المزيد
سوق الحمام في عمان: "كشّاشون" وحكايات.. وعالم متنوع

التاريخ : 14-04-2013 |  الوقت : 10:17:53

يحتشد "كشيشة" الحمام صباح كل يوم جمعة، في شارع قريش بعمان، الذي يعرف بين "الكشيشة" باسم "سوق الحمام" نسبة إلى الحمام الذي يباع ويشترى في اليوم نفسه عشرات المرات.
ويوجد في هذا السوق أغرب أنواع الحمام وأجملها على الاطلاق، وتعتبر أسعارها في بورصة الحمام الأغلى مقارنة بباقي الطيور والحيوانات الأليفة التي تباع في هذه السوق، لكنها في الوقت ذاته تشكل خطرا وبائيا وبيئيا، سواء على القاطنين بجوار السوق، أو على المارة، وأحيانا على "الكشيشة" أنفسهم، الذين لا يبالون بأي أخطار قد يسببها عشقهم للحمام.
ويتحول شارع قريش إلى "سوق" غير قانونية مكتظة لبيع الحيوانات من مختلف الانواع، وسط أصوات مرتفعة لتجار وصبية يعرضون بضاعتهم من الحيوانات المقفصة أو المقيدة في حبال، إلى جانب أشخاص يتهافتون للحصول على ما تهوى أنفسهم، وبالسعر الأفضل.
وتعد سوق الحمام عالما مختلفا، وتشهد منافسة حقيقية بين تجار ومرتادي هذه السوق، فمن يمتلك الحيوان الأفضل أو الطائر ذا الصوت الأجمل هو من يحصل على سعر مميز.. وهو عالم يضع زواره في حيرة تامة، ممن يتساءلون عمن يقف وراء إنشاء هذه السوق، وفي هذه الفترة المحددة، من كل يوم جمعة بالتحديد.
وتدور أسئلة عديدة في ذهن المارين بالسوق، من قبيل: هل بيع هذه الحيوانات مسموح؟ وهل يعرف أولئك التجار والباعة عن قانون حماية الحيوان او اتفاقية المتاجرة بالأحياء البرية المهددة بالانقراض؟ وأين الرقابة الصحية على هذه السوق، خصوصا وأن انفلونزا الطيور تجتاح العالم جراء سلوكات خاطئة؟
كما تدور أسئلة اخرى في خاطر أي شخص يهتم بالبيئة والحياة البرية، ممن شاءت له الصدفة زيارة هذه السوق أو السماع عنها.
حسام فتى يافع لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره، يعمل بائع حَمام، يوضح ان الظروف الصعبة التي مرت بها عائلته ووفاة والده وتركه المدرسة، فضلا عن ظروف والدته التي تعاني من شظف العيش، كل ذلك جعله يفكر في مساعدتها، وهذا ما دفعه للمساهمة في معيشة عائلته منذ الصغر، حيث اعتاد منذ زمن ان يقوم بتربية الطيور وجعل سطح منزله مليئا بالاقفاص والطيور التي تصل أعدادها إلى 75 زوجاً، مبينا انه يعيل عائلته وإخوته لغاية الآن، ويقول إن "الحمام أصبح عائلتي الثانية". 
وعند التجول في هذه السوق، تشاهد عشرات الأقفاص لطيور مختلفة الألوان والأنواع، كالقردة والكلاب مختلفة الأنواع، والأرانب التي يبتاعها المارة للتدجين والأكل، في حين تبحث قطط مختلفة الأشكال عمن يقتنيها ويخلصها من أقفاصها المقيتة.
وتتعالى زقزقات الطيور بأنغام مختلفة، ومعها أصوات المنافسة المشتعلة بين البائعين، حيث يعتز كل بائع بالطيور التي يقتنيها، فيبدأ بالمناداة بأن هذا الطير ينتمي لسلالة تتعرض لخطر الانقراض، كي يبيعه بأسعار عالية جدا.
ويبدو أن "العمّانيين" الذين يتداولون بيع وشراء هذه الطيور والحيوانات غير عابئين بالأوبئة التي قد يصابون بها أو يتناقلونها بين بعضهم البعض، لا سيما في ظل غياب رقابة الجهات الرسمية، وعلى رأسها وزارات الصحة والبيئة والزراعة عن هذه السوق.



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك