المزيد
سحل "الاخوان" بيفرق

التاريخ : 04-02-2013 |  الوقت : 09:29:22

واقعة السحل التي تعرض لها المصري "حمادة صابر" امام العالم، وفي لحظة بث مباشر لفضائيات تركت كاميراتها امام قصر الاتحادية في وسط قاهرة المعز، كشفت عن حقيقة الدكتاتورية التي تسكن عقول من قفزوا فوق الثورات، وخطفوا انجازاتها.
ابشع ما في المشهد، غير الضرب والسحل والتشليح الذي تعرض له حمادة، حجم التشبيح الذي يمارسه رجالات الحكم الان في مصر، ممثلة في وزارة الداخلية الذين يضغطون على حمادة لنفي واقعة السحل، التي شاهدها الملايين.
صديق مصري، استاذ ومفكر، فجعني عبر رسالة خاصة قبل يومين، انه يفكر ان "يطفش" من ام الدنيا بعد ان امضى عمره الذي يقترب من الخمسين، وهو يعمل ويطالب بالتغيير في مصر، لانه ، بحسب رسالته، يرى ان مصر تعود الى عصور قديمة، بدلا من ان تقدم الثورة الاوضاع المصرية الى الامام.
غضب صديقي، يتركز على مآلات الثورة المصرية، والى اين تأخذها القوى الجديدة، التي ظهرت في غفلة من الزمان، وخطفت الانجاز الذي حققه شباب 25 يناير.
الغضب الشعبي المصري يتصاعد يوما بعد يوم، وجبهة الانقاذ دعت الى "اسقاط نظام الاستبداد" وفي اكثر الجمع، يضطر الشعب المصري للعودة مجددا الى الميادين للمحافظة على ثورتهم ومطالبها، بعد أن اكتشفوا انهم غيروا رئيس غير ملتح، بآخر ملتح.
هل تذكرون مشهد أحد جنود الجيش المصري في بدايات الثورة وهو يمسك إحدى الفتيات من شعرها، ويقوم بسحلها في الشارع العام، وينزع عنها ملابسها، بينما يقوم جندي اخر بتوجيه عدة ركلات لها بقدمه فوق قفصها الصدري، ويدوس ببسطاره العسكري على صدرها العاري، تحت مرآى عدد من الجنود، مشهد خلق جرحا في الروح والضمير، والخوف على مصير الثورة التي وضعها الثوار يومها وديعة في ايدي المجلس العسكري والجنود الذين تركوا ثكناتهم ليسحلوا ثوار التحرير وعشاق الحرية، والورد اللي فتّح في جناين مصر.
مشهد الفتاة مسحولة، أثار موجة من بركان الغضب بين المصريين، وكل من شاهد الفتاة، وعجّت مواقع التواصل الاجتماعي بادانات واستنكارات لما قام به الجنود المصريون، ضد المحتجين، وخاصة عمليات سحل الفتيات وتعريتهن، فأصبحت صورهن ايقونة جديدة للثورة المتجددة في مصر، والتي لن تستكين، حتى يضع الثوار لمساتهم على مستقبل الدولة المصرية ما بعد الثورة، لان هذه المشاهد، لا يمكن ان تكون في زمن الثورة، وانما حصريا في الزمن الذي ثار الشباب المصري ضده.
اذا تعرى الثوار فهذا لا يقلل ابدا من قيمة الانجاز التاريخي الذي حققوه، وبالتأكيد فإن في تعريتهم بالطريقة البشعة التي تعرت بها تلك الفتاة، وتعرى فيها حمادة، تعرية حقيقية لكل اعداء الثورات، والذين يريدون ان تعود الامور الى الوراء.
الثورة تعيش على أخلاق الثوار، وتنمو على احترام حقوق الإنسان، أما أن تنزلق وتفعل ما كان يفعله الدكتاتور نفسه فهذا ليس مقبولا، ويجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا خوفا من الأيام المقبلة .



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك