المزيد
فلسطين ... الحاضر الغائب فى الربيع العربي !!!

التاريخ : 06-05-2013 |  الوقت : 10:51:54

قلم :نهله المحروقي

تغرس قضية فلسطين جذورها عميقآ فى الوجدان العربى (القومى والدينى)وذلك منذ اندلع الصراع العربى الصهيونى أوائل القرن الماضى . ولكن وبسبب هيمنة الأنظمة العربيه على شعوبها وإمساكها بمقدراتها دون التفويض منها؛ بقى الرابط العربى مع فلسطين مقتصرآ على المستوى الخطابى وعند حدود الشعارات التى ماكانت غالبا تستخدم للظفر بالسلطة .
وفى المقابل ظلت الجماهير الشعبية مغيبة ومهمشة ، ولأسباب عديدة لم تتح الفرصة أمام تلك الجماهير لممارسة دورها النضالى تجاة القضية الفلسطينية بالشكل الذى تتوق أليه بل على العكس فقد جرى تضليلها أعلاميا من قبل حكومتها وزجها في تناقضات ثانوية ، مع أعادة ترتيب أولويتها وفقا لمصالح تلك الأنظمة لذلك ظلت الجماهير العربيه قوة معطلة وظلت خارج نطاق الحسابات الأسرائيليه أما اليوم فى ظل تنامى القوة الجماهرية فى زمن الربيع العربى فأن إسرائيل ويرها مجبرة على إعادة النظر فى ذلك الحسابات القديمة .
فى معظم المسيرات الشعبية العربية التى جرت فى مختلف الميادين والساحات فى المدن والأرياف فى دول الربيع العربى كان الغياب الفلسطينى من الشعارات الثورية واضحا تماما؛ فلم نلحظ علم فلسطين أو شعارات تندد ياسرائيل أو دعوات التحرير ربما المرة الوحيدة كانت فى مظاهرة أقامها مواطنون مصريون (يقال ان اغلبهم من التيار الناصرى)حول السفارة الأسرائيلية فى القاهرة بعد الثورة تطورت إلى هدم جدار السفارة وإنزال العلم الإسرائيلى من عليها ورفع العلم المصرى بدلأ منه وفيما بعد إقحامها  بالهجوم على السفارة لأهداف مصرية وطنية أى كان ردة فعل على قتل الجيش الإسرائيلى عددا من الجنود المصريين المرابطين على حدود سيناء وأيضا نتيجة لما تراه كثيرون من دور تخريبى تلعبة سفارة أسرائيل فى مصر .
وهذا الغياب لفلسطين من الحراك الشعبى طبيعى ومتوقع ؛ذلك لآن هذه الثورات خرجت فى الأساس لأسباب ودوافع أقتصادية وأجتماعية وكان لها مطالب معينة تركزت فى إسقاط النظام ؛وقد جاءت فى سياقاتها الوطنية المحلية حتى لو اتت فى مرحلة واحدة وتاثرت ببعضها البعض لكن هذا لايعنى أبدا أنها لم تكن فعلا سياسيا ولا يعنى أن فلسطين كانت غائبة عن ضمائر ووجدان الجماهير المنتفضة ؛بل يعنى أنها إما كانت مؤجلة إلى حين تحقق تلك الثورات أول أهدافها وأما أنها كانت موجودة لكنها مستترة؛ بمعنى أن تداعيات وتجليات الثورات ستظهر حتما بعد حين وخلال فترة قصيرة0
وأإذا غابت قضية فلسطين من هتافات الجماهير فى مرحلة الثورة أى قبل ان تتمن الجماهير من إسقاط النظم السابقة فأن غيابها سيستمر أيضا عن أجندة واهتامات دول الربيع العربى بعد الثورة على الاقل فى الامد المنظور حيث ستتراجع قضية فلسطين للوراء ليحل محلها قضايا أخرى أكثر إلحاحآ على صناع القرار فى النظام العربى الجديد .



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك