المزيد
انشقاق إقليمي في "الإخوان"

التاريخ : 16-02-2013 |  الوقت : 09:54:57

ما قاله الدكتور محمد المجالي، القيادي في الاخوان المسلمين والناشط في المبادرة الاردنية للبناء " زمزم" ، ونقلته لاول مرة وكالة الانباء الاردنية الخميس، يشي بطبيعة الاوضاع التي تمر فيها جماعة الاخوان المسلمين.
الدكتور المجالي وصف "زمزم" بأنها "سلمية علنية مستقلة للوصول الى مجتمع متمكن متراحم ودولة قوية راشدة، وليست انشقاقا عن حركات أو أحزاب ولا مصادمة مع أي تيار".
لكن وبحسب قيادي سابق في الاخوان، ومطلع على تركيبة التنظيم جيدا، يؤكد أن ما تمر به الجماعة هذه الايام من اخطر الايام التي مرت بها، وهناك تخوف من انشقاق عامودي في الجماعة.
خطورة ما تمر به الجماعة ، أن الخلافات لم تعد في الطبقات العليا من القيادة، بل انسحبت على الكوادر الوسيطة في التنظيم، والاخطر أن اساس هذه الخلافات مبني على الاصول والمنابت لأعضاء الجماعة، لهذا يحاول قادة زمزم نفي فكرة "اردنة الاخوان".
القيادي الاخواني السابق، يؤشر إلى ان تنظيم الاخوان يضم نحو 8 الاف عضو، بحيث ارتفع العدد بشكل ملفت في السنوات الاخيرة، وهذا العدد منقسم بنحو 60 % من أردنيي غربي النهر، و40 % من أردنيي شرق النهر.
بداية الخلاف الجدي في الاخوان ظهرت بعد فوز المراقب العام الدكتور همام سعيد قبل نحو عام، وسيطرة تيار على مجلس الشورى، التيار الآخر، والذي ينشغل الان في "زمزم" رفض المشاركة في المناصب القيادية للاخوان في المكتب التنفيذي وغيرها، وانسحب تاركا التيار الآخر ينفرد بكل شىء، معتقدا بان هذه الاوضاع لن تستقيم طويلا، واتهم التيار الآخر بانه استغل المال السياسي للفوز بقيادة الجماعة، ووصلت هذه المخالفة الى التنظيم العالمي الذي يحقق فيها حتى الان.
قيادة التيار الذي يمثله سعيد، تغطي الاتهامات بالاقليمية التي توجه له من خلال وجود قيادات بارزة ومؤثرة ومقررة في التنظيم، مثل القيادي الاول في العمل التنظيمي والسياسي في الجماعة زكي بني ارشيد، الذي يمثل الحلقة الاهم في التنظيم، حتى انه تغلب في الانتخابات على الرمز الاخواني التاريخي الدكتور اسحق الفرحان في عقر دار شعبته وهزمه بفارق كبير، وبني ارشيد يعتبر اللاعب الاول الان في التنظيم، وينقل عنه عدم تخوفه من أية نتائج لأي انشقاق في الجماعة.
تيار "زمزم" وكما ينقل عن قيادته، انه لم يفكر في الانشقاق، وانما ذهب الى فكرة المبادرة، من اجل الضغط على قيادة الجماعة، لكي تفتح الابواب مجددا لعودتهم الى صفوف القيادة العليا، لكن القيادة، او التيار المؤثر فيها، لم يلتفت كثيرا لهذه المطالب، رغم تصريحات كثيرة اطلقها القيادي الاخواني سالم الفلاحات بان المبادرة ليست انشقاقا، وهو وقيادات اخرى في التنظيم تتضامن في الخفاء مع مطالب "جماعة زمزم" لكنها لا تعلن ذلك.
الخلافات في الجماعة التقطتها اطراف اخرى، فحزب الوسط الاسلامي اقترب كثيرا من قيادات "جماعة زمزم"، واطراف في الدولة تغذي "زمزم" وتدعمها لوجستيا.
عقال السياسة يؤكدون أن لا مصلحة للدولة في دعم انشقاق بهذا الشكل في جماعة الاخوان، لان خطورة التعامل مع اي طرف في المستقبل سوف تكون صعبة، لا بل وكارثية، اذا خرج "عقال الجماعة" وانضموا لطرف دون الاخر، فعندها تكون الساحة جاهزة لولادة جماعات متطرفة في الطرفين، لا تنتمي لفكر الجماعة ولا سلوكها السياسي، وعندها فإن عملية ضبطها اصعب بكثير، من ضبط جماعة عاقلة وراشدة.
اذا اقترفت الدولة او اي طرف فيها، خطيئة دعم تيار على حساب التيار الآخر، من خلال ضم عناصره لعضوية مجلس الاعيان مثلا، او الحكومة الجديدة، او ضربت تيارا لمصلحة التيار الثاني، فانها تكون قد ساهمت في فسح المجال لولادة تيارات اكثر تطرفا وتشددا، وهذا ليس في مصلحة احد.
وللحديث تتمة.



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك