ما حدث في الذكري الثانية لتنحي الرئيس السابق مبارك يشير الي بوادر عصيان مدني واضح.. اقتحام محطة السادات لمترو الانفاق وإغلاق مجمع التحرير وقطع كوبري أكتوبر لوقت محدد.. واذا تكررت هذه العمليات فسوف تجد مصر نفسها في حالة شلل تام لن تفلح معه محاولات من في السلطة لعلاج الأمر. نحن اذن إزاء شيخوخة أصابت السلطة السياسية مبكرا بتعبير أستاذنا وأستاذ أجيال من الصحفيين محمد حسنين هيكل عن نظام مبارك تيبست مفاصل الدولة وأصابها الشلل.. توقف الدم عن الجريان في عروقها.. تصور من اعتلوا المناصب في المراكز الحساسة للدولة المصرية أن الأمور قد دانت لهم.. احتقروا جبهة الانقاذ الوطني وتجاهلوها كأنها غير موجودة.. تخبطت تصريحاتهم ما بين تحميل البرادعي وصباحي وموسي مسئولية المظاهرات في نفس الوقت الذي تتهمهم فية بغياب شعبيتهم في الشارع. هؤلاء لم يدركوا أن القوة الحقيقية للتغيير ما زالت موجودة في الشارع منطلقة.. انها قوة الشباب الذي يسعي الي الاصلاح.. ما زالوا يعتبرونهم شوية عيال كما فعل النظام السابق.. مطالبهم واضحة: دستور يعبر عن كل المصريين.. القصاص العادل لضحايا الثورة.. اخضاع جماعة الاخوان للقانون.. حكومة انقاذ وطني.. بدون الاستجابة الي هذه المطالب سوف تتزايد وتيرة العصيان المدني لحظة بلحظة. الناس يلومون الإخوان علي تعنتهم إزاء مطالبهم وازاء تعطيل مصالحهم وتحالفهم مع قطر التي لم تقدم للمصريين شيئا حتي الآن اللهم, الا التصريحات ووديعة لا تمس في البنك المركزي. الناس يتساءلون أين جيش مصر من هذا الصراع الدامي الذي يحصد أرواح المصريين وقياداته تصر علي أن تراقب أمن مصر وعلي الابتعاد عن غمار السياسة التي أصابها لهيبها من تلك الشعارات الرعناء التي انطلقت بلا تمييز ضد تلك المؤسسة الوطنية. الناس في حالة ترقب.. صبرهم ينفذ وقد ينضمون قريبا الي دعوات العصيان المدني لكي يجد من بيدهم الأمر أنفسهم أمام موقف لا يحسدون عليه.