الرئيسية >
ختان الإناث يقاوم الفتاوى
وكالة كل العرب الاخبارية : لم تتمكن الفتاوى الدينية المناهضة لختان الإناث من القضاء على هذه العادة المتوارثة منذ آلاف السنين. وهي جراحة خضعت لها أكثر من مئة وأربعين مليون امرأة ٍفي العالم، كثيرات منهن بينما كن في سن الرضاعة.تتعرض فتاة كل 15 ثانية في مناطقَ مختلفة من العالم إلى عملية ختان. ويقول منسق برنامج مناهضة ختان الإناث في مصر مجدي حلمي "لدينا فتوى بأن عادة ختان الإناث غير ملزمة دينيا. هذه الفتوى صادرة من الأزهر ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف". لكن هذه الفتوى، وعلى الرغم من صدورها من أعلى المؤسسات الدينية لم تقض على هذه العادة، حسب حلمي. "عادة الختان ممارسة إفريقية اجتماعية بدرجة كبيرة جدا، وهي متوارثة منذ أجيال وإن كانت فريضة دينية لكانت الفتاوى الدينية التي تناهضها قد أدت إلى الامتناع عنها والقضاء عليها تماما"، في رأي المسؤول. و قدرت منظمة العفو الدولية أن أكثر من مئة وأربعين مليون امرأة ٍفي العالم تأثرن بالختان، وتجرى هذه العملية في أغلب الأحيان، لفتيات تتراوح أعمارهن بين سن الرضاعة وخمسة عشر عاما، كما تجرى في بعض الأحيان لنساء بالغات. ولم يكن الختان محظورا من قبل منظمة الصحة العالمية، لكن وقوع وفيات بسبب سوء تطبيقه في الأرياف وتلوث الجروح والآثار النفسية المترتبة عليه دفع المنظماتِ الدولية إلى رفضه وتجريم القائمين على تنفيذه. وإثر مبادرة من سيدة نيجيريا الأولى عام 2003 أعلنت الأمم المتحدة عام 2005 يوم السادس من فبراير من كل عام يوما عالميا لرفض ختان الإناث، في محاولة منها لتوعية العالم بمدى خطورته، وتعزيز فرص القضاء على ممارسته. ويضيف حلمي أن "هذه العادة تمارس لأن هناك اعتقاد خاطئ بأن الختان يؤدي إلى تهدئة البنات جنسيا وبالتالي يسهم في عفتهم". "نحن من جانبنا نحاول أن نثبت خطأ هذا المعتقد عن طريق الشرح المبسط للحقائق العلمية التي تثبت أن الرغبة الجنسية تأتي من المخ والحواس وليس من الأعضاء التناسلية"، كما يؤكد حلمي. وتنتشر عملية الختان بشكل رئيسي في إفريقيا، خاصة في غرب القارة، بينما تندر أو تكاد تنعدم في جنوبها. ويحدد حلمي أن "هناك نحو 27 دولة في أفريقيا تمارس هذه العادة". وبحسب ارقام منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف) تتوزع النسب كالتالي: 99 بالمئة في غينيا، و71 بالمئة في موريتانيا، وأكثر من 90 بالمئة في مالي. وبلغت في شرق أفريقيا 98 بالمئة في الصومال، 89 بالمئة في أرتيريا، 90 بالمئة في السودان، 80 بالمئة في إثيوبيا. وفي بلدان الشرق الأوسط، تعتبر مصر من بين أعلى الدول تأثرا بهذه الظاهرة حيث بلغت نسبتها نحو 97 بالمئة، ولكنها بدأت بالتراجع خلال الأعوام المنصرمة. "مصر والسودان من أكثر الدول التي تمارس فيها هذه العادة، ولكن النسبة في مصر انخفضت بعد المبادرة الوطنية لمناهضة الختان التي أطلقناها عام 2003"، كما يؤكد حلمي. ويشرح أن النسب انخفضت في مصر بعد اتخاذ عدة خطوات على مراحل متفرقة "المرحلة الأولى كانت مبادرتنا في 2003 والمرحلة الثانية في 2007 عندما صدر القرار المانع الشامل بأنه لا توجد حالات تلزم إجراء الختان، ثم الثالثة في 2008 عندما صدر قانون تجريم ختان الإناث وأصبح ليس مجرد عادة سيئة مضرة للصحة بل أصبح جريمة يعاقب عليها القانون". كما تمارس هذه العملية في أجزاء من العراق واليمن وسوريا وإيران وبعض دول الخليج. وبسبب الهجرة بدأت هذه العادة في الانتشار بين المهاجرين في أستراليا وأوروبا والولايات المتحدة. وعن بريطانيا تقول الدكتورة كومفرت مومو المتخصصة في مكافحة ختان الإناث إن المشكلة "ليست هينة، رغم أنها تقتصر على المهاجرين. وتشير الأرقام إلى نحو 100ألف امرأة أجريت لهن هذه العملية داخل بريطانيا". أمضت الدكتورة مومو 25 عاما في مكافحة ختان الاناث والتصدي له، ليس فقط للتوعية بأضراره والحض على تجنبه، ولكن لمساعدة من تعرضوا لهذه التجربة أيضا وإعادة تأهيلهن نفسيا وجسديا. "ورغم أن القانون البريطاني يمنع اجراء هذه الجراحة في المستشفيات البريطانية إلا أن العديد من منظمات المجتمع المدني تؤكد استمرار اجرائها، خاصة وسط الجاليات الإفريقية. وتحذر من أن هناك نحو 24 ألف فتاة تحت سن 15 سنة مهددات بالتعرض لها أيضا"، حسب الدكتورة مومو. وتظهر الدكتورة تفاؤلا قائلة "لكن ما يبقي الأمل قائما هو أن عدد النساء اللائي يقبلن على طلب المساعدة في هذا الشأن يتزايد باستمرار". وتكثف الشرطة البريطانية جهودها للتصدي لإجراء هذه العمليات، ولكنها في الوقت نفسه لم توجه اتهاما لأي طرف بإجرائها ما يدل على صعوبة هذه المهمة. تعليقات القراء
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد
|
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
تابعونا على الفيس بوك
|