إسرائيل تتحدى نفسها ... فشعلة الثورة لن تنطفيء !!
ما زال الكيان الصهيوني الغاصب ، عبر تاريخه الأسود، الملطخ بالدماء والملوث بالدسائس ، والإغتيالات والمجازر . لم يستطع لغاية اليوم من إطفاء شعلة الثورة الفلسطينية العظيمة بإصرارها، وبرجالاتها، وبشهدائها الخالدون، والتي إنطلقت منذ بدايات القرن الماضي، عندما بدأ الصهاينة بالهجرة المتزايدة لأرض فلسطين وتشكيل كيانهم القذر، وإنشاء المستعمرات، والعصابات المسلحة ،التي إرتكبت العديد من المجازرفي عدة قرى فلسطينية، في ظل صمت عالمي وتخاذل عربي وتأمر من الدول العظمى لتنفيذ الأجندات الصهيونية القذرة .
ورغم جميع الحروب التي خاضتها إسرائيل مع الدول العربية الضعيفة وقتها لخروجها القريب من براثن الاستعمار الغربي الامبريالي . وقلة امكانيات المقاومة الفلسطينية المسلحة من حيث قلة السلاح والتجهيزات العسكرية المتواضعة والذاتية . إلا أنهم لم يتمكنوا من اسكات صوت البندقية الفلسطينية التي أبت أن تنثني عن القتال المقدس مع الغاصب الصهيوني .
فالكيان الصهيوني ، من خلال المنظمات اليهودية المسيطره على سوق المال في العالم الغربي وعلى أغلب الصروح الاعلامية في العالم من صحف ومحطات تلفزة وغيره من أدوات الاعلام ، وكذلك سيطرت اللوبي الصهيوني على معظم المنظمات والهيئات الدولية شبه الرسمية ، ودور اللوبي الصهيوني في الانتخابات الامريكية وفي العلاقات الأمريكية الأسرائيلية ودعمها لأسرائيل ماديا ولوجستياً ، ولا ننسى الدسائس والاغتيالات لمعظم رجالات وكوادر الكفاح المسلح الفلسطيني عبر تاريخ الصراع ، فمعظم من كانت بنادقهم نابضة بالشرر والرصاص ولعبوا دوراً عظيما في تأجيج روح المقاومة الباسلة ضد الكيان الصهيوني قد تم تصفيتهم واغتيالهم ، على أمل انتهاء المقاومة وقبول الشعب الفلسطيني بالحلول الاسرائيلية للصراع .
إلا أن شعب الجبارين وحرائره ما زلن ينجبن الابطال تلو الابطال وأروح شهدائه الأبطال ما زالت تحوم فوق الأراضي المغتصبة ، مؤرقه أحلام الصهاينة . فمن أنجب سعد صايل ووديع حداد وخالد نزال وابو جهاد وماجد ابو شرار وابو علي مصطفى والشيخ احمد ياسين وغيرهم الكثير الكثير ممن روت دمائهم أرض فلسطين الطاهرة وأراضي العالم . جميع هؤلاء لم يموتوا سدى فهم خالدون في ذهن كل طفل فلسطيني يولد وبه جذوة النضال وعنفوان الثورة كما عهدوها لدى أسلافهم ممن قضوا لأجل تحرير فلسطين .
فكل يوم ينام الأسرائيلي وهو خائف على نفسه من حزام ناسف ، أو صاروخ فلسطيني الصنع أو قنبلة أو رصاصة بندقية ، حتى أنهم أصبحوا يرتعبون من الحجارة نفسها، رغم قلاعهم وحصونهم ومستعمراتهم المحصنة بشدة .ورغم سياسات العزل العنصري والتهويد وهدم القرى بكاملها وتهجير أصحابها فهم يعلمون أنهم لم يستطيعوا إطفاء الشعلة الفلسطينية ، شعلة النضال والتحرير الشعلة التي تؤرقهم والتي جعلتهم يعيشون حالة طوارئ وإستنفار أمني منذ تشكيل ما سمي بدولة اسرائيل . ولا ننسى خوفهم من الغد ومما به من مفاجئات عجزوا عن توقعها رغم جميع جهودهم لفهم سيكولوجية الشعب الفلسطيني الذي حيرهم فهمه والذي تميز باصراره ونضاله وتحركه الدائم واللحوح لتكون القدس عاصمته الابدية . لانه شعب لا يعرف الخوف وإيمانه بقضيته ايمان مطلق ولن يقبل بغير تحرير كامل التراب الفلسطيني .
وحتى رغم تبدل طبيعة الصراع والجهود الدبلوماسية التي يبذلها الكيان لتحيد القضية الفلسطينة ، وعزلها عن العالمين العربي والاسلامي . بحيث لا تكون هي القضية المركزية للعالمين العربي والاسلامي ، ونجحت في ذلك من خلال الاتفاقيات التي أبرمتها مع بعض الدول العربية ، كاتفاقية أوسلو، ووادي عربة ، وقبلها كامب ديفيد ، هذا غير الاتفاقيات السرية مع معظم الانظمة العربية والاسلامية ، وجميع المؤامرات على الشعب الفلسطيني من العالم أجمع الا ماندر. ففلسطين في قلب جميع الشعوب العربية والقضية الفلسطينية ، هي القضية المركزية لهم رغم تواطؤ الزعماء والقادة العرب بأنظمتهم الشمولية وأجهزتهم الأمنية التي أنهكت المواطن العربي الذي يلهث لتأمين لقمة الخبز لعياله . وهذا التهميش للشعوب العربية المغلوب على أمرها ، وعزلة الشعب الفلسطيني في نضاله وكفاحه العسكري والسياسي . فما زالت القدس عربية رغم جميع الانتهاكات الصهيونية التي نراها كل يوم وعلى مدار الساعة .
فالشعب الفلسطيني المدرك تماما لحجم معاناته وأنه من سوف يزيل شوكه بيديه ، فنجده نابضاً في رام الله ونابلس والخليل وطولكرم وغزة وجباليا وفي جميع قرى ومدن فلسطين وفي المخيمات وفي بلدان الشتات . شعب الجبارين الذي أبى غير رفع السلاح والنضال على جميع الأصعدة الشعب الذي لم تستطيع اسرائيل بكل جهودها ان تنسيه هدفه وقضيته المصيرية وهي تحرير كامل التراب الفلسطيني ، وسياتي اليوم الذي تتوحد به جميع قوى الشعب الفلسطيني – بفتحه وشعبيته وديموقراطيته وحماسه وجهاده الاسلامي وجميع فصائله – للوقوف صفاً واحداً في وجه الطغيان الصهيوني ، الذي هو يعلم أن يومه بات وشيكاً وأن شعلة النضال تقوى وتلتهب وستبقى للأزل رمزاً للكفاح العالمي لجميع الشعوب وطالبين الحرية وستصبح نهجاً ومنهجاً للنضال وشعلة لكل الشعوب العربية وفي العالم أجمع .
فطوبا لك من شعلة ، والخزي لمن اكتفى بالشجب والاستنكار عبر تاريخه والنصر لكل الشرفاء والمناضلين الذين أبوا التنازل عن حقهم في النضال والجهاد المقدس . والخلود للشهداء الذين استشهدوا لتصل الينا الشعلة تنفث جحيماً وحمماً في وجه الغاصب .
حسين المعايطة
Zaid-5431@hotmail.com