المزيد
الإسلام دين الجميع!

التاريخ : 13-03-2013 |  الوقت : 09:57:41


«لا تتجاوزوا حدود الاحترام، يعجبني التحدث في الموضوع من دون مقدمات، والمطالبة بالحقوق من دون تجريح أحد، سواء كان لمتهم أو مطالب بحق، فهذا لن يجدي بل يضيق صدور الجميع، والرجاء من الجميع الالتزام باختيار الكلمات بأسلوب محترم، لأن كل إنسان هنا له احترامه، نحن بشر وجلّ من لا يخطئ، لكن الاحترام فرض على الجميع»، كلمات قالها القاضي فلاح الهاجري بالجلسة الثانية لمحاكمة المتهمين في قضية «التنظيم السري»، تعكس باختصار شديد جو الاحترام السائد داخل قاعة المحكمة، الذي لاحظه كل من حضر في قاعة «الاتحاد»، أمس.
كل الحقوق مصانة في قاعة المحكمة، المتهمون سمح لهم بالتحدث والتعبير عن كل شيء، لم أشاهد القاضي يقاطع أحداً، إلا بعد أن ينتهي الوقت المحدد له للكلام، عبروا واشتكوا وبالغوا أحياناً، ومع ذلك كان صدره واسعاً حتى مع من تعمد منهم اتباع أسلوب التهكم بصورة أو أخرى.
والاحترام كذلك كان سيد الموقف في تعامل رجال الأمن مع الموقوفين وأهاليهم، كانوا على درجة كبيرة من الرقي والتعامل الحضاري، ولم أشاهد أو أسمع أي موقف، أو كلمة، فيها تجاوز على حرية شخص، أو كرامته، أو إنسانيته من قبل رجال الأمن داخل القاعة.
والاحترام هو سيد الموقف، أيضاً، من قبل غالبية أهالي المتهمين، فلم نسمع صراخاً أو تجاوزات كلامية من أي منهم، وكانت للمحكمة هيبتها ووقارها، وبما أن القاضي نجح وببراعة في تسيير الأمور، واستيعاب الجميع، كانت ردات فعل المتهمين والأهالي، أيضاً، في الإطار ذاته، فبادلوه الاحترام والتقدير، واستمعنا إلى عدد من المتهمين يثنون عليه، لدرجة أن أحدهم أخذ يكرر ـ لأكثر من أربع مرات ـ موجهاً كلامه إليه: «أنت ريال طيب»!
وكذلك كان رجال الصحافة والإعلام، مارسوا ضبط النفس حتى مع تلميحات و«نغزات» بعض أهالي المتهمين بين فترة وأخرى، والتي تجاوزت الكلمات إلى «الدعاء» أحياناً، ومع ذلك لم أسمع أي ردة فعل غير أخلاقية من أي صحافي داخل القاعة أو خارجها، كان هناك نوع من تقدير الموقف، واستيعاب الأمور، ومراعاة الحالة التي تمر بها النساء خصوصاً، فمهما اختلفنا مع المتهمين وتنظيمهم وفكرهم، إلا أننا نبقى أبناء وطن واحد، نحمل معاً الأخلاق الإسلامية والعربية، نوقر النساء، ونحترم كبار السن، وإدانة المتهمين أو براءتهم اختصاص هيئة المحكمة، وهذا أمر لا علاقة للاحترام به.
لم نلتفت، ولم نرد، ولم نتفوه بكلمة تجاه أهالي المتهمين، فنحن نتألم لهم، ونقدر ظروفهم الصعبة، فلا علاقة لهم بذنب غيرهم، لكن ما يلفت النظر بشكل عام، أن هناك من يعتقد أن الإسلام دين له وحده، وبقية المسلمين ليسوا كذلك، نعم هناك من يعتقد ذلك، ويتصرف على هذا الأساس مع مخالفيه فكرياً، وهذا أسوأ ما في هذا الفكر، فإن كان الإسلام ديناً عالمياً نزل على الإنس والجن، فكيف نجد اليوم من يحتكر هذا الدين، ويفصله ويفسره كيف يشاء؟!
متى يقتنع هؤلاء أننا مسلمون في دولة عربية وإسلامية، ولا مبرر لوجود تيارات وأفكار من هذا النوع، فكل من في القاعة، قال «الله أكبر»، عندما طلب متهم من الحضور التكبير قبل الجلسة!


تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك