المزيد
وقفوهم انهم مسؤولون

التاريخ : 23-04-2013 |  الوقت : 10:21:37


بقلمي / سالم علي البلوي

مشكلتنا الكبرى هي أننا نتعلق بالقشور وبالقضايا الهامشيه من اجل سمعة البلد وننسى أن سمعة البلاد متعلقة بأشياء كثيرة، لكننا اصبحنا نربط كرامتنا بهذه القضايا الهامشيه ويطبل لها الاعلام ويزمر ونحن نعرف في قرارة أنفسنا انها لا تطعم جائعا ولا تسقي عطشانا ولا تـُعلم جاهلا ولا تعبّد طريقا ولا تساعد محروما ولا تداوي مريضا ولا ترحم شيخا ولا تنصف مظلوما ولا تعيد ثروة منهوبة. إنها مضيعه للوقت فقط لا غير، ونحن نريد أن نجعل منها كل شيء في بلاد لا يكاد يوجد فيها شيء.
ما نريده أن يهتم المسؤولين والنواب بالقضايا التي تشكل دافعا قويا من أجل التنمية والتطور. ولا يعني هذا ان القضايا الهامشيه ليست مهمه بل هي بنظري وسيلة من وسائل التنمية ومحركا قويا من أجل الازدهار، نهتم بها شريطة أن لا نجعل منها كل شيء لكي لا ننسى كل شيء.. نريد اعطاء اولويه في بحث الاهم فالمهم فالاقل اهميه لكي ننسى الظلم، و ننسى الأمية، و ننسى البطالة، و ننسى الأمراض،وننسى الرشوة، و ننسى الفساد. نريد من البرلمانيين ومن الوزراء ومن القضاة ورجال الأعمال ومن كل المسؤولين أن يقاتلوا من أجل سمعة أو مصلحة الوطن! لماذا نترك مجال لبعض الفئات والحركات لكي تخرج للشارع بحجة القتالية من أجل سمعة البلاد؟

أكبر هزيمه انهزمنا فيها هي هزيمة التعليم؛ وها هي نتائج الهزيمة بادية للعيان عبر الاف الأميين الذين لم يجدوا حظهم في الوصول إلى مدرسة، وهناك الاف الأميين الذين يعتقدون أنهم تعلموا وهم يعيشون أمية من صنف أخطر.
انهزمنا أيضا، وبأرقام قياسية من الأهداف في قضايا الصحة، وها هي مستشفياتنا تشبه زرائب حقيقية، وها هم الاردنيون يذهبون إلى المستشفيات الخاصه لانعدام الثقه بالمستشفيات الحكوميه،
لماذا تغمض الاعين عما يجري من فتح الأبواب أمام الكثير من الجهلة والأغبياء وأصحاب النفوذ لكي يصلوا إلى مناصب المسؤولية.. أليس هذه هزيمة مروعة.
ومن بين الهزائم ايضا هزيمة التنمية، فها نحن نحتل اليوم مرتبة مذلة بين الأمم، وهناك بلدان إفريقية كنا نضحك منها صارت تتفوق علينا اقتصاديا.
انهزمنا أيضا بأرقام قياسية من الأهداف فيما يتعلق بفهمنا للديمقراطية، الهزيمة في الديمقراطية هي أقسى أنواع الهزائم. اننا نعيش تناقضا رهيبا . نغضب من الهزيمه ثم نمدحها .

هذه الثقافة، ثقافة تمجيد الهزيمة، هي التي تجعلنا نبقى دائما في قعر البئر، بل تجعلنا لا نبذل أية محاولة من أجل الصعود، لأننا استطبنا الجلوس حيث نحن. أعجبنا نومنا في حضن التخلف والهزائم في كل شيء.

 


تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك