المزيد
الأزمة السورية.. تقارب غير مسبوق

التاريخ : 03-02-2013 |  الوقت : 07:45:01

وكالة كل العرب الاخبارية

في خطوة غير مسبوقة التقى رئيس الائتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب بوزيري الخارجية الروسي والإيراني، أقوى مؤيدي خصمه الرئيس السوري بشار الأسد، في إشارة إلى وجود رغبة دولية لإطلاق مفاوضات حول الحرب في سوريا بعد أن فشلت المعارك في حسم الصراع على الأرض.

وفي سابقة أخرى توالت التصريحات الإيجابية حول الخطوات المتخذة في سبيل التفاوض إثر اللقاءات التي تمت بهذا الصدد، على هامش مؤتمر الأمن الدولي الذي عقد في ميونيخ.

فأثنى وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي على مبادرة الخطيب إثر لقاءه به معتبرا إياها "خطوة جيدة إلى الأمام".

وفيما بدا كخطوة اتخذها الخطيب منفردا وأنه وضع مكانته داخل المعارضة على المحك، أعلن رئيس الائتلاف استعداده للتفاوض مع حكومة الأسد بشرط الإفراج عن معتقلين سياسيين، مخالفة لموقف المعارضة الرافض تماما للحوار مع دمشق.

وبعد أن كان أول رد فعل للائتلاف المطالبة باعتذار الخطيب والرجوع عن دعوته، التي أعلنها عبر صفحته على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك، أو الاستقالة، طالب المكتب السياسي للائتلاف من رئيسه ألا ينفرد بالرد على أي مقترح يعرض عليه في ميونيخ، وأن يعود إليهم قبل الاتفاق على أي إجراءات فيما فسر على أنه مؤشر إيجابي على قبول فكرة الحوار.

لكن المتحدث باسم الائتلاف وليد البني كشف لـ"سكاي نيوز عربية" أن محادثات الخطيب تمت بموافقة وبعلم الائتلاف.

واستطرد صالحي في ميونيخ "إذا كنا نريد وقف إراقة الدماء فإننا لا يمكن أن نستمر في تبادل إلقاء اللوم"، مضيفا أنه مستعد لإجراء محادثات مرة أخرى مع المعارضة ويريد أن يكون "جزءا من الحل".

وأكد البني أن شرط الإفراج عن السجناء ليس هو الشرط الوحيد للدخول في مفاوضات، وأن كلام الخطيب لا يعني التراجع عن ثوابت الثورة أو المعارضة.

وقال إن "الائتلاف يرحب بأي حل سياسي يوفر الكثير من التدمير والشهداء"، مضيفا أنه "لم يتغير أي شيء من الثوابت"، وأن المعارضة لا تزال تشترط "رحيل الأسد وعائلته ورموز نظامه".

وتابع البني: "شرط السجناء سيكون بطاقة الدخول في المفاوضات، لكن بالتأكيد لن تكون هناك مفاوضات والقصف مستمر".

وأضاف: "مبادرة جينيف هي الأساس ونؤكد على ذلك حتى لا يكون هناك سوء تفاهم".

وأبدى البني شكوكا حول موقف إيران الإيجابي قائلا: "أنا لست متفائلا كثيرا بموقف إيران"، وأكد أن "على إيران أن تغير هي موقفها الداعم للأسد وأن تقول إن عليه أن يرحل".

لكنه قال: "نحن نقبل بأي طرف يقبل بطموحات الشعب السوري، إذا كان المجتمع السوري يحاول أن ينفذ ما يريده السوريون فلم لا نقبل بالمفاوضات".

وفضلا عن التصريحات الإيجابية كان اللقاء في حد ذاته مؤشرا على وجود النية على إيجاد حل للأزمة السورية التي تنهي عامها الثاني بعد أيام، وقد خلفت أكثر من 60 ألف قتيلا وخلفت دمار هائل دون أن يسقط الأسد رغم وقوع مناطق كثيرة في سوريا تحت سيطرة الثوار.

وفي لقاء هو الأول أيضا عقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اجتماعا مع الخطيب في ميونيخ، وأبلغ المسؤول الروسي الخطيب اهتمام موسكو بـ"إجراء اتصالات منتظمة" مع المعارضة السورية.

وقال لافروف: "نرحب بهذا الأمر. إنها خطوة بالغة الأهمية إذا أخذنا في الاعتبار أن الائتلاف تأسس على رفض إجراء حوار مع النظام".

وأضاف: "أعتقد أن الواقعية تسود".

وظلت روسيا وإيران أقوى حلفاء الأسد منذ بدء الأزمة السورية وتصدت موسكو 3 مرات مستخدمة حق الفيتو لقرارات لمجلس الأمن للأمم المتحدة كان هدفها إقصاء الأسد عن السلطة أو الضغط عليه لوقف الحرب.

ولا شك أن أي تفاهم قد تصل إليه موسكو وطهران مع أعداء الأسد قد يساعد في تخطي الجمود وخلق انفراجة في الجهود الرامية إلى حل لصراع سلميا.

وعلى الرغم من أن موسكو أعلنت مرارا أنها لن تمنح الأسد حق اللجوء السياسي، فإنها أهم مانح للسلاح لسوريا.

وكان رئيس الوزراء الروسي ديميتري مدفيديف صرح الأسبوع الماضي بأن فرص الأسد في البقاء في السلطة "تتضاءل" وهو ما اعتبره العديد من متابعي الشأن السوري والسياسة الدولية نوعا من التحول في سياسة موسكو تجاه دمشق والاتجاه إلى اتخاذ موقف أكثر انفتاحا تجاه المعارضة.

ومن جانب دمشق قال وزير الدولة السوري لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر: "إننا نسمع اليوم نغمة جديدة" من جانب المعارضة.

وأضاف: "لسنا ضد من يعود إلى رشده ويقتنع بأن الحل هو الحل السياسي"، معتبرا أن "القبول بالحل السياسي بالمبدأ هو تقدم خطوة إلى الأمام".



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك