مقترح تزداد الظاهرة اتساعاً في الاتجاهين الرأسي والأفقي . وما يدفعني للكتابة عن هذا الموضوع هو هذا الأردن الجميل الذي علم محيطه فك الحرف وأبجديات الكلام . هذا الأردني الشهم الذي جاب بعقله وقلمه فيافي وصحارى الخليج من القنفدة في السعودية وحتى أقصى نقطة في اليمن السعيد . ولا زال الكثير من الأشقاء العرب يذكروننا بالخير ويثنون على جهودنا قديماً وحاضراً . ومع استمرار ظاهرة العنف الجامعي واتساعها وبعد أن سجل ياسمها شهداء قصفت أعمارهم قبل أوانهم وتلوعت قلوب أمهاتهم الطيبات واتشحن بالسواد بدل اللون الأبيض فرحاً بتخرجهم من الجامعات . أقول أخشى ما أخشاه أن يسحب البساط من تحت أقدام الخيرين وأن يصبح الأردني رمزاً للعنف وأن تصبح له صورة نمطية مقترنة بالقنوة أو غيرها من أدوات القتل . وهكذا نكون نحن من خربنا بيوتنا بأيدينا ونندم يوم لا ينفع الندم . من هنا لا بد من حلول قيصرية لهذه الظاهرة المخزية والطارئة على مجتمعنا وأنا أضع المسؤولية على الجميع وفي مقدمتم رؤساء الجامعات ومجالس الأمناء والعمداء ورؤساء الأقسام وأعضاء هيئات التدريس وبقية العاملين في الجامعات . ولمواجهة الظاهرة علينا الخروج من حفلات المجاملات والتصريحات التي لم يعد يصدقها الأطفال . وعلينا أن نرفع من منسوب المواجه مع الظاهرة من خلال ممارسات تليق بنا كأردنيين وليصبح موقع رئيس الجامعة من المواقع التي يهابها الأردنييون لا أن يتسابقوا للتوسط للحصول عليها . وليصبح موقع العميد ورئيس القسم ومدير الوحدة من المواقع ذات الهيبة من خلال إشغالها بالكوادر الكفؤة . قد نحتاج لوقت طويل لتحقيق ذلك ولكن من المهم أن نبدأ قبل أن ينفض السامر من حولنا ويصبح شعار جذب ثلاثين ألف أو عشرين ألف طالب عربي أضغاث أحلام . ولترفع كل الضغوطات عن الجامعات ولتكسر أرجل من يدخلوها توسطاً لطلبة مارسوا العنف ولنعلي شأن القانون وننظر في أنفسنا ولا نحمل الطلبة كل القرف الذي وصلنا إليه بفعل سياسات لا مسؤلة . تعليقات القراء
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد
|
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
تابعونا على الفيس بوك
|