وكالة كل العرب الاخبارية :
لا شك أن الأخطاء الطبية البسيطة تحدث في العديد من المؤسسات الطبية، لكن عندما يؤدي الخطأ إلى وفاة المريض، يصبح الأمر شديد الخطورة وتحضر بقوة ضرورة المحاسبة. وفي آخر تلك الأخطاء ما حصل مع الطفل مشعل عبدالله السفياني (عامان) الذي لفظ أنفاسه الأخيرة بمستشفى الأطفال في الطائف أمس الأول، بعد تعرضه لفشل في وظائف الكبد والكلى، نتيجة ابتلاعه ورقة بلاستيكية أدت إلى سد مجرى التنفس لديه، ودخوله في غيبوبة تامة، بحسب ما أوردت صحيفة "الشرق" السعودية .
وفي هذا السياق، حمّل تركي السفياني "خال الطفل" إدارة المستشفى والطاقم الطبي نتيجة ما حدث لابن شقيقته، متهماً إياهم بالتقصير في التعامل مع الحالة التي كان سببها ابتلاع الطفل ورقة بلاستيكية صغيرة، حسب قوله. واعتبر أن الطفل مشعل ضحية أخرى لمسلسل الأخطاء الطبية في التشخيص، مشيرا إلى أنه جرى تشخيص حالته في البداية بأنه يعاني من نقص في الأكسجين، ما أدى إلى حصول تشنجات. في حين أكد ذووه للطاقم الطبي أن الطفل لم يتعرض سوى لابتلاع ورقة حلوى صغيرة، وطلبوا منهم إجراء عملية منظار لاكتشاف مكان الانسداد، إلا أنهم رفضوا ذلك.
خال الطفل يتهم الطاقم الطبي
من جهته، قال عبدالله السفياني ، والد الطفل، إنه بعد تدهور حالة ابنه الصحية تم إجراء أشعة مقطعية للدماغ، فتبين وجود التهاب، وزعم أحد الأطباء أن ذلك سببه تعرض الطفل لفايروس.
واتهم السفياني الطاقم الطبي بالتسبب في تدهور حالة الطفل بعد إعطائه مضادات حيوية تسببت في توقف وظائف أجهزة الجسم وقادته للوفاة، وطالب بالتحقيق ومحاسبة المقصرين، مشيراً إلى أنه تقدم بشكوى لإدارة الشؤون الصحية في الطائف منذ بداية تدهور حالة ابنه، لكنه لم يجد أي تجاوب أو تفاعل مع شكواه، حتى توفي الطفل.
"فاليوم" وعناية مركزة
في المقابل، قال المتحدث الرسمي لصحة الطائف سراج الحميدان، إن الطفل أدخل إلى قسم العناية المركزة من قسم الطوارئ بعد أن أُجري له إنعاش قلبي رئوي حيث كان يعاني صعوبة في التنفس مع ازرقاق كامل في الجسم على الفور تم إجراء إنعاش قلبي وتنبيب حلقي وكان يعاني من تشنجات وأعطي فاليوم للتحكم فيها، وبدأ لونه وعلاماته الحيوية تستقر ونقل إلى قسم العناية المركزة على جهاز تنفس صناعي.
وفي العناية المركزة استمرت التشنجات بشكل متكرر ولم تستجب لأدوية الفينوباربيتون والفنيتون والميداز، واحتاج لتخدير كامل بواسطة بنتوبر بتال للتحكم في التشنجات، وفي اليوم الخامس بدأت تظهر على الطفل علامات فشل كلوي وقصور في الكبد والقلب واحتاج إلى إنعاش. كما بدأ يعاني أثناء التنويم من نزيف من الأنف والفم نتيجة سيولة الدم بسبب فشل الكبد وتم التعامل مع النزيف بإعطاء مشتقات البلازما والصفائح الدموية وفي هذا الوقت تم إرسال فاكسات إلى عدد من المستشفيات التخصصية من ضمنها مستشفى الملك فيصل التخصصي، وجاء الرد بأنه لا يوجد ما يقدمه كون الطفل يتلقى العلاج اللازم في مستشفى الأطفال، كما عانى الطفل التهاباً رئوياً حاداً واحتاج إلى دعم تنفسي عالي التردد.
لكن قلب الطفل توقف فعمل له إنعاش قلبي رئوي ولكن لم يستجب وأعلنت وفاته.