شاهد .. كواليس جديدة للساعات الأخيرة قبل تنحى مبارك
ستظل كواليس تنحى الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، يكتنفها الغموض فمنذ تنحيه لم تخرج معلومات دقيقة حول هذه الكواليس، لأن أعضاء الغرفة المغلقة لم يتحدثوا إلى الآن، ولم يكشفوا الحقائق بشكل كامل للرأى العام حتى إن أحد أهم الأعضاء فى هذه الغرفة، وهو اللواء عمر سليمان توفى قبل أن يكشف أى شيء ودفنت معه أسرار الـ18 يومًا التى سبقت تنحى مبارك.
وأصبح كل يقال هو عبارة عن اجتهادات من أشخاص كانوا قريبين من السلطة فى ذلك الوقت، وأبرزهم الكاتب الصحفى مصطفى بكرى وأسامة سرايا رئيس تحرير الأهرام واللواء حسين كمال مدير مكتب عمر سليمان، حيث كشفوا لـ"صدى البلد" عن أسرار الساعات الأخير لتنحى الرئيس مبارك.
قال الكاتب الصحفي مصطفى بكرى، إن يوم 11 فبراير، شهد أحداثاً درامية وتطورات بشكل سريع، حيث إنه بعد أن أعلن المتظاهرون الزحف إلى القصر الجمهوري اجتمع الأربعة الكبار وهم الفريق أحمد شفيق واللواء عمر سليمان والفريق سامي عنان والمشير حسين طنطاوي، لبحث الأمر فجرى الاتفاق على مطالبة الرئيس بالتنحي من السلطة، وطلبوا من عمر سليمان إن يتحدث إلى الرئيس مبارك، ويطلب منه التنحي من السلطة، وكان وقتها قد سافر الرئيس مبارك إلى شرم الشيخ.
وأضاف بكرى، أنه جرى حديث بين اللواء عمر سليمان والرئيس مبارك فعندما طلب عمر سليمان من مبارك التنحي قال له الرئيس مبارك "لماذا أتنحى وقد نقلت لك كل الاختصاصات، ولكن سليمان أكد له أن الوضع خطير ولكن في النهاية وافق مبارك وطلب منه أن يستبدل كلمة "التنحي "بكلمة التخلي عن السلطة"، كما طلب منه عدم إذاعة البيان، إلا بعد سفر ابنيه علاء وجمال وسوزان مبارك إلى شرم الشيخ ومورست ضغوط كبيرة على سوزان وعلاء وجمال من أجل السفر.
وتابع بكرى قائلاً "بعد سفرها قام اللواء إسماعيل عثمان عضو المجلس العسكرى بتوصيل الشريط إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون ثم تمت إذاعته".
وكشف بكرى لـ"صدى البلد"، تفاصيل اجتماع المجلس العسكري يوم 10 فبراير، وقال بكرى: "عندما اجتمع المجلس العسكري يوم 10 فبراير طلب أحد أعضاء المجلس العسكري بضرورة حسم الأمر، وطلب ووضع الرئيس مبارك تحت التحفظ والقبض عليه، ولكن قابل المشير طنطاوي هذا الطلب بالرفض وقال: "لن نقوم بانقلاب عسكري والأمور ستتحدد خلال الساعات القادمة".
ولفت بكرى إلى أن الاتجاه العام لدى المجلس العسكرى في هذا التوقيت في حال عدم موافقة مبارك على نقل السلطات وأصر الرئيس على موقفه فإنه سيتم تشكيل مجلس رئاسي ويتولى المجلس العسكرى حماية البلاد".
وأشار بكرى إلى أن بعد إعلان الرئيس مبارك تخليه عن السلطة اجتمع المجلس العسكرى، وطلب المشير أن تكون الفترة الانتقالية 3 أشهر على أن يتم بعدها تسليم السلطة بشكل كامل، ولكن المجلس العسكرى اقترح أن تكون 6 أشهر.
وكشف بكرى عن تفاصيل اللقاء الذي تم بين الرئيس مبارك وحسام بدراوى، الذي كلفه الرئيس مبارك وقتها برئاسة الحزب الوطني، حيث سال بدراوى الرئيس مبارك قائلاً: "لماذا لا تستقيل" ورد عليه مبارك قائلاً: "لن أرشح نفسي مرة أخرى للسلطة، ولكن أخاف أن أستقيل فيحدث فوضى عارمة أن يتولى الجيش السلطة وليس لديهم خبرة سياسية وأن يتمكن الإخوان من اعتلاء المناصب وتسقط الدولة المصرية تحت سيطرتهم فترة طويلة.
وتابع البكري قائلاً: "ومضت الأيام فوجئنا أن الثوار ليس لديهم أى مكان في السلطة بل أصبحت السلطة كاملة في يد الإخوان المسلمين وهكذا تم اختطاف الثورة.
قال اللواء حسين كمال مدير مكتب اللواء عمر سليمان، إن التاريخ سيذكر هذا الرجل بأنه كان وطنياً مخلصاً لوطنه وبلده، ولم تكن له أي مآرب شخصية حتي وفاته، وكان يعمل لصالح الوطن فقط ولم يكن له أي طموح سياسي علي الإطلاق.
وأضاف، في لقائه مع الإعلامية عزة مصطفي في برنامج "استوديو البلد" على قناة صدى البلد: "ما قدمه الوطن لا يحتاج لأن أتحدث عنه خاصة أنه خدم 30 عامًا في القوات المسلحة وفي المخابرات، والكل يعرف ما فعله للبلد.
وأشار إلي أن المواطن المصري كان علي مقربة من هذا الرجل ويعرف ملامحه رغم أنهم رأوه مرات قليلة وهو يحل الكثير من القضايا ورغم ذلك كان متواضعًا للغاية وليس له طموح سياسي، حيث كان في2007 يريد تقديم استقالته لأنه شعر أنه حان الوقت ليترك المنصب الرسمي، ويذهب لحياته الخاصة، حيث شعر بأنه أفني حياته للوطن، وأعطي الكثير وفي الفترة الأخيرة كان يعطي النصح بلا أغراض، إلا أن رد الفعل لم يكن كما يجب أن يكون.
وأضاف: كانت هناك شواهد وأقاويل علي التوريث تدور في كواليس لا يعلمها الكثيرون لكن حتي تخلي مبارك عن السلطة لم يكن هناك تصريح رسمي بتولي جمال مبارك للحكم، خاصة أن البعض يعرف أن مصر لا تورث وطبيعة الشعب المصري لا تسمح بقبوله للتوريث.
أكد الكاتب الصحفي أسامة سرايا، رئيس تحرير جريدة الأهرام الأسبق، أن الرئيس السابق حسني مبارك أخطأ بحق الوطن ولكنه علي الرغم من ذلك يُعتبر أفضل رئيس جمهورية في تاريخ الوطن.
وأضاف سرايا في تصريح لـ"صدى البلد"، أن مبارك رجل وطني وبطل وعظيم ولم يهرب ولم يسافر مثل الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، ولم يكن "حرامي" كما وصفه البعض، لافتا إلي أن مبارك استطاع تعمير أكثر من ثلثي مساحة مصر.
كما اعترف سرايا بأن جمال مبارك طلب من أبيه الهروب وهدده بجهة سيادية، ولكنه رفض وفضل البقاء والاستمرار في مصر علي الهروب.