المزيد
الجنرال المجالي.. من الدبلوماسية و"الأمن الناعم" إلى موقع "حجر الرحى" في حكومة النسور الثانية

التاريخ : 01-04-2013 |  الوقت : 02:46:26

وكالة كل العرب الاخبارية :  ودع مدير الامن العام السابق الفريق اول ركن حسين هزاع المجالي أول من أمس مديرية الامن العام، ليتسلم حقيبتي وزارتي الداخلية والبلديات، بعد ان قضى عامين ونصف العام، مديرا لجهاز الامن العام، كان قبلها قد شغل، ولنحو خمس سنوات، موقع سفير الاردن في مملكة البحرين، لتشكل هاتان الحاضنتان، بخبراتهما الامنية والسياسية والدبلوماسية، ارضية تؤهله اليوم ليتسلم حقيبة الداخلية، ملحقا بها حقيبة البلديات.
ولا يتوقع مراقبون ان يكون المجالي وزيرا عاديا في حكومة عبدالله النسور الثانية، بل ربما كان الرجل القوي الثاني بعد الرئيس النسور، ما يمكن وصفه معه بـ”حجر رحى”.  
بدأ المجالي حياته العملية ضابطا في القوات المسلحة. ولمع نجمه كشخصية عسكرية، عندما كان مرافقا خاصا للمغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، وانتهى عمله بالقوات المسلحة، بعد أن تقلد رتبة لواء، وكان آنذاك قائدا للحرس الملكي. وفي العام 2005 التحق بالعمل الدبلوماسي، حيث صدرت الإرادة الملكية السامية بتعيينه سفيرا اردنيا لدى مملكة البحرين.
خلال عمله سفيرا للأردن، لمدة خمس سنوات في المنامة، استطاع المجالي صقل خبراته العسكرية بدبلوماسية السفير، وكان له دور بارز في توطيد العلاقات الاردنية البحرينية، وعلى كافة الاصعدة، وهي العلاقات التي ما تزال حتى هذه اللحظة تتسم بودية وحرارة مطلقة، كما كان قريبا من الجالية الاردنية في البحرين، وعزز من دعمها وفرصها.
المجالي واصل مسيرته العملية، عندما تم اختياره مديرا للأمن العام قبل نحو ثلاثة اعوام، حيث جاء في مرحلة، هي الاصعب بالتاريخ السياسي الاردني الحديث، مقارنة مع مديري الامن العام السابقين، ممن عملوا في مراحل الاستقرار السياسي، لكنه الرجل تمكن خلال هذه المرحلة من عبور عواصف الحراك والربيع العربي والاردني بأمان، اذ أظهر لباقة دبلوماسية في مخاطبته المعارضة، وتحلى بضبط نفس وحنكة امنية، مغلفة بالسياسة، بعد ان رفع شعار “الامن الناعم”، الذي حافظ من خلاله، على بقاء الربيع الاردني “أبيض”، ولم يحوله الى أحمر دموي، كما في دول عربية أخرى، تحولت الى فوضى امنية وسياسية، ما تزال قائمة حتى الآن.
شعار الامن الناعم، الذي رفعه المجالي، جعله لاعبا اساسيا في الاحداث والاعتصامات والمسيرات، التي نظمها الحراك الاردني اسبوعيا على مدار اكثر من عامين، ما جعل تجربته تلقى الاستحسان والاشادة من قبل عدد كبير من المسؤولين الأمنيين العرب، ممن التقوه في مؤتمر الشرطة العرب في بيروت قبل عام ونصف، وغيرها من المناسبات الشرطية العربية، حيث طلب منه اكثر من مرة تقديم شرح تفصيلي عن نجاح التجربة الاردنية في التعامل مع الربيع الاردني.
وإضافة الى خبراته التي اكتسبها خلال عمله في القوات المسلحة والخارجية والأمن العام، فإن المجالي يمتلك ورقتين رابحتين، يستخدمهما في الوقت المناسب، عندما تتأزم الاوضاع، الاولى أنه كان الحارس الشخصي للمغفور له الملك حسين بن طلال، والمسؤول الاول عن أمنه، وهي الفرصة التي شكلت اطلالته الاولى امام رجالات الدولة والرأي العام.
اما الورقة الثانية، فهي انه نجل رئيس الوزراء الاسبق الشهيد هزاع المجالي، الذي يحظى بحب الاردنيين من شتى أصولهم ومنابتهم كشخصية وطنية بارزة حفرت عميقا في التاريخ الاردني الحديث، والذي ما تزال حادثة اغتياله مطلع ستينيات القرن الماضي عالقة في اذهان جيل كامل من الاردنيين.
اليوم يباشر المجالي عمله، وزيرا للداخلية، إضافة الى مهام حقيبة البلديات، ويراهن مراقبون ان يواصل الرجل المزيد من التطوير لنظريته في الامن الناعم، خاصة انه لم يبتعد كثيرا عن قيادة جهاز الامن العام، كما انه في منصبه الجديد لن يكون بعيدا عن الحراك الشعبي، فالحكام الإداريون ورؤساء البلديات، وبصفتهم القانونية، هم مفتاح الاداء الحكومي في المحافظات. 
كما أن المجالي بات اليوم في مقدمة الفريق الحكومي، ولاعبا أساسيا، بعد حمل حقيبتين “سيادية وخدماتية” في حكومة عبدالله النسور الثانية، وهو موقع لا يستبعد مراقبون ان يفتح امامه طريقا لمواقع سياسية متقدمة في مقبل الأيام.



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك