وكالة كل العرب الاخبارية :
توصلت دراسة جديدة إلى أن المناهج الدراسية الفلسطينية والإسرائيلية قلما تصف الطرف الآخر باللاانساني، داحضة بذلك انتقاداً اسرائيلياً متواصلاً يتهم الفلسطينيين بالتحريض ضد الإسرائيليين واليهود في مناهجهم الدراسية. الدراسة كشفت ان الكتب التعليمية في مدارس الشعبين شبيهه في نسبة اشاراتها السلبية عن الطرف الاخر.
وفي هذا السياق أعلن بروس وكسلور، البروفسور في جامعة يال الأمريكية، الذي أشرف على الدراسة أن "أكبر استنتاجات الدراسة كانت أن المناهج تقدم "روايات وطنية" أحادية الجانب تنعت الآخر بالعدو."
مناهج الطرفين تصف الآخر بالعدو
إلى ذلك، أوضح أن الرواية الوطنية" هي الطريقة التي يحلل بها كل شعب الأحداث التاريخية -بطريقة انتقائية- وما إن كان الشعب ينظر لنفسه كضحية ام لا. و تفسر الشعوب-من خلال "الرواية الوطنية"- موقفها تجاه نفسها و تجاه الآخر.
في المقابل، أشارت الدراسة إلى أن حوالي نصف الجمل و الفقرات التي وصفت الفلسطينيين في المناهج الاسرائيلية كانت سلبية، رغم أن هذه النسبة ازدادت في كتب مدارس الحريديم، أو اليهود المتدينين الى 73 بالمئة. فالمتدينون يشكلون ربع الطلبة في اسرائيل . أما في المناهج الفلسطينية فإن 84% من الجمل التي وصفت الاسرائيليين كانت سلبية. لكن اللافت ان الاشارات السلبية هذه -في مناهج الطرفين-لم تكن مهينة بقدر ما كانت تصف الآخر بالعدو.
يذكر أن هذه الدراسة ممولة من قبل وزارة الخارجية الأمريكية و هي أـكبر و أشمل دراسة أجريت على المناهج الدراسية الرسمية الفلسطينية و الاسرائيلية، ضمت 74 كتاباً إسرائيليا و 94 فلسطينيا. ويشمل فريق البحث فلسطينيين و اسرائيليين بالإضافة إلى خبراء مستقلين ساعدوا في رسم منهجية غير منحازة للمقارنة بين الكتب.
ترحيب فلسطيني ورفض إسرائيلي
وفي حين قال الباحثون إنهم اجتمعوا مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض الذي رحب بالدراسة قائلا إنها "تثبت أن ليس هناك تحريضاً في مناهجنا"، أشارت وزارة التعليم الفلسطينية أنها ستنظر في امكانية الاخذ بتوصيات اللجنة.
أما الحكومة الاسرائيلية فرفضت نتائج الدراسة و قالت إنها لن تتعاون مع اللجنة التي وصفتها بالمنحازة والتي لها "آراء مسبقة عن الموضوع ، لا تعكس الواقع"
أما المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فكتوريا نولند فقالت إن الحكومة الأمريكية لن تتدخل في نتائج البحث أو تعلق عليه رغم أنها دافعت عن تمويل المشروع "نحن نمول دراسات مثل هذه حول العالم و بكثافة، و نحن لسنا في موقف لنحلل كل منها واحدا بواحد".
توصيات الدراسة
وفي الختام أوصى الباحثون الحكومتين الإسرائيلية والفلسطينية بالعمل معاً لتعريف اطفال الطرفين ببعضهما البعض عبر توفير معلومات عن ثقافة ودين وتاريخ و روايات الطرف الآخر، الامر الذي قد يعطي الطلبة إطارا أوسع ليرى كل منهما الآخر.
من جابه اشار دانيل بار تال، بروفيسور إسرائيلي من جامعة تل أبيب، ومشارك في الدراسة إلى أن المجتمعات المتصارعة، يجب أن تبدأ بإجراء تغييرات والاعتراف بشرعية و انسانية الطرف الآخر من الناحية الثقافية و التاريخية حتى قبل أن تصل إلى حل شامل.
أما سامي عدوان ، البروفيسور في جامعة بيت لحم وباحث شارك في الدراسة أيضاً فاعترف بصعوبة تغيير المناهج في الوقت الذي تستمر فيه الاوضاع على الأرض بالتدهور. ووصف التحديات أمام رسم خرائط دقيقة مثلاً، في حين لا يُعرف الشكل النهائي للحدود بين الطرفين، لكنه قال "يجب ان نبدأ بالاعتراف بأن للطرف الآخر رواية وطنية مختلفة عن روايتنا".