الإمارات وطن العدل
![]() المشهد، من أوله إلى آخره، جدير بالحضور والمشاهدة: هنا تتحقق، على أحسن ما يكون، إمارات العدل والإنسانية . هنا في قاعة الاتحاد . في المحكمة الاتحادية العليا، يحاكم التنظيم السري في القضية الرقم 17/2013 أمن دولة، لكن الأجواء توحي، حقاً، بالكثير من الرقي والحضارة . أهالي الموقوفين وعددهم 150 شخصاً بين رجل وامرأة . المتهمون . المتهمات . ممثلو المجتمع المدني الإماراتي . ممثلو الصحافة ووسائل الإعلام، والملاحظة الأولى أن درجة الارتياح عالية في هذه القاعة . هنالك ابتسامة كبيرة تتوزع على الجميع . أكاد أقول الجميع من دون استثناء . الفيصل في هذه القاعة هو القانون . هنالك اتهامات من النيابة العامة . هنالك متهمون ومحامون، وسقف عال من الحرية والاستقلال . كل من يريد أن يتكلم فليتفضل . هذه ساحة قانون وللقانون . ولا أحد يصادر رأياً أو فكرة . حتى “القفشات” الضاحكة تبودلت بين القاضي فلاح الهاجري رئيس المحكمة والمتهمين . وفي القرارات، نهاية الجلسة، استجاب القاضي لعدد من مطالب المتهمين . وبين كل عبارة وعبارة كان القاضي يطمئن المتهمين وأهاليهم: لن يصح إلا الصحيح، والفيصل في هذه القاعة وهذه المحكمة . الفيصل في هذه الأرض . في هذا الوطن هو القانون . الإمارات التي تحقق منجزها في التنمية والاقتصاد والثقافة والمجتمع والرفاه، تحقق منجزها في سيادة القانون، كأن جميع من في قاعة الاتحاد . في محكمة أمن الدولة . في المحكمة الاتحادية العليا، أسرة واحدة . أهل وأخوة وأصدقاء . هذه الأجواء لا تتكرر في الكثير من البلاد . الإمارات بهذا تحقق عنواناً مهماً: لا أحد فوق القانون، بدليل تنوع المتهمين ومهنهم . تبين من خلال كلمة أحد المتهمين أنه في يوم من الأيام كان أستاذ عضو النيابة العامة الذي وجه إليه الاتهامات . هنا يواجه المرء حقيقة خالصة: القانون هو الفيصل، والعدل هو ديدن هذا المجتمع، والجميع أمام القانون سواء . نعم، على أهمية الاتهامات وعظمتها، وكونها مصدر ألم جمعي بالتأكيد، فإن المأمول براءة هؤلاء مما نسب إليهم، من حين الإدانة، فلا فيصل إلا القانون، ولا عنوان . القصد أن أجواء الرقي الإماراتي جديرة بالاحتضان والإنماء، وهذه كلمة مخلصة توجه إلى بعض المنظمات العالمية، ذات الأغراض المغرضة، والتي تأتي دائماً إلى بلادنا بأحكام مسبقة . أمس حاولت أن تدخل قاعة الاتحاد، وقد لا نسلم من براثنها وسمومها . وحجتنا الحجة، وبرهاننا البرهان . هذا وطن مستقبل، وشعبنا يمضي إلى غده بخطوات نعرف أننا نحسد عليها، لكن ليمت الحاسدون بغيظهم . الإمارات للحياة، والمنطلق التنمية مطوقة بالأمن والعدل . تعليقات القراء
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد
|
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
تابعونا على الفيس بوك
|