نعم الأسره هي الدائرة المتكاملة ، إن تداخل فيها الخير جاءت المحصلة خيراً، وإن إختل فيها جزء تختل الاجزاء الباقيه، فإن جملنا سلوكنا بالمحبه، والعطاء، والتقدير لابنائنا , فما لا شك فيه أنهم سيردون بمثل تجاهنا ويبادلونا حباً بحب، وعطاء بعطاء، فالأبوان عليهما أولاً، أن يبدءا بتعليم الطفل أصول دينه كالصلاة، والعبادات، وتقوية الوازع الديني لديه، ومراقبة الله تعالى في كل مسلك. وهكذا يؤمنان له الحمايه الروحيه , كما عليهما ألا يعاملا طفلهما بقسوه , فالقسوه لا تولد إلا القسوه وقد أكد على ذلك خير الأنام بقوله (ما كان الرفق في شئ إلا زانه وما أنتزع من شئ إلا شانه ) .
ويتبع القسوه بنود الضرب، والايذاء الجسدي، والنفسي، والتعنيف بصوره جميعاً، والمساواه بين الاولاد والبنات، في المعامله ضروره ملحه حتى لا تنشأ عنها عقد نفسيه يصعب علاجها .
إضافه إلى ضرورة التمثل للأبناء كقدوه في الخير، حتى يفعلوا مثلنا، أي أن يعتادوا الأمر , ومن هذا تحبيبهم بعمل الخير، ومساعدة الفقراء، وذوي الحاجه ،والمرضى ،وكذلك مصاحبتهم للأماكن الطيبه، كالمساجد مثلا، والمتاحف، حيث يمكن أن يتعلموا معاني الرجوله، والانتماء، والوطنيه، ويحبون تاريخهم، ويتعلقون بوطنهم .
يضاف لكل هذا، ضرورة أن نتحمل اخطاءهم، ولكن دون أن نجيزها كل مره , وفي حالة العقاب ليكن دون أذى جسدي أو سخريه أو إنتقاص من كرامته أمام إخوته أو أمام الغرباء , كما يمكن توضيح الخطأ البسيط المتكرر من خلال قصه تكرهه في هذا العمل وتبعده عنه .
ومن المفيد اشراكهم باتخاذ بعض القرارات الهامه في حياتهم، حتى يعرفوا معنى اتخاذ القرار .فأبناؤنا من زمن غير زماننا، ولا تصلح طرق التربيه القديمه كلها معهم وهنا نذكر قول علي بن ابي طالب - كرم الله وجهه - ( ربو ابناءكم لزمان غير زمانكم ) ولنكن أصدقاء لأبنائنا، ونعتاد سماعهم، وعدم اهمال أحاديثهم مهما انشغلنا، فهذا يقرب بيننا وبينهم ويساعدهم ألا يكبتوا مشاعرهم في داخلهم . إضافه الى غرس الثقه بالنفس، وحب الذات بلا انانيه، وتنميتها فيهم، واكتشاف قدراتهم ومواهبهم، وتشجيعهم على الاستقلاليه، وزرع الانتماء للأسره والوطن، وتعريفهم بهويتهم، وتوضيح فروقاتهم عن الاخرين وتميزهم بها.
وعلينا ايضا ان نشجعهم على البحث والتفكير والسؤال عما لا يعلمون واجابتهم اجابات صحيحه حتى لو كانت اسألتهم محرجه فاجابتك شبه الكامله ستكفيهم دون الخوض في تفاصيل ما تتحرج من شرحه. وان لم تجبهم أنت فهم سيبحثون عمن يملأ لهم هذا الفراغ سواء بالمدرسه أو الرفاق أو الأنترنت وأنت لا تضمن ما سيحدث لو فعلوا ذلك، فكن أنت مصدر معلوماتهم لتضمن سلامتهم .
ومن واجبنا كأباء أيضا، أن نثني عليهم، ونمدحهم ونزيد من احساسهم بالمسؤولية اتجاه الأخرين، والمجتمع، وأن نوفر لهم الأمان إضافه، للأساسيات كالماء، والمشرب، والملبس، والتعليم, فتوفير هذه الامور وحدها ليست هي الأبوه بل هي أن يشعر الطفل بوجودك دائما معه . ومن أهم النقاط ، تواصلهم مع التكنولوجيا واتقان اللغات الحديثه وتعريفهم بأخطار التكنولوجيا إضافه لمنافعها . ومن المطلوب ترغيبهم وتعويدهم على القراءه حتى تزداد ملكاتهم الأدبيه ويثرى خيالهم وتزداد ثقافتهم، ويتحرروا من قيود العقل الجامد إلى حرية الابداع الفكري . ويجب أن لا نقحم ابناءنا بمشاكلنا الخاصه، حتى لا ينشأ لديهم إحساس بالذنب , ويضاف لهذا عدم اطلاق الحريه للطفل، وتحقيق كل مطالبه من باب تعليمه مخالفة الهوى، وحتى يعلم أنه قد تمرعليه ظروف صعبه لا يمكنه فيها نيل مراده . وعلينا أن نعرف أصدقاءهم ،ولا ننتقدهم، ونتابعهم دون أن نتسبب في خنق أولادنا فينفروا منا . وعلى الأباء ألا يعتادوا المبالغه بالخوف على الطفل واخافته فكل شئ بقدر من الله وهكذا يشب شجاعا .
وأهم ما أذكر , أن يعتاد رؤية برنا بوالدينا، ومعاونتنا لهما فنحن قدوته وقد يأتي يوم نحتاج فيه الى بره بنا .