المزيد
لماذا نتحول الى معارضين ؟

التاريخ : 05-02-2013 |  الوقت : 09:35:23

      مفهوم المعارضة في العالم وبشكل خاص في الدول التي تجذرت فيها الديمقراطية , وتتناوب فيها السلطة  الاحزاب وفق برامج انتخابية... هذا المهوم  يتحول الى برامج للمعارضة تكون الاولوية فيها لمصلحة البلاد والعباد , وان لا تكون اهدافها شخصية , تسعى المعارضة فيها لتحقيق مصالح خاصة لافرادها ... وعندما تصل الاكثرية عن طريق الانتخابات الى السلطة نجد ان المعارضة تحترم راي وقرار الاكثرية وتراقب الاكثرية الحاكمة طيلة مدة حكمها بهدف تسجيل الاخطاء التي تستثمرها امام  الناس عندما ياتي تموعد الانتخابات القادمة , بهدف الفوز بالحكم في ما لو اقتنع الناس بما تطرحه تلك المعارضة .

   ونحن في الاردن ليس لدينا مثل هذه الالية لان الديمقراطية  في بلدنا لم تتجذر وما زالت  حديثة , ولذلك فان المعارضة  عندها هي معارضة لا تنطلق من اجل مصلحة الوطن , بل هي معارضة تنطلق من مصالح واهداف شخصية , لاننا ما زلنا في بداية الطريق , ولم نستوعب مفهوم  الديمقراطية الحقيقية التي امن بها العالم الغربي وترجمها وطبقها ورسخها في حياته واقتنعت بها المعارضة واحترمت راي وقرار الاكثرية .

   فالمعارضة عندنا معارضة غير منظمة وهي معارضة فردية ولا تقتنع ولا ترضى بحكم الاكثرية وقراراتها , ولذلك ترفض كل قرار يصدر عنها حتى لو كان لمصلحة الوطن وتشكك بكل الاحوال بما يصدر عن الاكثرية الحاكمة .

   فالانتخابات البرلمانية الاخيرة وافرازاتها ونتائجها كانت مثلا صارخا على موقف  الذي لم يحالفهم الحظ ,و الذين شككو بنتائج الانتخابات واعلنوا انضمامهم الى صفوف المعارضة ...هل من المعقول ان  من حصل على (135) صوتا مثلا , يعلن ان  الانتخابات مزورة وان جهات خارجية تدخلت بهذه الانتخابات لافشاله , وانه سيلجأ للقضاء من اجل انصافه .. و سيكون في صفوف المعارضة .

       فالطموح مشروع لكل انسان , ومن حق كل مواطن ان يطمح بمقعد نيابي او بمنصب وزاري , واذا لم يتحقق هذا الطموح يسارع كل منا ليعلن ان مؤامرة حيكت ضده وان جهات معينه تدخلت لمنعه من الوصول الى هدفه , وانه افضل من فلان الذي نجح في البرلمان , او فلان الذي  عين في منصب وزاري او اداري , لانه ينطلق من مبدأ اننا جميعا ابناء ( تسعة اشهر ) .

   فالانسان يجب ان يتوقع النجاح او الفشل في اختبار يتقدم اليه , وهكذا فالنجاح والفشل في الانتخابات البرلمانية يندرح تحت هذا المفهوم , فلا يعقل ان كل من رشح نسه للانتخابات البرلمانية يجب ان يحقق النجاح لان المقاعد محددة  ومعروف  عددها البالغ ( 150) معقدا فلا يعقل ان تعلن( المستقلة للانتخابات ) عن نجاح كل المرشحين الذين  يصل عدم الى اكثر من (1518) مرشحا .

    فنحن نفرح عندما نترشح لمنصب وزاري او قيادي في الدولة .. ونفرح عندما ننجح في الانتخابات البرلمانية ونحصل على مقعد برلماني ... وبالمقابل نغضب عندما يتم تجاوز بعضنا عن تشكيل الحكومة .  او عند صدور قرار تعيينات المناصب العليا ... ونغضب عندما نفشل في الانتخابات البرلمانية  , فتكون النتيجة ان كل من لم يتم تعيينه في منصب وزاري او منصب في الادارة العليا يصبح معارضا , وهذا ينطبق على كل من فشل في الانتخابات البرلمانية .. فنحن الشعب الاردني نطاول بعضنا بعضا , فالعالم والمبدع يتساوى مع غير العالم والمبدع .. وفي النهاية فان القناعة مهمة فلنرحم هذا الوطن الذي ينعم بالامن والامان والاستقرار .




تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك