ميادة.. ضحية فقر وظلم اجتماعي تفجر مشكلتها بمحاولة انتحار من جسر عبدون
وكالة كل العرب الاخبارية : بعد أن تقطعت السبل بالثلاثينية ميادة (اسم مستعار)، لجلب انتباه المسؤولين لمعاناتها الإنسانية، لجأت، في محاولة يائسة، إلى التهديد بمحاولة الانتحار من على جسر عبدون.
ميادة، وقبل توجهها إلى جسر عبدون أمس، اتصلت بـ"الغد"، لشرح معاناتها التي امتدت لسنوات، حيث بدأت بعنف من الزوج، وظلم أقرب الناس، ولم تنته بأن تعيش اليوم بإعاقة حركية تلازمها.
مصادر مقربة من ميادة، توضح أن الشابة الثلاثينية كانت ضحية لما يعرف بـ"جريمة شرف"، قبل نحو 7 سنوات، إذ أقدم أحد أفراد أسرتها على إطلاق النار على ساقيها، بعد أن تقدمت بطلب لطلاق ثان من زوجها، الذي كان يعنفها باستمرار، إذ اعتبرت أسرتها حينها أن طلاقا ثانيا سيضر بسمعة العائلة.
العناية الإلهية لطفت بميادة، وكتبت لها أن تعيش، لكنها فقد ساقها يومها، فيما تعاني ساقها الثانية، التي تعرضت لإصابة شديدة، من وضع مزر، ومهددة بالبتر في أي وقت، ما لم تجر لها عملية جراحية بأسرع وقت ممكن.
ورغم الظروف الصعبة، تمكنت ميادة، على ما قالت لـ"الغد"، من العيش حياة كريمة، بعد أن قررت الاعتماد على ذاتها، والعمل في تحضير الطعام في منزلها، وبيعه وفقا لنظام التواصي، فضلا عن صناعة المخللات والمعجنات والحلويات، لكن إجراء عملية جراحية تصل كلفتها الى نحو 5 آلاف دينار، فاق قدراتها المالية المحدودة، وحتى قدرات بعض أهل الخير، ممن يمدون يد المساعدة لها.
تقول ميادة "تقدمت بطلب للحصول على إعفاء طبي (تأمين صحي)، لكن طلبي جوبه بالرفض، لأسباب لا أعرفها".
وتتابع "لا أدرك كيف يحصل من يركب سيارة فارهة على إعفاء طبي، فيما امرأة وحيدة وذات إعاقة معدومة الدخل تحرم من هذه الخدمة".
وتزيد "في حال فقدت ساقي الثانية، فأنا لا أريد الحياة، حينها سيكون الموت أرحم بكثير، تعذبت كثيرا في حياتي، ولكن فقداني لساقي الثانية، سيعني أني سأصبح عالة طوال حياتي، وهو أمر لن أحتمله".
وبحسب مصادر الدفاع المدني، فإن رجال الدفاع المدني، وبالتعاون مع الأمن العام، نجحوا أمس بإقناع الفتاة، بالعدول عن قرار الانتحار من على جسر عبدون، وذلك بعد مدة من الحديث معها، ليتم لاحقا تحويلها إلى مركز أمن زهران، للوقوف على أسباب محاولة الانتحار.
لربما الانتحار في هذا الوقت تحديدا لم يكن هدف ميادة، من التوجه الى "جسر عبدون"، وربما كان فقط بمثابة صرخة يأس، لم يستجب لها أحد بعد.
أحد المقربين من ميادة يوضح أنه بعد أن نجح الدفاع المدني في إقناعها بالعدول عن الانتحار، تم نقلها إلى المركز الأمني، ومن بعدها إلى محافظ العاصمة، الذي وقعها على تعهد بعدم تكرار فعلتها، لتعود بعدها إلى منزلها المتواضع، في أحد أحياء عمان الشعبية دون تحقيق غايتها.