يحل سمو الشيخ مشعل الاحمد الجابر الصباح امير دولة الكويت الشقيقة ضيفا عزيزا على المملكة الاردنية الهاشمية اليوم تلبية لدعوة من أخيه جلالة الملك عبدالله الثاني في اول زيارة له خارج اطار دول مجلس التعاون الخليجي.
وتعكس زيارة الدولة الاولى لسموه منذ توليه مقاليد الحكم اميرا لدولة الكويت الشقيقة العلاقات الاخوية الراسخة بين البلدين الشقيقين والتي تعززها العلاقة الأخوية الخاصة بين سموه وجلالة الملك والاحترام والمكانة اللتين يحظى بهما كل من البلدين لدى الآخر، ولسان حال الأردنيين يردد "أهلا بأمير الخير في بلد الخير في قمة خير للأمة".
الزيارة التي تأتي استمرارا للتشاور والتنسيق والتعاون المستمر بين القيادتين وتعزيزا للعلاقات الاستراتيجية المتميزة بين البلدين المستمرة منذ استقلال دولة الكويت الشقيقة عام 1961 تحمل في طياتها العديد من القضايا الهامة التي سيبحثها الزعيمان سواء على المستوى الثنائي او على مستوى الاقليم الذي يشهد تطورات غير مسبوقة في مقدمتها العدوان الاسرائيلي على غزة.
وتستند العلاقة الثنائية على المستوى السياسي على قاعدة صلبة اساسها التوافق في معظم القضايا الاقليمية والدولية وفي مقدمتها القضية الفسطينية التي تتصدر اولويات السياسة الخارجية لكلا البلدين الشقيقين وعلاوة على ذلك فإن الحكمة والتوازن اللتين تنتهجهما قيادتا البلدين القت بظلالها على تعزيز وتنمية العلاقات في مختلف المجالات وعلى مختلف الصعد.
السفير الأردني الأسبق في الكويت جمعة العبادي قال لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، ان الزيارة تكتسب أهمية خاصة في هذا التوقيت وفي هذه الظروف الصعبة وتنطوي على رمزية العلاقة بين البلدين والشعبين والقيادتين خاصة وأنها اول زيارة دولة لسموه خارج إطار دول مجلس التعاون الخليجي.
وقال، ان العلاقة بين البلدين متجذرة وتاريخية وهي علاقات مودة وتفاهم واحترام قائمة على التشاور والتنسيق والتطابق في وجهات النظر خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، مشيرا الى الجهود المتواصلة للبلدين لمواجهة ما تتعرض له فلسطين وغزة بشكل خاص من عدوان ودعواتهما لوقف العدوان واطلاق النار و ودورهما في إيصال المساعدات الإنسانية.
وأشار الى وجود حوالي 70 اتفاقية تعاون موقعة بين البلدين في مختلف المجالات كما ان هناك لجنة عليا مشتركة تجتمع باستمرار ولجنة تجارية مشتركة، لافتا الى ان الاستثمارات الكويتية في الأردن تحتل مركزا متقدما بحجم 20 مليار دولار دون إغفال المشاريع التي ينفذها الصندوق الكويتي للتنمية في الأردن منذ سنوات عديدة.
السفير الاردني الحالي في الكويت سنان المجالي قال، ان زيارة سمو أمير الكويت للمملكة اليوم تعبير عن المكانة التي تحظى بها المملكة والتقدير الذي تحظى به لدى الرسمي والشعبي.
ووصف المجالي العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين بـ "الراسخة على كافة المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية"، مشيرا الى ان العلاقة الثنائية على المستوى السياسي تستند على قاعدة صلبة اساسها التوافق في معظم القضايا الاقليمية والدولية وعلى رأسها القضية الفسطينية التي تعد القضية المركزية وتتصدر اولويات السياسة الخارجية لكلا البلدين الشقيقين.
واشار الى التنسيق المتواصل والتعاون المستمر على كافة المستويات برعاية جلالة الملك واخيه سمو الامير والذي يشمل كافة الملفات التي تهم البلدين اقليميا ودوليا وبما يصب في مصلحة امن واستقرار وازدهار المنطقة.
ويحظى الملف الاقتصادي والتجاري بين البلدين بحسب المجالي باهتمام كبير، مشيرا الى ان الاستثمارات الكويتية من بين اكبر الاستثمارات في المملكة وهو ما يؤكد البيئة الجاذبة للاستثمار في الاردن.
كما أشار الى ما تحظى به الجالية الاردنية في الكويت من احترام من قبل الاشقاء لدور في نهضة الكويت وازدهارها.
من جهته قال السفير الكويتي لدى الأردن حمد راشد المري، ان زيارة الدولة التي يقوم بها سمو الأمير تعكس المكانة الخاصة والمتميزة للأردن لدى دولة الكويت، لافتا الى تطابق المواقف الشعبية والرسمية بين البلدين الشقيقين خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية ونصرتها وأهمية إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
ووصف السفير المري العلاقات الأردنية الكويتية بـ "المتميزة والمتينة والتاريخية" وتستمر اليوم في عهد سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد وأخيه جلالة الملك عبدالله الثاني على نهجها القائم على مبدأ الاحترام المتبادل وتبادل المصالح المشتركة والسعي لتحقيق مصلحة الشعبين الشقيقين في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وأشار السفير المري الى التنسيق المشترك وتطابق الرؤى بين البلدين على جميع المستويات وحرص واهتمام قيادتي البلدين على استمرار التنسيق والتشاور المشترك حول مختلف القضايا العربية والإقليمية، وكذلك في المحافل الدولية وتبادل الدعم، الأمر الذي انعكس إيجاباً على مخرجات هذه العلاقة.
وأكد أن دولة الكويت من أكبر الدول المستثمرة في المملكة الأردنية الهاشمية في مختلف المجالات، بحجم استثمار يبلغ 20 مليار دولار، ويرجع ذلك لما يتمتع به الأردن من قوانين وميزات جاذبة للاستثمار، لافتا الى دور الجالية الاردنية في الكويت المتميزة بكفاءتها العالية والتزامها بالقوانين.
وفيما بتعلق بالوضع في غزة، لفت السفير الكويتي الى أن موقف البلدين الشقيقين متطابق، فكلاهما وبجهود القيادتين الحكيمتين تتركز مساعيهما على وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع المحاصر واهتمامهما البالغ بالاحداث المتتالية والمتصاعدة في الأراضي الفلسطينية بشكل عام وغزة بشكل خاص، ورفض جرائم الإبادة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأشقاء الفلسطينيين، مشيرا الى أنه وتضامناً مع أهالي قطاع غزة، قامت السفارة الكويتية في عمان بإلغاء الحفل السنوي للأعياد الوطنية لهذا العام.
وثمن السفير الكويتي الدور البارز الذي يقوم به جلالة الملك عبدالله الثاني تجاه قضايا المنطقة، وتأكيده المستمر على متانة ورسوخ العلاقة بين البلدين الشقيقين والدور الذي يقوم به جلالته تجاه قضية العرب المركزية والوضع الراهن في غزة وحرصه على مواصلة التنسيق والتشاور مع أخيه سمو أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حول مختلف القضايا العربية والإقليمية، وبما يعزز مسيرة التضامن والتعاون العربي والإسلامي، والقدرة على مواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة.
(بترا- صالح الخوالدة)وكالة كل العرب الاخبارية