لماذا لا يكون البابا مشرقياً ؟
التاريخ : 17-02-2013 |
الوقت : 11:01:35
دخول بابا مشرقي إلى الفاتيكان يؤكد أن المسيحية جزء أصيل من حضارة الشرق وليس الغرب.
لا يوجد في القانون البابوي النافذ من عام 1945 والمعروف بـ"شرعة فراغ الكرسي الرسولي" ما يمنع اي كردينال كاثوليكي، مهما كانه عرقه أو لونه أو مكان ولادته، من الجلوس على كرسي القديس بطرس أول الرسل، الذي تولى منصبه خليفة للمسيح عليه السلام في عام 33 ميلادي وبقي فيه 34 عاما إلى أن امر الامبراطور نيرون بصلبه منكسا. وما يعرف عن القديس بطرس أنه لم يكن روماني الأصل، بل هو من بلدة (بيت صيدا) الواقعة بجانب بحيرة طبريا، وكان يعمل صيادا في البحيرة، وبعد اختياره بقي بطرس في انطاكيا إلى أن غادرها إلى روما متقلدا منصبه هناك 25 عاما. ويشير تاريخ البابوات إلى أن كرسي روما لم يجلس عليه بعد بطرس سوى اثنين من البابوات من أصل عربي، الأول هو البابا القديس (انسيت) الذي انتخب عام 155 م وحتى عام 166 م وهو من أصل سوري ويحمل رقم 11 بين بابوات روما، تلاه البابا القديس (ساسين) السوري الأصل (سرياني) عام 708 م وهو يحمل رقم 14 بين البابوات، وكذلك كان هناك بابا من أصل افريقي وهو القديس (فكتور) 166م- 189م-، وكذلك البابا رقم 49 القديس (جيلاس). ما نريد قوله إن الكرسي الرسولي في روما شهد انقطاعا طويلا ومستمرا منذ قرون في جلوس بابوات عرب أو مشارقة أو افارقة، حيث تم احتكار المنتخبين لهذا المنصب في أوروبا ، إلى أن وصل الأمر لشبه احتكار للبابوات من أصل ايطالي. وشهدنا في عام 1978 كسرا لهذا التقليد باختيار البابا يوحنا بولس الثاني من أصل بولوني، تلاه البابا الحالي من أصل الماني. ما يطرح اليوم في أروقة الفاتيكان عن ضرورة اختيار بابا من امريكا اللاتينية او افريقيا، مع أن هناك طرحا لاسم أسقف ميلانو (سكولا) ، فلماذا لا يُذكر العرب في هكذا مواقف وهم أصل المسيحية ومن أرضهم انطلقت دعوة السيد المسيح وبالذات من ارض الأردن عندما اعتمد المسيح على الضفة الشرقية لنهر الأردن في (بيت عنيا) على يد يوحنا المعمدان. لا يوجد ما يمنع عربي من تبوؤ الكرسي الرسولي، لا سيما وأن هناك انقطاعا زمنيا كبيرا على ابناء الكنيسة الكاثوليكة في البلاد العربية عامة عن كرسي روما، بعد أن بدأ فيهم، ونحن نتمنى على الاقل أن ينافس أحد الكرادلة العرب الأعضاء في المجمع المقدس وهم : مار نصرالله بطرس صفير وبشارة الراعي من لبنان وبطريرك الاقباط الكاثوليك في مصر انطون نجيب وعمانوئيل دلي بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق. لا يوجد دين في العالم يحظر الرئاسة في قومية أو عنصر محدد، لأن الدين يوحد الناس على المحبة ولا يفرقهم، ومن هذا المنطق نأمل أن تتاح للكرادلة العرب فرصة المنافسة، في ضوء اهتمام الفاتيكان وانفتاحه على الاسلام وعلى منطقة الشرق الاوسط لتبديد المخاوف من تجدد الصراعات الدينية التي عانى منها العالم كثيرا. إن وجود بابا مشرقي في الفاتيكان يبعث رسائل مهمة لجميع الاتجاهات ، أولها للمسيحيين العرب ليزدادوا ثقة بأنفسهم وباوطانهم، وثانيها إلى الكنائس الشرقية عامة من أجل العمل على إنجاز مطلب الوحدة الكنيسية، ورسالة ثالثة لمسيحيي العالم للتأكيد على أن الأراضي المقدسة موجودة في فلسطين والأردن وأن المسيحية جزء أصيل من حضارة الشرق وليس الغرب، وهو ما يحتم على العالم اجمع العمل من أجل إحلال السلام والمحبة ونبذ الاستعمار والعنف والإرهاب.
|
|
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق