وكالة كل العرب الاخبارية : أكدت مصادر دبلوماسية روسية، أن زيارة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف إلى الجزائر، تأتي ضمن جولة إفريقية تشمل كلاً من موزمبيق وجنوب إفريقيا، وتستهدف إعادة وتائر علاقات التعاون بين البلدين.
وتأتي زيارة لافروف إلى الجزائر بعد مباحثات أجراها في موسكو نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مع عبدالقادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، لتستكمل بحث ملفات عدة، في إطار الإعداد لزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الجزائر المتوقعة خلال الربع الأول من هذا العام.
وكشف بيان لوزارة الخارجية الروسية أن محادثات وزير الخارجية لافروف مع نظيره الجزائري مراد مدلسي ومع عدد من المسؤولين الجزائريين تتركز على تطورات الوضع في مالي، وسبل تسوية الأزمات في هذا البلد بالاعتماد على تحرك مشترك تقوم به الدول الإفريقية بالتعاون مع أطراف دولية لتهدئة الأوضاع في مالي.
وكشفت مصادر دبلوماسية أن الوزير الروسي سيبحث تصورات الجزائر حول تسوية الوضع في مالي مع نظيريه في موزمبيق وجنوب إفريقيا، لتحقيق رؤية الدبلوماسية الروسية الخاصة بإشراك الدول الإفريقية في تسوية الأزمة، على خلفية مكافحة الإرهاب.
ويبحث لافروف خلال زيارته مع القيادة الجزائرية أيضاً، سبل تسوية المشكلات الإقليمية المزمنة وعلى رأسها النزاع العربي – الإسرائيلي وتطورات الملف السوري وقضية الصحراء الغربية وسبل مواجهة التهديدات الجديدة وعلى رأسها مكافحة الإرهاب على المستوى الدولي، والتي تكتسب أهمية خاصة على خلفية عمليات احتجاز مسلحي تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" مئات الرهائن من الجزائريين والأجانب في مجمع للغاز جنوب شرق الجزائر.
وتجدر الإشارة إلى تقارب مواقف البلدين إزاء تطورات الأزمة في مالي،حيث تخلت كل من روسيا والجزائر عن تحفظاتهما الخاصة بالتدخل العسكري الخارجي إزاء العملية العسكرية الفرنسية في مالي.
وأعلنت موسكو أن العمليات العسكرية في مالي تستهدف إعادة الحياة إلى طبيعتها على أراضي هذا البلد، مؤكدة استعدادها لتقديم المساعدات في تعزيز قواتها المسلحة للدولة الإفريقية الصديقة على أساس ثنائي، وتقديم مساعدات إنسانية لها. كما سمحت السلطات الجزائرية لسلاح الجو الفرنسي بالتحليق في أجوائها في طريقه إلى مالي.
ويشكل التعاون الجزائري - الروسي العسكري أحد أهم محاور العلاقات بين البلدين،حيث تعتقد موسكو أن الجزائر في هذه المرحلة ستحتاج لتطوير تسليح قواتها العسكرية وقوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية، في إطار جهود الحكومة الجزائرية لمواجهة نشاط الجماعات الإرهابية.
لكن الشهور الماضية، شهدت استئنافاً في التعاون بين موسكو والجزائر في الصعيد العسكري،حيث أجرت قوات المظليين الجزائرية تدريبات بإشراف وحدة تابعة لفرقة قوات المظلات الروسية (106) ترابط في مدينة ريازان خريف العام الماضي. وتضمنت التدريبات قيام الجنود المظليين الجزائريين بالإسقاط المظلي المشترك في المطار العسكري "دياغيليفو" قرب ريازان.
كما يقوم مصنع "سيفيرنايا فيرف" الروسي في بطرسبورغ التابع لمؤسسة صناعة السفن الموحدة الروسية، بتطوير سفينتين حربيتين تابعتين لسلاح البحرية الجزائري، دخلتا إلى مرفأ قاعدة كرونشتات البحرية الروسية شهر نوفمبر الماضي، وذلك وفق الاتفاق الموقع مع شركة "روس أوبورون أكسبورت" الروسية.
وخلال زيارته، بحث الوزير الروسي مع نظيره الجزائري سبل توظيف آلية لجنة التعاون التجاري - الاقتصادي والعلمي - التقني على مستوى الحكومتين لتطوير التعاون في مجالات الطاقة وإقامة منشآت البنية التحتية وتطوير التكنولوجيات العالية.
وتعتبر موسكو أن التعاون مع الجزائر يكتسب أهمية كبرى في ظل التغيرات التي يشهدها الشرق الأوسط وموجة الربيع العربي،باعتبار الجزائر من الشركاء الأساسيين لروسيا في المنطقة، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين العام الماضي نحو مليارين ونصف المليار دولار، مسجلاً زيادة مقدارها سته أضعاف مقارنة بحجم التبادل عام 2005، والذي لم يزيد على 400 مليون دولار.