أيا ... نواب الأمه كونوا عند ثقة الشعب بكم !
لقد أفتتح جلالة الملك في وقت سابق دورة مجلس النواب. وقد شاهدنا جلسات كثيره عقدها مجلس النواب تحت قبة البرلمان بعد خطاب العرش السامي,
المجلس السابق شهد في أبرز ما شهده إقرار تعديلات دستورية كانت نتيجة للحوار الوطني الشامل الذي أقيم بدعوة من جلالة الملك المفدى. هذا كان الإنجاز الأبرز، في وقت مازال الناس فيه يتطلعون إلى البرلمان بانتظار أن تسفر عن حراكه نتائج مؤثرة في واقعهم المعيشي.
االكل ترقب لكلمة جلالة الملك المفدى في افتتاح المجلس وماذا ستتضمنه كخارطة طريق للمرحلة القادمة. المفارقة هنا بأن كلمات الملك دائماً ما تضع خريطة طريق واضحة بشأن التطوير الداخلي والحرص على مصلحة المواطن كأساس لها، ومع ذلك نجد أن كثيراً ممن يستمعون لكلمات جلالته سواء أعضاء في النواب أو الاعيان لا يعملون بشكل جدي بموجبها بحيث تكون النتائج سريعة في شأن تطبيقها، والدليل أنه لو تم العمل بجدية لتفعيل كل رؤى القيادة المعنية بتحسين أوضاع الناس لما كان المواطن الاردني مستمراً في شكواه وانتقاده لأداء البرلمان ومن يمثله بداخله.
تذكروا هذا الكلام، بعد كلمة جلالة الملك حفظه الله خرج أغلب أعضاء مجلس النواب بتصريحات في وسائل الإعلام للتعقيب على الكلمة، وللإشادة بمضامينها، وذكروا أنها تمثل لهم “خارطة طريق” للعمل في المرحلة القادمة.
هنا على المواطن أن يسجل كل ما يقال من قبل كل شخص فيهم، إذ “الجدارة” لا تكون بالكلام أو بالتأكيد على رؤية الدولة والقيادة على الورق، بقدر ما تكون في تطبيق هذه المضامين والأهداف فعلياً على الأرض.
في كل دور انعقاد جديد يقدم لكم جلالة الملك مشكوراً “خارطة طريق” تتضمن طموحاته وتتطلعاته التي تتسق مع تطلعات شعبه، فهل نجحتم في تطبيق خارطة الطريق هذه؟! هل نجحتم في تلبية طموحات القيادة وطموحات الشعب؟!
الكراسي والمناصب تغير الكثير من الناس، وفي حالة نواب الشعب لدينا أمثلة عديدة على نواب كانوا أقرب للمواطنين -أو بالأصح الناخبين- من حبل الوريد خلال حملاتهم الانتخابية، وبعد الوصول للمناصب والتنعم بالمزايا العديدة قطعوا هذه “الأوردة” بل وأخذوا يعاملون الناس من فوق بروج عاجية. هذا واقع مرير للأسف لا يمكن تجميله، لكن يمكن استثناء منه بعض العناصر التي مازالت تعمل لأجل الناس.
عموماً، هل يمكن لنوابنا الكرام أن يلتفتوا قليلاً إلى الشعب؟! هل يمكنهم وضع أجندة متفق عليها في جلساتهم يحددون فيها للناس ماذا سيفعلون في دورتهم البرلمانيه هذه؟!
هل هي مسألة صعبة عليهم بأن يخرجوا من الجلسة ويعلنوا في بيان شامل للناس، ونكرر بيان موجه لـ«الناس”، بأنه في هذه الدوره سينحصر حراك النواب تحت القبه على حل هموم الناس وتحقيق تطلعاتهم؟!
هل يمكنكم الخروج بمثل هذا البيان الذي يتضمن تعهداً للناس ولناخبيكم بأن الأمور الهامشية والقشور لن يكون لها نصيب في عملكم قبل الاجازه البرلمانيه؟! وأن الأجندة ستتضمن مسائل ستحل واحدة تلو الأخرى ابتداء من أول جلسه لكم، بحيث تحددون العناوين الرئيسة كحل مشكلة الإسكان، زيادة الرواتب، محاربة الفساد محاربة إجرائية لا كلامية، تعديل قانوني التقاعد المدني والضمان الاجتماعي، إقرار بدلات ثابتة للناس تكون حقوقاً لهم لا “يذلون” عليها مثلما يحصل مع علاوة الغلاء، إقرار تأمين صحي للمواطنين الغير منتفعين، والقائمة تطول وتطول؟!
الناس تنتقد النواب -بعضهم وليس كلهم- ليس بغضاً فيهم أو لأي شيء آخر، بل فقط لأن كثيراً منهم رفعوا شعارات رنانة كلها لامست هموم الناس خلال فترتهم الانتخابية، لكن مفعول هذه الشعارات انتهى بمجرد انتهاء عملية الفرز وإعلان نتيجة الاقتراع. فلا تلوموا الناس إن حسوا بأن هناك من خدعهم، ومن تسلق على ظهورهم نتيجة لذلك.
عموماً لديكم “خارطة طريق” جديدة أعلن عنها جلالة الملك، مرتبطة بالتأكيد بتطلعات وهموم الناس، بالتالي الكرة في ملعبكم، كيف ستطبقونها وكيف ستعملون على تحقيق ما فيه صالح وخير الشعب؟!
هذا الشعب ومن صوت لكم همومه وتطلعاته “أمانة في أعناقكم”، فرجاء كونوا على قدر هذه الأمانة. هذا في حال مازلتم ترون ثقته “أمانة” تحملونها!!