لا أظن أن إظهار نوع من الصلابة في موقف وزارة الخارجية الأردنية من ملف المعتقل الأردني خالد الناطور سيكون له أثر سلبي على علاقاتنا مع السعودية.
السعوديون يدركون أهمية العلاقة مع الاردن ونحن بدورنا ندرك أيضا قيمة أشقائنا في هذه الايام العسيرة من أزمتنا الاقتصادية، فالعقلانية متوافرة لدى الجانبين والتنسيق اليوم يبدو استراتيجيا أكثر من أي وقت.
طبعا هذا لا يعني الا نأخذ الامر بجدية وسيادية، هناك شاب اردني اسمه خالد الناطور زار السعودية فاعتقل ولم نعرف حتى اللحظة عن أخباره وعن سبب اعتقاله وعن مآلات قضيته.
هنا يجب ان تتحرك الخارجية وتقوم بدورها، فالواجب على سفارتنا في الرياض ان تعرف لماذا اعتقل الناطور واين هو الآن وان توفر له حماية وفريق دفاع مناسب.
حتى اللحظة وبعد مرور شهر ونصف ما زالت الخارجية رخوة في إجاباتها ومتهربة كأنها تستحي من القيام بواجبها في الدفاع عن مواطن اردني يقع ضمن صلاحياتها.
ليس من مصلحة الناطور او البلد ان يكون التصعيد مسيئا او فجا، فالامر أبسط مما نظن، ولا يحتاج الى اكثر من جراءة يجب توافرها في وزير الخارجية وسفيرنا في الرياض كي يوقفوا اللغط ويضعوا حدا للمسألة.
على وزير الخارجية كخطوة أولى أن يطلعنا على أوضاع الشاب الانسانية، لماذا اعتقل، واين يتم توقيفه، وما هي ظروف اعتقاله؟ ومن ثم العمل على سرعة تواصله مع أهله واطلاق سراحة في الخطوة الاخيرة.
خالد الناطور وفق ما ينقله المقربون منه هو شاب مهذب وأنيق في تعامله ولا يستخدم العنف اللفظي، ما يجعلنا نعتقد أنْ ثمة لبس وقع في اعتقاله وقد آن أوان رفعه.
امس الاول اعتصم أهل وأصدقاء خالد الناطور أمام وزارة الخارجية، ولوحظ ان الخارجية لم تستطع الاجابة عن تساؤلات المعتصمين ما اشعرنا بتقصيرها او بأنها تعرف ولا تريد ان تتحدث.
هذا السلوك يشعرنا بالقلق على الشاب الاردني الموجود في سجون الرياض، ويجعلنا نطالب وبشدة بضرورة قيام الوزير بزيارة السعودية واطلاق سراحه وإعادته للوطن.
قصة الناطور ليست حكرا عليه، كلنا معرضون لمثل موقفه، وهنا تظهر الدولة اما انها متخلية عن أبنائها او انها معه أينما كان ونتمنى أن تنتهي المحنة عما قريب لنشعر بالطمأنينة.