الانظمة السياسية العربية وثورة الشعوب
![]() قامت الانظمة السياسية العربية في التاريخ الحديث إما على افكار سياسية أو مشيخة قبلية أو على اعقاب ثورات شعبية ضد الاستعمار الاجنبي واخذت تلك الاخيرة تتطور لتأخذ اشكال مختلفة منها الاسلامية والاشتراكية والراسمالية، جاء ذلك نتيجة الظروف الدولية خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية مروراً بفترة الحرب الباردة وظهور المعسكرين الشرقي والغربي حيث تأثرت تلك الانظمة بالتجاذبات السياسية وبسياسات تلك الانظمة المتمثلة بالدول العظمى وفرض نفوذها على مستوى العالم، للانظمة العربية ذات الطابع الثوري العسكري كان لها الدور الكبير من حيث القبول والتأييد الشعبي في تلك المرحلة بحيث اكتسبت شعبية كبيرة تركزت في شعور الفرد بالحرية من الاستعمار لكن هذه الحرية ما ان تخلصت من شر الاستعماربشكله الجغرافي العسكري والسيطرة والنفوذ حتى سقطت في ظل نظام استبدادي دكتاتوري يركز في ظاهره على المبادئ القومية والوحدة الوطنية وخلق حالة اللا حرب واللا سلم مع الكيان الصهيوني من مبدأ ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة) وتقديم نفسه على انه المخلص الوحيد والفعلي للامة العربية والمنتصر لقضاياها، ولكن باطن تلك الانظمة كانت تركز على حماية فكرة تلك الانظمة وقيادتها وحماية مصالحهم الشخصية جاء ذلك من خلال فرض وبسط النفوذ والقيود على الشعب وسن القوانين والانظمة المقيدة لحرياتهم والمقيدة في مشاركتهم في قيادة دفة الحكم، من خلال خلق غطاء حماية دولية وبناء علاقات إما معلنة او غير معلنه مع الانظمة الغربية التي تندد فعليا بالمبادئ التي تقوم عليها تلك الانظمة وتكمن المصلحة الغربية هنا في خلق حالة من الاستقرار الشعبي وبسط النفوذ وتقييد حرية تلك الشعوب من خلال انظمتها التي كانت تمجدها شعوبها وتثق بها وذلك من الناحية الامنية، اما من ناحية المصلحة الفعلية الغربية فتأتي من خلال إما دعم هذه الانظمة او السكوت عنها ، و تكمن المصلحة العليا لسياسة الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية الاقتصادية من جهه والسياسية من جهه اخرى حيث تعد الدول العربية هي المصدر الاكبر في استخراج النفط والغاز وغيرها من الثروات الطبيعية التي في حال تمت السيطرة عليها فأنه من الطبيعي سوف يتم التحكم في الاقتصاد العالمي اما الناحية السياسية فهي خلق حالة الهدنه مع الدولة الاسرائيلية التي يعد المساس بها هو المساس بالمصالح القومية للدول الغربية وبالتالي يعتبر وجود انظمة عربية شبيهة بتلك الانظمة التي سقطت بعضها والبعض الاخر على طريق السقوط سيعمل على اعطاء الفرصة لدولة اسرائيل من تقوية نفسها من كل الجوانب الاقتصادية والعسكرية والانثروبولوجية وكذلك تفريغ واضعاف الدول العربية من تلك الجوانب . وبالتالي فأن ما نشهده الان من تغير يحدث على ارض الواقع في بعض الدول العربية واسقاط انظمة تلك الدول فانه يعدينا الى الماضي والى نشأة هذه الانظمة التي استبدت شعبها وقمعته بحجج قد اسلفنا ذكرها وهنا يجب ان نفخر بهذه الشعوب التي خرجت عن صمتها وحررت نفسها من العبودية مع خوفنا من تكرار سيناريوهات وسياسات سابقة قد تكون قد اعدت من قبل الغرب بتواطؤ داخلي وهنا تجدر الاشارة الى ضرورة وضع خطط مستقبلية لحماية تلك الثورات لترسي اوطانها على بر الامان واعادة تشكيل الدولة بالمفهوم الحقيقي القائم على مبدأ السيطرة الكاملة على سياستها ومقدراتها ومكنوناتها وخلق فكرة ورؤية يتبناها جميع ابناء الدولة وعلينا النظرالى تلك الدول التي تسعى دائما للنهوض بدولتها انطلاقا من مقدرات الشعب وقدراته الذاتية. تعليقات القراء
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد
|
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
تابعونا على الفيس بوك
|